أسرة وطفل - مقالاتمقالات

جودة التعليم وآليات تحقيقها

مقدمة

لقد بات إصلاح منظومة التربية والتكوين من القضايا الرئيسية التي تؤرق بال المسؤولين الحكوميين في شتى أنحاء المعمورة، إيمانًا منهم بأن تكوين رأس المال البشري يعد الدعامة الأساسية لكل نهضة اقتصادية واجتماعية وتنمية مجتمعية مستدامة، وقد ترجم هذا في تبني عديد من المقاربات وتجريب كثير من وصفات الإصلاح، قصد الوصول بالتعليم إلى أعلى المستويات، وانعكاس ذلك على جودة التكوين والتأهيل للموارد البشرية، لتمكينها من الاندماج في محيط عالمي يتميز بالتنافسية في جميع المجالات، ومواكبة التطورات والتحولات التي يشهدها العصر، مع تنامي اقتصاديات المعرفة وتحديات العولمة.

غير أن إصلاح التعليم يحتاج إلى نظرة شمولية تهم الجوانب والمجالات كافة، نظرة تتجاوز المقاربات التجزيئية والحلول الترقيعية وتتعدى البعد الكمي، فالإصلاح يجب أن يكون شموليًا ومبنيًا على النوعية والجودة في مختلف مكونات المنظومة التربوية، لهذا اختارت بعض الدول الرائدة في مجال التعليم اعتماد نظام الجودة في إصلاح منظوماتها التربوية، نظام أبان عن نجاعته وفعاليته في تحقيق النتائج المرجوة، فما معايير الجودة في التعليم؟ وما آليات تحقيق الجودة في إصلاح التعليم؟

مفهوم الجودة.. آلياتها ومعاييرها

الجودة نظام إداري يرتكز على مجموعة من القيم، ويعتمد على توظيف البيانات والمعلومات الخاصة بالعاملين قصد استثمار مؤهلاتهم وقدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم، على نحو إبداعي قصد تحقيق التحسن المستمر للمؤسسة.

تشير الجودة في المجال التربوي إلى مجموعة من المعايير والإجراءات يهدف تنفيذها إلى التحسين المستمر في المنتج التعليمي، وتشير كذلك إلى المواصفات والخصائص المتوقعة في هذا المنتج وفي العمليات والأنشطة التي تتحقق بها تلك المواصفات، مع توفر أدوات وأساليب متكاملة تساعد المؤسسات التعليمية على تحقيق نتائج مُرضية.

ظهور المفهوم

ظهر مفهوم الجودة (QUALITY) في ثمانينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية، مع ارتفاع وتيرة التنافس الاقتصادي العالمي وغزو الصناعة اليابانية للأسواق العالمية، فالجودة مفهوم مقاولاتي بالأساس، يرتبط بالإنتاجية والمردودية، وانتقل إلى مجال التعليم على اعتبار أن المؤسسة التعليمية مؤسسة لإنتاج الكفاءات والخبرات القادرة على الابتكار والإبداع، اللذين من دونهما لا يمكن للمقاولات الصناعية أن تطور إنتاجها وتحسن من منتوجها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

معايير جودة التعليم

جودة التعليم

توجد بعض المعايير الهامة والخاصة بجودة التعليم، أهم هذه المعايير وأشهرها تتمثل في الآتي:

  • معايير جودة المقررات الدراسية بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى معايير المناهج التعليمية المختلفة.
  • معايير خاصة بجودة الأطر التربوية، وأيضًا الأطر التعليمية والأطر الإدارية المختلفة.
  • معايير التحسين المستمر من جودة التعليم.
  • معايير نتائج الحصول على التحصيل التعليمي.
  • المعايير الخاصة بجودة البنية التحتية للتعليم وجميع المرافق العامة.

فوائد نظام جودة التعليم وأهميته

توجد عديد من الفوائد والأهميات الخاصة بنظم جودة التعليم، ومن أهم هذه الفوائد المعروفة وأشهرها ما يلي:

  • أن نظام جودة التعليم يسعى دائمًا من أجل التقدم نحو العملية التعليمية بأنواعها المختلفة.
  • أنه يعمل على تحسين النظام الإداري والأطر التعليمية، لكي يكون قادرًا على تحمل المسؤوليات المحاطة بكل طرف.
  • تعمل على تصحيح الشكاوى المختلفة، التي تكون صادرة خاصة من أولياء الأمور، والعمل على إرضاء أولياء الأمور بالطرق الممكنة من أجل محاولة إرضائهم، والعمل أيضًا على تقليل حجم معظم الشكاوى.
  • تعمل دائمًا على توفير جو ملائم للطلبة، يسوده الأمن والأمان والتفاهم بين الطلاب كافة.
  • يحل نظام جودة التعليم جميع المشكلات الممكنة التي تعوق العملية التعليمية بالطرق الصحيحة لكيلا تضر بهم.
  • رفع قيمة المؤسسة التعليمية عن سعر المؤسسات الأخرى، مما جعلها قادرة على منافسة جميع نظم التعليم على الصعيدين المحلي والخارجي.

آليات تحقيق جودة التعليم

جودة التعليم

توجد عديد من الآليات الخاصة بتحقيق جودة التعليم، ومن أهم هذه الآليات وأشهرها ما يلي:

  • تغيير عديد من المناهج العلمية في المراحل التعليمية المختلفة، وهذه الآلية تهدف إلى إخراج عديد من الطلاب المبتكرين والباحثين، واثقين بأنفسهم وبشخصيتهم.
  • العمل على تحقيق التعليم وتحسينه، وخصوصًا في القرى والمدن غير المتحضرة، لكي يحصلوا على تعليم جيد فيها، وتوفير عديد من فرص العمل في هذه الأماكن، بالإضافة إلى توفير البنية التحتية بالوسائل الممكنة كافة.
  • الاهتمام بعديد من الموارد البشرية والطبيعية، التي تهتم كثيرًا بالطوائف والكوادر التعليمية، بالإضافة إلى آلية توفير معظم الاحتياجات الخاصة بالتعليم، التي تتمثل في العائد المادي وبعض ظروف العمل الجديدة وتوفير فرص عمل متعددة.
  • توفير كثير من الأموال التي توفر لنا البنية التحتية التعليمية، والمرافق التعليمية بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى أنها تحتوي على عديد من الأدوات والوسائل المعرفية والتكنولوجية الحديثة والمتطورة.
  • اتباع أسلوب خاص بها؛ أسلوب الحوكمة واللا مركزية الموجودة في الإدارة التعليمية المختلفة.
  • آلية دراسة عديد من المشكلات والتجارب السابقة، التي تعمل على تحقيق الجودة في التعليم بما تحتويه من التجارب والمشكلات غير المعروفة أو الأجنبية.
  • آلية محاولة فهم التجارب السابقة وتعلمها وأخذ المعلومات المفيدة، التي تساعدنا في الحياة العملية وتحقيق الرقي في المستوى التعليمي.

اقرأ أيضاً: 

كيف سيتعلم الناس سنة 2050؟!

هويتنا التعليمية العربية والمشاهد العبثية

رؤى إبداعية في فلسفة التعليم

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. اسماء الشاعر

معلم أول لغة عربية بالأزهر الشريف