تقنيات التعليم في المستقبل .. كيف سيتعلم الناس سنة 2050؟!
في المستقبل، دايمًا بنسمع عن إن حاجات كتير هتتغير، وإن شكل المجتمع البشري كله هيكون مختلف ومبهر بشكل يخلي أي حد خياله يسرح، بس دايمًا الكلام في المواضيع المستقبلية دي بياخد طريق المجتمع أو التنقل أو تكنولوجيا الاتصالات، وقليل أوي لو حد حاول يتخيل شكل التعليم في المستقبل هيكون عامل إزاي.
الحقيقة إن مع تطور العالم وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، فشكل التعليم نفسه في المستقبل، سنة 2050 مثلًا، هيكون مختلف تمامًا عن شكله دلوقتي، لدرجة إن لو أنت كنت عايش وقتها، فأنت ممكن متبقاش فاهم ولا عارف تتعامل معاه إزاي.
عشان كده، بناءً على الدراسات والأبحاث اللي بتتعمل على الموضوع ده دلوقتي، هات كوباية شايك ونعناعك في إيدك، وتعالى بقى معايا أحكيلك عن بعض التوقعات لشكل التعليم والمدارس اللي هيشوفها ولادنا وأحفادنا في المستقبل هتكون عاملة إزاي، وإزاي شكلها ممكن يكون مختلف عن كل اللي إحنا نعرفه.
المدرسة في المستقبل
بص يا سيدي. لو إحنا هنتكلم عن التعليم في المستقبل، فمبدئيًا كده، فكرة إننا نبقى بنروح المدرسة دي أصلًا هتكون موضة قديمة وبطلت، وده عشان التعليم عن بعد أو الـ(Remote Learning)، وتكنولوجيا الاتصالات والذكاء الاصطناعي هتكون تطورت للحد الكافي اللي يخلي الفصول أو قاعات المحاضرات تبقى مش مهمة، يعني مثلًا، أكيد أنت شفت قد إيه جائحة كورونا اللي ضربت العالم كله وشلت حركته سنة 2020 غيرت شكل التعليم، وخلت مدارس وجامعات كتير تتبنى طريقة التعليم عن بعد، وتعمل الامتحانات أونلاين.
بس تخيل بقى إن في المستقبل، التعليم في البيت ده هيبقى الشائع والمتعارف عليه، ومفيش حد هيبقى بيروح المدرسة أو الجامعة زي دلوقتي، لإن الطريقة اللي بيتعلم بيها كل طالب هتكون معتمدة أكتر عليه هو نفسه، وهيكون في برنامج تعليمي خاص بكل شخص، محطوط ليه مخصوص عشان يناسب قدراته وسرعته في تعلم المواد المختلفة، وكل طالب هيبقى معاه روبوت افتراضي بيشتغل بالذكاء الاصطناعي أو الـ(AI)، وبيتابع العملية التعليمية بتاعته كلها من بدايتها من وقت ما كان صغير، لحد ما يكبر، ويزوده بكل المعلومات اللي محتاجها عشان تساعده يتعلم بالشكل الصحيح.
اقرأ أيضاً: التعليم في العصر الرقمي
تعليم متاح للجميع دون استثناءات
كمان بسبب إن التعليم في المستقبل هيكون في البيت، فهو هيبقى متاح لفئة أكبر بكتير من الناس عشان تكلفته هتكون أقل بكتير، وده عشان اللي بيخلي المدارس أو الجامعات الكبيرة غالية بالشكل ده، المقرات بتاعتها اللي بتبقى متجهزة بتكنولوجيا على أعلى مستوى عشان تستوعب الطلاب دول كلهم، بس لما يكون التعليم في الجامعات دي مش محتاج أصلًا إنك تروح، فهيبقى رخيص جدًا لدرجة إنه هيبقى متاح لكل الناس تقريبًا إنهم يعلموا ولادهم في أحسن أماكن وبأحسن نظم تعليمية، بفلوس قليلة جدًا.
في المستقبل، الإنترنت هيكون بيشتغل بالأقمار الصناعية من الفضاء على طول، وهيكون انتشر في كل حتة من الكوكب من دون استثناءات، وده اللي بدأ يحصل فعلًا بمشروع الإنترنت الفضائي (Starlink) اللي عملته شركة سبيس إكس بتاعت إيلون ماسك، وعشان كده، فالإنترنت ده هيكون تحول لسلعة أساسية لكل إنسان عايش على وجه الأرض، وموجود في كل شارع وكل بيت، ومش هيبقى رفاهية، وده اللي هيساعد أي طالب في المرحلة التعليمية على إنه يكمل تعليمه لحد الآخر، وميوقفش في النص أو يسيب التعليم عشان أهله مش معاهم فلوس يعلموه، يعني التعليم في المستقبل هيكون متاح للجميع سواء أغنياء أو فقراء، من دون استثناءات.
اقرأ أيضاً: نحو معايير قومية لجودة التعليم والتعلم الإلكتروني
مواد دراسية تخدم ميول الطلاب
مش بس كده، ده في بعض التوقعات بتقولك إن التعليم في المستقبل أصلًا هيكون باشتراك شهري زيه زي نتفليكس كده، يعني تشترك لابنك في الجامعة الفُلانية، وهو ينقى الكورسات والدروس والمواد اللي هو عايز يدرسها وقت ما يحب، وبفلوس رخيصة بتتدفع على أقساط شهرية مريحة، وده مع الوقت هيخلي في تخصص أكبر في الدراسة الجامعية، ومش هتلاقي طالب بيدرس مادة أو حاجة هو مش عايزها، لمجرد إنها موجودة في المنهج، إنما على العكس تمامًا، هتلاقي الطلاب بيدرسوا اللي هما بيحبوه، وبياخدوا المواد اللي تساعدهم على إنهم يكونوا الكارير اللي نفسهم يشتغلوا فيه.
التعليم في عصر الميتافيرس
طب هل التعليم هيبقى في البيت بس؟! لأ طبعًا، الموضوع لسه مبهر أكتر، وده عشان تكنولوجيا الواقع الافتراضي المعزز أو الـ(Augmented Reality) هيكون ليها تأثير كبير وضخم جدًا على التعليم، على سبيل المثال، كلنا شفنا من فترة إعلان مؤسس ورئيس مجلس إدارة فيسبوك مارك زوكربيرج عن الجيل الجديد اللي جاي من شبكة الإنترنت، اللي بيسموه الميتافيرس.
ده عبارة عن إنترنت مستقبلي هيكون بيشتغل بالذكاء الاصطناعي وتقنية الواقع الافتراضي، مجرد بتلبس نضارة على عينك، فتنقلك لأماكن تانية افتراضية عشان تخليك تشوف شكلك بلبس وتفاصيل جديدة أنت اللي تختارها وتتحكم فيها بنفسك، وكمان تخليك تتواصل مع الناس وتقعد معاهم في أماكن افتراضية مذهلة، مستحيل تقعد فيها في الحقيقة، يعني ممكن تروح تقابل صاحبك وتقعدوا مع بعض قعدة حلوة على المريخ، أو تقابلي صاحبتك وتاخدوا لفة على طيارة فوق السحاب، الاحتمالات لا نهائية فعلًا.
الاحتمالات دي داخل فيها التعليم كمان، عشان غرفة الفصل نفسها ممكن في المستقبل تبقى موجودة بشكل افتراضي على الميتافيرس، ممكن يبقى كل مدرسة أو جامعة عاملة الفصول بتاعتها بشكل افتراضي على الإنترنت، وكل طالب يبقى مطلوب منه يلبس النضارة بتاعته ويختار لبس المدرسة الموحد، وبعدين يلاقي نفسه في غرفة فصل افتراضية قاعد وسط طلاب تانيين، والمدرس بتاعهم واقف على سبورة افتراضية بيشرحلهم كل حاجة، وهما أصلًا كل دول قاعدين في البيت على كرسي السفرة بالبيجامة!
دور المعلم في استخدام المعامل الافتراضية في التعليم
بسبب ده، ففي الغالب هتنتهي وظيفة التدريس بشكلها القديم اللي نعرفه دلوقتي، وده عشان وظيفة المعلم نفسها هتتطور، لإنه مش هيبقى محتاج يكون موجود جوه الفصل، وكل اللي هيحتاجه إنه يبقى عنده إنترنت سريع وخوذة واقع افتراضي، عشان يدرس ويشرح للطلاب بتوعه في غرفة فصل افتراضية على الميتافيرس، من وهو في البيت أو في أي مكان تاني، يعني في المستقبل، هتلاقي إن وظيفة معلم افتراضي أو (Virtual Teacher) بقت حقيقة، وبقى أي شخص ممكن يبقى مدرس أو محاضر في أي جامعة أو مدرسة في العالم، بناءً على كفاءته.
تعرف على: التعليم الإلكتروني وفوائده في العملية التدريسية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومستقبل تكنولوجيا التعليم
كمان مع تطور تقنيات الواقع الافتراضي المعزز، هتطور معاها تكنولوجيا المستشعرات الحسية أو اللي بيسموها الـ(Haptics)، ودي عبارة عن أجهزة بتتلبس في الجسم، وبتحفز الحواس، وهي موجودة فعلًا دلوقتي في صورة أجهزة عاملة زي القفازات، بتتلبس في الإيد وبتخليك تحس إنك لامس بإيدك حاجة مش موجودة في الحقيقة، أو تخليك تحس إنك بتتحرك في مكانك وأنت لابس نضارة الواقع الافتراضي، برغم إنك ثابت مش بتتحرك.
بس في المستقبل، التكنولوجيا دي مش هتكون بدائية، ومش هتقف عند مجرد ده، لأ دي هتتطور للدرجة اللي تقدر فيها تحفز الحواس الخمسة بتوع الإنسان، لدرجة إنك بمجرد ما تلبس خوذة الواقع الافتراضي على دماغك، وتركب المستشعرات أو الـ(Haptics) على جسمك، فأنت هتكون حاسس بكل حاجة بتحصلك في العالم الافتراضي، كأنك عايش هناك فعلًا، يعني هتحس إنك مبلول وأنت بتسبح تحت المية، وهتحس إنك سقعان وأنت بتتسلق جبل إفرست، وهتحس بالشمس بتلسعك وأنت قاعد مع صحابك على كوكب الزهرة بتشربوا كوبايتين شاي.
المناهج التعليمية بين التطورات وتحديات المستقبل
ده هينعكس أول حاجة على التعليم، عشان هيخلي الطلاب في المستقبل تتفتح لها إمكانيات مكانتش موجودة قبل كده في نظم التعليم الحالية، يعني تخيل طالب بيدرس تاريخ، يقدر يلبس خوذة الواقع الافتراضي، ويزور زمن الإسكندر الأكبر المقدوني ويشوفه، أو يحضر لحظة بناء الأهرامات، أو حتى يشوف زمن الاحتلال الروماني لمصر، كأنه عاشه.
لو طالب بيدرس جيولوجيا وأحياء قديمة، فهو يقدر يعيش زمن الديناصورات ويشوفها وهي بتتحرك ويلمسها كمان، ويحضر اللحظة اللي وقع فيها النيزك اللي خلاهم ينقرضوا.
لو في طالب تاني حابب يدرس فيزياء وعلوم فضاء، فبدل ما يتشرحله تأثير الجاذبية ويتحكيله عن أينشتاين وراذرفورد وشرودنجر، لأ هو ممكن يقابلهم ويقعد معاهم ويتكلم معاهم ويسألهم كل اللي هو عايزه، ويقدر كمان يزور الشمس ويسبح حواليها، أو يجرب إحساس الوقوع جوه ثقب أسود، ويشوف لحظة ميلاد الكون وتكون النجوم، كل ده من مكانه على السرير تحت البطانية!
حتى المواد نفسها اللي بيتعلمها الطلاب هتتغير في المستقبل، وهتلاقي في تركيز أكتر على المواضيع اللي هيحتاجها الكوكب في السنين اللي جاية، زي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والـ(Machine Learning) والـ(Robotics) والنانوتكنولوجي، وهتلاقي كل طالب بيقضي وقت أكتر في تعلم البرمجة وتركيب وتجميع الإلكترونيات المتطورة.
كمان هيدرسوا المواد الخاصة بالبيئة والطاقة المتجددة بشكل أوسع، عشان يقدروا يساعدوا المجتمع في المستقبل على إنه يتحول لاستعمال الطاقة النظيفة، عشان يحاربوا التغير المناخي، وعشان كمان ينقذوا المجتمع والاقتصاد من أي كارثة ممكن تحصل لما الوقود الحفري اللي زي البترول والغاز الطبيعي يخلص.
اقرأ أيضاً: التربية والتعليم وعلاقتهم ببناء الإنسان
في 2050 نظام تعليمي يعتمد على اللعب
كل ده غير إن أنظمة التعليم نفسها هتختلف، وهتبعد عن الجمودية والتقرير، وهتلاقي إنه بقى بيستعمل ألعاب الفيديو التعاونية في التدريس، وهتكون ليها مادة كاملة خاصة بيها، عشان تنمي قدرات التفكير والذكاء وحل المشاكل عند الطلاب سواء كانوا أطفال أو كبار، من خلال استعمال أكتر حاجة بتسلينا كلنا، وهي اللعب.
عشان كده، فـزي ما أنت شايف، شكل التعليم والمدارس في المستقبل هيكون مختلف تمامًا عن اللي إحنا بنشوفه ونعرفه دلوقتي، وغالبًا حظ ابنك أو بنتك اللي لسه هيتولد في المستقبل، هيكون أحسن بكتير من حظك، وهيتعلم بشكل أحسن وأوسع وأحلى وأريح بكتير.
كل ده عشان يقدر يتكيف مع مجتمع رقمي متطور أكتر بكتير من خيالي وخيالك، لدرجة إنك ساعتها مش هتبقى فاهم أصلًا هو عايش إزاي ولا بيتعلم إيه. وساعتها هتفتكر والدتك ووالدك وهما بيحاولوا يفهموا كلامك وبيطلبوا منك كل شوية تساعدهم يعملوا حاجة على الموبايل أو الكمبيوتر عشان هما مش فاهمينه ولا عارفين يتعاملوا معاه إزاي.
هي دي سنة الحياة، وضريبة التطور اللي بيغير المجتمع في كل يوم، وعمره ما هيقف أبدًا.
مصادر:
https://studyonline.ecu.edu.au/blog/what-is-the-future-of-education
https://elearningindustry.com/9-things-shape-future-of-education-learning-20-years
https://www.the-possible.com/future-of-education-digital-campus-learning-teaching/
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
