مقالات

اللغة العربية في الصين .. الجزء الرابع

يهدف تعليم اللغة العربية إلى تعليم فنونها وفروعها، ففي الأساس يتم تعليم: الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة، إلى جانب فرع الترجمة من الصينية إلى العربية والعكس، والأدب العربي، والبلاغة، والتاريخ والحضارة العربية الإسلامية، والمطالعة، والعلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين والدول العربية، وموجز أحوال الدول العربية، إلى غير ذلك من المواد التي تُثري الفكر وتملأ الوجدان بأصالة اللغة العربية وحضارتها السامقة.

هنا لا بد أن أذكر بالخير الأستاذ المؤرخ الكبير الأديب تُشنغْ جِي كُون (صاعد)، الذي زار دولًا عربية كثيرة منها مصر، وكتب الأدب العربي إلى عام 2010م، كما أخبرني بذلك، وحصل على جائزة سعودية رفيعة، فقد كان موسوعة في الأدب والفكر والثقافة.

التعليم العالي في الصين

تعد الجامعات الحكومية قوام الجامعات الصينية، وقد شهدت الجامعات الأهلية تطورًا سريعًا في السنوات الأخيرة، ويوجد في الصين حاليًا أكثر من 3000 جامعة، منها 1300 جامعة حكومية، و1200 جامعة أهلية.

ينقسم التعليم العالي الصيني إلى التعليم الاختصاصي (المهني)، والتعليم النظامي العادي، والتعليم لطلبة الماجستير والدكتوراة، وعادة ما يدرس طلبة الدراسة الاختصاصية لمدة ثلاث سنوات، وطلبة الدراسة النظامية لمدة أربع سنوات، وطلبة الماجستير والدكتوراة لمدة تترواح ما بين سنتين وثلاث سنوات، وإضافة إلى كل هذا تهدف سياسة الصين إلى فتح 500 معهد من معاهد كونفوشيوس في مختلف أنحاء العالم، لترويج اللغة والثقافة الصينية، ومنذ تأسيس أول معهد عام 2004م، فقد تم إنشاء أكثر من 300 معهد، و400 من فصول كونفوشيوس في أكثر من 104 دولة ومنطقة، وتمثّل المِنح من الصين لغيرها من الدول ومن الدول الصديقة إلى الصين انتعاشًا واستثمارًا تعليميًا واضح الأثر والمردود.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضاً: اللغة وفلسفتها

التبادل الثقافي بين الصين والعرب

كما لا يخفى، فإن تعليم اللغة العربية والثقافة الإسلامية يلقى اهتمامًا كبيرًا في الصين بفضل دعم وتحفيز الحكومة المركزية في بكين، والتبادل الثقافي والمعلوماتي بين الصين والحكومات العربية، وخاصة بعد البدء في المشروع العالمي الكبير “الحزام والطريق”، الذي أحياه الرئيس الصيني “شي جين بينغ”، ويؤكد على هذا التبادل الصادق تبرّع دولة الإمارات العربية المتحدة بمنحة لبناء مركز الشيخ زايد –رجل الخير– لتدريس اللغة العربية والدراسات العربية الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين، كما أهدت المملكة العربية السعودية معهدًا لغويًا إلى جامعة بكين، بينما أعطت مصر لـ”معهد الدراسات الشرق الأوسطية” في الجامعة، مكتبةً ضخمة تضم آلاف الكتب والمراجع العربية.

المعاهد الإسلامية في الصين

f947dfa3 0001 0004 0000 000000718661 w1600 r1.5056179775280898 fpx55.79 fpy50 1024x680 - اللغة العربية في الصين .. الجزء الرابع

الصين بلد متعايش فيمكن لأي شخص أن يعيش فيه، لأن شعبه وبكل بساطة يحترم الأديان، والشاهد على ذلك المساجد المنتشرة في طول البلاد وعرضها، وتعلم اللغة العربية، والسماح بممارسة الشعائر المختلفة، وامتدادًا لهذه الحرية أُعِد علماء الدين المتخصصين، وأُنشئ معهد العلوم الإسلامية التابع للجمعية الإسلامية الصينية في بكين عام 1955م، ويقبل الطلبة المسلمين من أنحاء الصين، ومدة الدراسة فيه أربع سنوات، ومن مقرراته: اللغة العربية والمناهج الدينية، والذي قمتُ بإعطاء المحاضرات المختلفة لفروع اللغة العربية والثقافة الإسلامية فيه، وبعد سياسة الإصلاح والانفتاح التي نهجتها الحكومة الصينية، أُنشئت عدة معاهد إسلامية أخرى في: بكين، ولياونينغ وشينجيانغ وتشينغهاي ونينغشيا وقانسو وخنان ويوننان وخبي وغيرها، وكل هذه المعاهد تحت رئاسة اللجان المحلية للشؤون القومية والدينية في هذه المدن والمقاطعات.

كيف نهضت الصين؟

الصين دولة لها تاريخ وحضارة وقيم عريقة وقديمة، تعلمت من الماضي، من كثرة الحروب وانتشار المجاعات والفُرقة والانقسام، فأغلقت على نفسها، واستعدت جيدًا وتسلّحت بالعِلم والتكنولوجيا والتقنية الحديثة، حتى غزت العالم في جميع المجالات: مثل الطب والتكنولوجيا والصناعة والتعليم، وقد صدقت نبوءة نابليون بونابرت، إذ قال منذ نحو قرنين من الزمان: “هناك في أقصى الشرق عملاق نائم اتركوه لأنه عندما يستيقظ سيهتز العالم”.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

مقالات ذات صلة:

الجزء الأول من المقال

الجزء الثاني من المقال

الجزء الثالث من المقال

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

*************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

د. وائل زكي الصعيدي

خبير مناهج وطرق تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها/ جامعة الاقتصاد والتجارة الدولية

محاضر في: جامعة الدراسات الأجنبية كلية العلوم الإسلامية الصينية / بكين – الصين

دكتوراه فى المناهج وطرق تدريس اللغة العربية

ماجستير في أدب الأطفال، ودبلوم خاص في المناهج وطرق التدريس، رئيس قسم الموهوبين بإدارة ميت أبو غالب التعليمية دمياط سابقاً

عضو اتحاد كتاب مصر

مقالات ذات صلة