مقالات

اللغة العربية في الصين .. الجزء الثالث

تنقسم المراحل التعليمية في الصين إلى: رياض الأطفال، والتعليم الابتدائي، والإعدادي، والثانوي، والجامعي، وتعمم الحكومة نظام التعليم الإلزامي لمدة تسع سنوات في المدارس من الابتدائية إلى الإعدادية، ويعفى الطلبة من الرسوم في مرحلة التعليم الإلزامي، ولا يدفعون سوى مبلغ بسيط من النفقات المدرسية.

إنَّ وزارة التربية والتعليم –باعتبارها إدارة التعليم في مجلس الدولة– هي المسؤولة عن عمل التعليم الوطني، ووضع الخطط الشاملة وتنسيق إدارة التعليم، كما يوجد في كل بلدية لجنة تعليمية، ولكل مقاطعة ومنطقة حكم ذاتي وقسم تعليمي، ولكل مدينة محلية ومنطقة ومقاطعة مكتب تعليمي.

نهضة التعليم في الصين

من أجل تعزيز تطوير التعليم للجميع، بذلت الصين جهودًا كبيرة لتحقيق هذه الغاية وحققت إنجازاتٍ تاريخيةً كبيرة، ومع ذلك بسبب مساحة الصين الشاسعة، وعدد سكانها الكبير، لا يزال تطوير التعليم للجميع يواجه عديدًا من الصعوبات التي تعمل الحكومة والشعب معًا على قدم وساق على تلافيها.

لقد وضعت الحكومة الصينية التعليم في القرن الحادي والعشرين في موقع إستراتيجي كونه أولوية للتنمية، وطرح السياسة الإستراتيجية المتمثلة في الاهتمام بالشباب من خلال العلم والتعليم، والاستمرار في تعميق إصلاح نظام التعليم، وتحسين جودته، والقضاء على الأمية بين الشباب ومتوسطي العمر، على رأس أولويات التعليم، ويتجه التعليم الصيني إلى مواجهة التحديث والمستقبل، والإصلاح التعليمي والبناء، مع زيادة الاستثمار في التعليم، كما أنَّ الحكومة تشجع المنظمات غير الحكومية على إدارة المدارس في قنوات وأشكال متعددة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضاً: نحو معايير قومية لجودة التعليم والتعلم الإلكتروني

تعليم اللغة العربية في بكين

6022 peking banner - اللغة العربية في الصين .. الجزء الثالث

يعدُّ الأستاذ عبد الرحمن نا تشونغ –أستاذ متقاعد في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين– أول من بدأ تعليم اللغة العربية في جامعة صينية، ففي عام 1943م وبعد تخرجه في جامعة الأزهر وعودته إلى الصين، بدأ لأول مرة يعلم اللغة العربية في الجامعة المركزية (نانجينغ حاليًّا)، إذ ألَّف أول كتاب منهجي لتعليم العربية في الجامعات الصينية، وبدأ في عام 1945م يلقي محاضرات على الطلبة في الجامعة حول التاريخ العربي الإسلامي.

جامعة بكين أول جامعة صينية أنشئ فيها تخصص اللغة العربية، ففي عام 1946م استقدمت جامعة بكين السيد محمد ما كين –الذي تخرَّج في جامعة الأزهر– لإنشاء شعبة للغة العربية في قسم اللغات الشرقية في جامعة بكين، وبهذا اخترق تعليم اللغة العربية في الصين مناطق المسلمين السكنية وأدرج في نظام التعليم العالي، الأمر الذي أوضح جيدًا اهتمام الحكومة الصينية بإعداد الأَكْفَاء الذين يتقنون اللغة العربية ومعرفة ثقافتها.

اقرأ أيضاً: من الجوانبِ الاجتماعيةِ في مشكلةِ تراجع ِاللغةِ العربيةِ الفصيحةِ

اضغط على الاعلان لو أعجبك

حقيقة اهتمام الصينيين باللغة العربية

يؤيد ذلك هذا الإقبال الشديد على تعلم العربية في كل بقاع الأرض، وقد نفهم هذا الإقبال من المسلمين، لأنها لغة دينهم ومفتاح فهمهم لعقيدتهم، لكن إقبال غير المسلمين على تعلمها مما لا ينكره منصف لأغراض شتى، كلٌّ على حسب رغبته بين التجارة والسياحة والبحث وغيرها، وبناء على هذا انبرت أقلام المختصين والمؤلفين منذ وقت مبكر لسد ثغرات المناهج إرواءً لعطش الراغبين في تعلم لسان العرب الأصيل –لغة القرآن– من مسلمين وغير مسلمين، وتنوعت المواد والكتب والاجتهادات.

الصين تهتم بالثقافة عامةً وتعليم اللغات خاصةً، ومنها اللغة العربية وفروعها، فإما أن نجد كلية لتعليم اللغة العربية أو قِسمًا داخل كلية أو معهدًا للدراسات، فتأتي دراسة اللغة العربية والثقافة الإسلامية في إطار معرفة الحضارات الأخرى والاطلاع عليها، والتواصل وتبادل المصالح المشتركة وفتح فرص للعمل في مجالات مختلفة مثل السياسية والدبلوماسية والاقتصاد والتجارة، وما الشركات الصينية التي تجوب الوطن العربي –بل والعالم– منا ببعيد، وقد أخبرني الأستاذ يانغ يان هونغ (رشدي) بأنَّه يوجد أكثر من 50 كلية ومعهدًا في الصين لتعليم اللغة العربية وآدابها.

مقالات ذات صلة:

الجزء الأول من المقال

الجزء الثاني من المقال

اضغط على الاعلان لو أعجبك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

د. وائل زكي الصعيدي

خبير مناهج وطرق تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها/ جامعة الاقتصاد والتجارة الدولية

محاضر في: جامعة الدراسات الأجنبية كلية العلوم الإسلامية الصينية / بكين – الصين

دكتوراه فى المناهج وطرق تدريس اللغة العربية

ماجستير في أدب الأطفال، ودبلوم خاص في المناهج وطرق التدريس، رئيس قسم الموهوبين بإدارة ميت أبو غالب التعليمية دمياط سابقاً

عضو اتحاد كتاب مصر

مقالات ذات صلة