“بوكس” في وجه الروح الرياضية في كأس الأمم الإفريقية
عزيزي القارئ أهلا بك من جديد في مقال نتحدث فيه عن السلوكيات داخل البساط الأخضر والملاعب المختلفة وكيف يمكن أن نتجنب تكرار وقوع ما هو سلبي واستبداله بما هو إيجابي، ودعنا نذهب إلى القارة السمراء، بعد أن تلقت الروح الرياضية لطمة قوية في إحدى مباريات الجولة الثانية من منافسات كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في الكاميرون 2021، وبعد أن تابع المشاهدون مباراة غانا والجابون، طُرح سؤال مهم: أين هي الروح الرياضية في البطولة القارية؟
بداية.. هل تتذكر ما حدث في هذه المباراة؟
دعنا نسرد سريعًا الواقعة وما حدث بها، حتى نعي الدرس منها ونتجنب وقوعها مرة أخرى، ولنبدأ بأن الواقعة كلفت منتخب “النجوم السوداء” فقدان نقطتين في مشوارهما بالبطولة، بعد أن تخلى منافسه منتخب الجابون عن الروح الرياضية في المباراة التي جمعت الفريقين.
عزيزي القارئ قبل نهاية اللقاء بثلاث دقائق، سقط لاعب غاني على الأرض مصابا وأخرج لاعبو النجوم السوداء الكرة خارج أرضية الملعب من أجل علاج زميلهم المصاب، ومن ثم انتظروا أن يعيد لاعبو الجابون الكرة إلى حوزة لاعبي منتخب غانا، طبقًا لقواعد الروح الرياضية.
المفاجأة تكمن في أن لاعبي الجابون رفضوا إعادة الكرة ولعبوا الكرة من خط التماس، واستمروا في اللعب وتمكنوا من إحراز هدف التعادل، وسط سخط كبير من اللاعبين والجهاز الفني لمنتخب غانا منددين بما حدث من قبل لاعبي الجابون، واحتقان كبير بين الفريقين مع انهيار للروح الرياضية بين اللاعبين الذين يلعب أغلبهم في الدوريات الأوروبية.
عزيزي القارئ استمرت الاشتباكات بالأيدي بين اللاعبين في مشهد مؤسف، حتى إن الأمر تطور إلى قيام الغاني تيتيه بتوجيه لكمة قوية إلى وجه لاعب جابوني أسقطته أرضًا، ما دفع الحكم إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجهه. ما حدث في هذه المباراة يعد بمثابة “بوكس” في وجه الروح الرياضية.
الرياضة أخلاق قبل أن تكون انتصارا وهزيمة
شاهدنا من قبل أحداثا كثيرة تعبر عن الروح الرياضية التي تجمع اللاعبين فيما بينهم، وهذه العادات والسلوكيات هي التي نريدها أن تنمو وتزدهر داخل ملاعبنا، وأن يستقبلها المشاهدون عبر الشاشات، وسأسرد عليكم واقعة ليست بالبعيدة وتحديدًا في نهائي السوبر الإفريقي والذي أقيم في قطر.
الرياضة أخلاق قبل أن تكون انتصارا وهزيمة، فكم كانت هزيمة بروح رياضية أشرف وأسمى من انتصار غابت عنه الأخلاق، وشاهدنا تجسد الروح الرياضية في عدد من مباريات كرة القدم، ولعل أقربها في انتصار الأهلي على نظيره الرجاء المغربي في كأس السوبر الإفريقي،
وفي وقت احتفالات لاعبي النادي الأهلي بالانتصار، احتضن محمد مجدي أفشة منافسه عبد الإله مدكور لاعب الرجاء الذي أهدر الركلة الأخيرة للفريق المغربي، ليقوم بمواساته واحتضانه في لفتة طيبة خطفت قلوب الجماهير.
وفي ذات المباراة هرع بدر بانون مدافع الأهلي الحالي ولاعب الرجاء المغربي السابق، إلى تحية جمهور الفريق الرجاوي الذي هتف لقائده الأسبق، في لفتة طيبة وتجسيد للروح الرياضية.
ما نستنتجه من هذين الموقفين أن الرياضة لها عدة أوجه، والانتصار بشرف وروح رياضية أفضل من التعامل بأنانية وتجاهل واعتداء، وشعار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” “اللعب النظيف” للإشارة إلى السلوك الصادق والصحيح الذي يجب على الرياضيين مراعاته قبل خصمهم والحكم والمساعدين، واحترام الخصم والحكم والقواعد، ممارسة اللعب النظيف، دون غش أو حيل لإرباك الخصم أو حكم المباراة، عدم الإساءة إلى أي مشارك في المسابقة أو إذلاله أو إساءة معاملته.
عزيزي القارئ يجب أن أؤكد في نهاية حديثي معك أن الهدف الرئيسي من اللعب النظيف تجنب جميع أنواع التصرفات أو السلوكيات التي تشوه صفاء المنافسة الرياضية.
اقرأ أيضاً:
الأخلاق في الملاعب الفرنسية والتركية
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا