رياضة - مقالاتمقالات

” درس في وقته”

كأس العرب رغم اختلاف الألوان

“عزيزي القارئ.. هلا والله.. ونحيك بزاف”.. أوشكت كأس العرب على الانتهاء بعد مباريات حماسية بين الدول العربية من المحيط إلى الخليج، في أكبر محفل عربي كروي رياضي في آخر 10 سنوات، بين دول مختلفة سياسيا ومتباينة ثقافيا، ومتفقة على أن كرة القدم حدودها ملعب المباراة، والخلاف والاختلاف خارج المستطيل الأخضر.

شاهدنا العديد من المواقف التي أبرزت الروح الرياضية بشكل كبير في أحداث أو ما قبل المباراة، والتي نريدها أن تستمر خارج المستطيل الأخضر وتكون لغة التعامل ما بين الأشقاء العرب، وفي السطور التالية سنخلد بعض وليس كل المواقف التي اتسمت بالروح الرياضية بين لاعبي المنتخبات العربية والجمهور.

ديربي شمال إفريقيا

أولا الروح الرياضية والتي كانت عنوان ديربي شمال إفريقيا في اللقاء الذي جمع بين المنتخبين المغربي والجزائري خلال مباراة ربع نهائي بطولة كأس العرب في قطر.

مباراة جاءت في ظروف سياسية حساسة بين البلدين، وعلاقات دبلوماسية تكاد أن تكون على المحك، وتوترات على الحدود، إلا أن من شاهد مباراة السبت سيتأكد بالملموس أن الرياضة تصلح ما تفسده السياسة، لا شيء غير كرة القدم، ولا وجود لأي اعتبارات أخرى.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وعلق  العديد من متابعي هذه المواجهة على  مدى إدراك لاعبي المنتخبين لواقعهم داخل البساط الأخضر، حيث إن لاعبي الجزائر والمغرب كانوا على درجة وعي كبيرة بأهمية مرور المباراة في أجواء رياضية بعيدا عن المشاحنات والمهاترات، التي قد تخرجها عن نسقها الطبيعي.

منتخب مصر أمام منتخب الجزائر

عزيزي القارئ مظهر آخر من الروح الرياضية في بطولة كأس العرب، وهذه المرة في مباراة منتخب مصر أمام منتخب الجزائر، حيث حسمت الروح الرياضية واللعب النظيف منح الصدارة للفراعنة في المجموعة على حساب الجزائر.

وبالأمس القريب نجد أن الدولي التونسي علي معلول المحترف ضمن صفوف الأهلي المصري حرص على استقبال لاعبي المنتخب المصري، في ملعب 974 بالدوحة. وجاء علي معلول لاستقبال أحمد أبو الفتوح لاعب الزمالك بالأحضان، وأيمن أشرف مدافع الأهلي والمنتخب الوطني.

مباراة عمان وتونس

“نحن متأسفون” الروح الرياضية والاعتراف بالأخطاء والتسامح ظهرا جليًا أيضا في اعتذار عدد من مشجعي المنتخب التونسي عما حدث في مباراة عمان وتونس من إتلاف لبعض مقاعد الاستاد.

عزيزي القارئ لا بد أن نعي ونفرق بين الحماس والحماس الزائد الذي يتسبب في خسائر بمختلف أشكالها، وما حدث في مباراة عمان وتونس وصفحة مشجعي نسور قرطاج ناتج عن الحماس من قبل البعض وليس شغبًا متعمدًا، فالجماهير التونسية متحضرة وعندما تتواجد في الاستاد تكون بأعداد كبيرة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

درس جاء في وقته المطلوب

سيدي المشجع المتحمس ولا أقول المتعصب لألوان منتخبك، فجميعنا نعلي ونسمي حب الوطن والانتماء في جميع المحافل، ولكن دعني أذكرك إنها لعبة كرة قدم، 90 دقيقة وإن زادت أصبحت 120 دقيقة، ومن ثم ينتهي كل شيء، ويعود كل فريق بلاعبيه إلى حجرة الملابس،

عاملين وآملين على تخطي إذا ما كانت خسارة، وتكرارها إذا كان الفوز حليفهم، وهنا ينتهي دور المشجع بعد نهاية صافرة المباراة بالتهنئة للفائز، والبحث عن أسباب الخسارة ومناقشتها بود وترحيب دون تعصب وترهيب مع من هم في محيطك والمشاهدين.

ولعل أحد الأمثلة الجيدة التي شاهدناها في بطولة كأس العرب الحالية، هي تودد وتقرب الجماهير العربية في بعضها البعض، فوجدنا أعلام المغرب ترفرف في مدرجات منتخب منتخب تونس، وأعلام الجزائر ترفرف في مدرجات منتخب قطر، وعلم فلسطين يجوب كل مدرجات المنتخبات العربية، وعلم مصر حاضر في كل مباراة لاستمتاع بالمحفل العربي الكبير والتجمع الذي نود أن نراه قريبا مرة أخرى.

في النهاية عزيزي القارئ المشجع.. بطولة كأس العرب درس جاء في وقته المطلوب، للتقريب والتقرب والتعلم والاستفادة العلمية والتنظيمية وتبادل الثقافات الرياضية بشكل أقرب ومتواصل.. هنيئا للعرب هنيئا للمنتصر وهنيئا للجميع.

اقرأ أيضاً:

تعصبك لن يجدي نفعا، فكن لطيفا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

السياسة والرياضة

خارطة الطريق للمستقبل العربي

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد الجزار

ناقد رياضي

مقالات ذات صلة