رياضة - مقالاتمقالات

إنه نفاق الغرب

بمناسبة كأس العالم في قطر، بين الهجوم الأوروبي العنصري عليه، وبين أنه ضياع للمال في مشروع لا يساوي في فوائده ما يتم إنفاقه، كما قلت من قبل، تنظيم المباريات والبطولات، أو تنظيم المؤتمرات علمية أو اقتصادية أو سياسية، له بعض الفوائد، لكن الفوائد في عالم اليوم لا تساوي ما يتم إنفاقه من وقت أو مال أو جهد، أكرر، في عالم اليوم.

أهمية تنظيم البطولات بين الماضي والحاضر

كان تنظيم البطولات والمؤتمرات الدولية يومًا ما وسيلة للتلميع والدعاية للبلد، كانت أول مرة يتم فيها استعمال البطولات الدولية لتلميع البلاد والحكومات في الأربعينيات، حين استعمل هتلر تنظيم الألعاب الأوليمبية في برلين للدعاية لنظامه النازي والوجه الجديد لألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، وقبل الحرب العالمية الثانية.

بعدها استعملت كثير من النظم الديكتاتورية تنظيم الألعاب الدولية أو المؤتمرات في تلميع وجهها، مثل النظام العسكري في أمريكا الجنوبية وعلاقته بكرة القدم، أو تنظيم الاتحاد السوفيتي لمؤتمرات علمية أو سياسية.

كما استعملت دول جنوب شرق آسيا في الفترة بين سنة 2000 وسنة 2010 تنظيم الألعاب للدعاية لمنتجاتها وإنتاج مصانعها.

لكن بعد سنة 2020 فقد تنظيم مؤتمر أو بطولة أهميته، خاصة مع تطور الإنترنت والبدائل الإلكترونية، وكذلك لأن أي موضة يستفيد منها من يستعملها أولًا، ثم تفقد قيمتها والانبهار بها.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

تمامًا كما كان بناء ناطحة سحاب شيئًا مبهرًا من عشرين سنة، أو بناء كوبري شيئًا مبهرًا من خمسين سنة، اليوم أصبح شيئًا عاديًا جدًا، بل وربما مملًا ويتعرض للانتقاد بسبب تلويث البيئة!

انتقادات أوروبية لقطر تثير تساؤلات عدة

انتقادات أوروبية لقطر

لكن النقد العنيف والمبالغ فيه لكأس العالم في قطر بواسطة الإعلام الأوروبي لمجرد أن درجة الحرارة لا تناسب الأوروبيين، أو لأن الأوروبي تعود على شرب الكحوليات أثناء مشاهدة مباريات الكرة، ولن يمارس هذه العادة في قطر!

فهذا ينبهنا أن كأس العالم لكرة القدم هو بالنسبة لأوروبا والغرب كأس أوروبا! وطالما يسير بما يناسب أفكار أوروبا، فهم يؤيدون ويريدون كأس العالم ويسمونه كأس العالم!

لكن لو تم عمل كأس العالم ليناسب بقية شعوب العالم، الذين يعيشون بأفكار غير أوروبية أو عادات غير أوروبية، أو بيئة حارة بعض الشيء بالنسبة للأوروبي، هنا ينطلق الهجوم عليه.

العنصرية والنفاق الأوروبي

تمامًا كما كانت أوروبا وأمريكا تهلل للعولمة والتجارة الحرة في التسعينيات، حين كانت تحقق مصالح الغرب وتستنزف موارد الدول الأخرى، وتوقعها في الديون وتحقق الأرباح لشركات أوروبا وأمريكا.

لكن حين اتضح بعد سنة 2000 أن التجارة الحرة والعولمة تحقق مصالح الصين، وأن جنوب شرق آسيا تنتج وتكسب بينما أوروبا العجوز والولايات المتحدة الأمريكية الكسولة تخسر في التجارة العالمية، بدأ الهجوم على العولمة والتجارة الحرة!

إنه نفاق الغرب، في كل شي، في حقوق الإنسان، في التجارة والصناعة، في الأخلاق، في كل شيء!

مقالات ذات صلة:

عدالة الكرة تهز عرش التمييز

العنصرية دمار العالم

خطورة الفكر المادي الغربي

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس