النفايات الإلكترونية
نظرًا لتركز جُل اهتمام الإنسان براحته بل ورفاهيته مع اللهث وراء المظاهر والموضة، وبالتالي حمى الشراء وخاصة الأجهزة الإلكترونية كنوع من التفاخر، ظهرت مشكلة تحول الأجهزة القديمة إلى قمامة، ومن ثم أضيف عبء جديد على كاهل المدن المسماة بالحديثة،
فمثلًا شراء هاتف محمول جديد لمجرد احتوائه على ميزة تسويقية تافهة كالكاميرا الزووم أو درجة وضوح الألوان أو الشكل -الذي يقولون بأنه مميز- في حين أن الهواتف المحمولة أصبحت متطابقة تقريبًا في الشكل، رغم أن الهاتف القديم لم تمض عليه 5 سنوات،
وكذلك شراء الأجهزة الإلكترونية الأخرى كالسماعات البلوتوث، والساعات الذكية، والشاشات، وغيرها الكثير مما لا نحتاج إليه في الحقيقة، لكنه التسويق والرغبات الإنسانية المنفلتة، كل ما سبق يترتب عليه المزيد والمزيد من النفايات مما يضيف عبئا جديدا على البيئة وصحة الإنسان، فما هي النفايات الإلكترونية؟ وما أهميتها؟ وكيف يتم التخلص الآمن منها؟ هذا ما سنوضحه في السطور القادمة.
ما النفايات الإلكترونية؟
بداية فإن النفايات الإلكترونية هي كل جهاز يحتوي على شريحة إلكترونية (بوردة) أو ما يرتبط بها كالبطاريات بأنواعها، المحمول، اللابتوب، البطاقات الائتمانية، الشاشات، أفران الميكروويف والغسالات الحديثة فضلًا عن الأجهزة الطبية والعلمية وغيرها.
أيضًا تمثل النفايات الإلكترونية نحو 21% من إجمالي النفايات المنتجة في مصر، وهذه النسبة عُرضة للتزايد لزيادة الطلب على الأجهزة الحديثة.
أهمية المشكلة
تحتوى الأجهزة الإلكترونية على البلاستيك، الزجاج، وبعض المعادن الهامة كالنحاس والبلاديوم والألومنيوم، وهي مواد بطيئة أو غير قابلة للتحلل بيئيًا، كذلك فإن عددا كبيرا من العناصر السامة يدخل ضمن تركيبها، مثل الزئبق والسيلينيوم والرصاص والكادميوم، بل وحتى بعض العناصر المشعة مثل كوبالت 60.
وبالنظر إلى أن هذه المخلفات تلقى في القمامة دون أي اكتراث فيمكن توضيح خطورة المشكلة فيما يلي:
- تلويث المياه والتربة بالعناصر السامة التي تدخل في السلسلة الغذائية للإنسان، وتسبب له العديد من الأمراض كالتهاب وضمور الأعصاب.
- التعرض للإشعاع الذي يسبب السرطان وتشوهات الأجنة، بل لا تتوقف أضراره على الشخص الذي تعرض له فحسب بل ينتقل الضرر للأبناء نتيجة تشوه الـ DNA.
- هناك مشكلة أخرى لا يكترث لها معظم الأشخاص وهي سرقة البيانات الشخصية من الهواتف أو اللابتوب الملقى في القمامة، حتى إذا تم مسح البيانات أو إذا كان الجهاز تالفًا تمامًا، حيث يمكن من خلال بعض البرامج والطرق التي يستخدمها القراصنة (الهاكرز) الحصول على بيانات شخصية هامة كالحساب البنكي والصور الشخصية وغيرها.
أسباب المشكلة
- عدم الوعي بأهمية هذه الأجهزة وفوائد إعادة تدويرها.
- الفراغ الروحي لدى الأشخاص، والسعي لملئه بالمزيد من الشراء، مع السعي لإبراز الوجاهة الاجتماعية والمستوى المادي المرتفع.
- عدم انتشار المصانع المتخصصة في إعادة تدوير مثل هذا النوع من النفايات.
اقرأ أيضاً:
الشركات العالمية والركض خلف السعادة!
لكن ما أهمية جهاز ما بعد أن يتلف ولا يقوم بعمله؟
كما سبق فإن الأجهزة الإلكترونية تحتوي على العديد من المعادن النفيسة كالذهب وأيضًا الفضة، وكذلك المعادن النادرة مثل البلاديوم (والذي ارتفعت أسعاره حاليًا بسبب العقوبات الروسية المضادة نتيجة الحرب الأوكرانية، باعتبار أن روسيا هي المُصدر الرئيسي له في العالم)، فوفقًا لإبراهيم سليمان -وهو صاحب أحد المصانع المتخصصة في تدوير النفايات الإلكترونية في مصر- أنه يمكن الحصول على 2 جرام من الذهب من البوردات الموجودة في الأجهزة.
أفاق الحل .. كيف نستفيد من النفايات الإلكترونية ونستثمرها؟
- نشر الوعي البيئي بأهمية هذه المشكلة، مع توفير بدائل للتخلص الآمن من الأجهزة القديمة أو إعادة تدويرها وهو الأفضل.
- التوسع في إنشاء مصانع التدوير ونقاط تجميع المخلفات لتدويرها.
- الحد من الشراء دون داعٍ للأجهزة الإلكترونية، من خلال تقنين الاستيراد خاصة الأجهزة الترفيهية كالبلاي ستيشن.
وهناك مبادرة مصرية حديثة أطلقت في يونيو 2021 تدعى (E-Tadweer) من خلال تطبيق على الموبايل نفس الاسم، ويمكن تحميل التطبيق منapp store أو google play، حيث يتم تصوير الجهاز القديم ورفعه على الحساب الخاص بالمستخدم واستبداله بقسائم خصم على بعض المنتجات، ويتم تسليم الجهاز في مقرات شركة فودافون وراية.
المصادر:
- موقع إرم نيوز
- بوابة أخبار اليوم
- موقع الشرق الأوسط
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
