أكتر مادة كنت بكرهها
أكتر مادة كنت بكرهها في ابتدائي، كانت مادة اللغة الإنجليزية! كانت المُعلمة هي المسؤولة الوحيدة عن كرهي أنا وبقية الفصل كرامة لطريقتها في التدريس.
مش فاكر أبدًا عنها غير الصراخ والسخرية والخرزانة المرفوعة دايمًا فوق راسها، ده غير ابنها اللي كان على ذراعها –ذراع تاني غير اللي شايل الخرزانة– أو فوق الترابيزة اللي قدامها وهي بتختار اللي هيطلع يجاوب بنفس طريقة اختيار القاتل المتسلسل للي عليه الدور!
كانت حصتها بالنسبة لنا الجزء المرعب في اليوم الدراسي، كم التوتر والقلق وإحنا أطفال بنحاول نرضيها بأي طريقة، ومحاولتنا إننا ننتبه بكل الطرق عشان نحفظ طريقة نطق الكلمات معاها، عشان لما نطلع ننطق كويس ونرجع سُلام دون أذى، وكتابتنا للكلمات بالعربي وتكرار الكلام والحروف في سرنا كتير عشان نتجنب الوقوف قدامها كان شيء صعب جدًا، وغالبيتنا كان في النهاية بيقف قدامها ينسى كل حاجة وينسى النطق والكلمة والرقم!
طرق التواصل الفعال بين المعلم والطالب
في تكنيكات التدريس لازم المدرس يعرف حاجة مبدئية تمامًا وهيه الـ(affective filter)، أعتقد إن معناه واضح بشكل ما، فلتر: حاجز بيقف قدام عقل الطالب بينه وبين المُعلم، بيحجز قدرته عن التواصل والفهم والإدراك، مشاعر متضاربة وتوتر هايل بيفصل الطالب عن التواصل المباشر أو حتى غير المباشر مع المعلم ومع شرحه ومعلوماته، ده ممكن يكون راجع لأسباب كتير، أهمها خوفه من المدرس اللي بيعاقب والقاسي والساخر، أو بيعطي تقييم فوري مهين أو بيطلق تسميات تضحك البقية من الطلاب.
المدرس الشاطر بيحاول دايمًا يخفض الـ(affective filter) عند الطلبة بتوعه، بيحاول يخليهم هاديين ومتقبلين الخطأ ومش خايفين منه، يبقوا فاهمين إن التقييم الوقتي في أثناء الخطأ، مش تقييم نهائي، لا ده تقييم في طريق الوصول ليوم التقييم النهائي، تقييم متاح تعديله بعد فترة من انتباههم وبذلهم الجهد المناسب.
القدرة على الاستماع والإنصات
من أفضل الأساليب في تخفيف الفلتر ده إن المعلم ميصححش الأخطاء في المرحلة الأولى في سبيل تشجيع المتعلم على الحديث والشعور بالثقة، وده شيء بيبقى صعب جدًا على غالبية المدرسين، خاصة لما يسمعوا نطق كلمة غلط، أو ينسى الطالب يحط حرف لفعل أو يضبط الزمن بتاعه، لأن المدرس بيحس بضربة على ودنه مع كل نطق شاذ أو قاعدة بينضرب بيها عرض الحائط، وبيلاقي نفسه بيصححها دون تفكير، لكن محاولة ضبط النفس دي بتدي الطالب تأثير مدهش، حتى لو كان من اللي بيحط كلمات جنب بعضها عشان يوصل المعنى بتاعه، زي “أنا حصان أريد أركب”، وده بيبقى لمرحلة ما بيقدرها المدرس في سبيل تخفيض التوتر عند الطالب.
اقرأ أيضاً: المُعلم في الفكر الصيني
تمكين الطلاب من المرور بتجربة النجاح
الوسيلة التانية بردو التقييم الإيجابي والثناء على الصح، مع التأكيد إن الغلطات اللي بتقع فيها دي كل اللي قبلك كانوا بيغلطوا فيها، لأن شعور الطالب أو المتعلم إن غلطه عادي بيديله شعور بإنه طبيعي مش أقل من الطبيعي، وما دام كدا فييجي منه، يعني فكرة العدالة وإن المدرس يقول على الصح صح والغلط غلط، وتكون فاكر إنك بتخدع الطالب وهتتسبب في تثبيت المعلومة الغلط، هيه اللي غلط!
إيجاد الفرص للمناقشات الشخصية
الأسلوب التالت بقى إن المدرس يعمل من نفسه مثال، ويتكلم عن بعض الحاجات اللي كان فاهمها غلط زمان، أو يحكي قصة عن طفولته لما كان ضعيف في اللغة وكان المدرس بيحببه فيها، عشان يلطف توتر وعصبية الطالب ناحية التعلم.
ده طبعًا عكس اللي مدرستنا العظيمة كانت بتعمله، واللي كنت بتحافظ على الفلتر بتاعنا متوهج ومشتعل بالحرارة طول الوقت، ربنا يسامحها ويعفو عنها.
مقالات ذات صلة:
استراتيجيات التدريس الفعال وأهميتها
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا