مقالات

المتحور دلتا

من المتوقع أن يكون للمتحور دلتا دور كبير فيما يسمى بالموجة الرابعة من جائحة الكورونا، وقد تم اكتشاف هذه السلالة لأول مرة في الهند عام ٢٠٢٠م، ومن المعلوم أن الفيروسات عموما تتحور بشكل مستمر، وغالبا ما تسير هذه التحورات في اتجاه معاكس لمصلحة الفيروس حتى إن بعضها يؤذي الفيروس نفسه وقد يؤدي إلى موته، بيد أن تحورات أخرى تكسب الفيروس قدرات إضافية وتجعل العدوى به أكثر انتشارا وأشد فتكا.

وهذا ما حدث في حالة المتحور دلتا، حيث أدى أحد هذه التحورات إلى طفرة لبروتين النتوءات الشوكية الموجودة على سطح الفيروس، مما منحه قدرات إضافية سهلت عليه عملية الالتصاق بالخلايا واختراقها وبالتالي إحداث المرض.

وقد أدى ذلك في بعض الدول إلى زيادة في معدلات العدوى والإصابات، بل وأصبح الفيروس أكثر قدرة على التخفي المناعي، فلا يتأثر بالأجسام المضادة المتكونة في الجسم نتيجة الإصابة السابقة، ويتبع ذلك حدوث أعراض أكثر صعوبة وشدة.

وتتشابه أعراض الإصابة بالمتحور دلتا مع أعراض أدوار البرد العادية وكذلك مع أعراض الكورونا الأصلية، مع ميل أكثر للشعور بالصداع وألم الحلق ورشح الأنف، وكما هو الحال مع الفيروس الأصلي، تظل نسبة الخطر أعلى في فئة كبار السن أو الذين يعانون من ظروف صحية مزمنة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وقد أثبتت عدة دراسات علمية فاعلية اللقاحات في تقليل شدة الإصابة بهذا المتحور أو الحاجة للحجز بالمستشفيات في حال الإصابة به، لذلك يعتبر تلقي اللقاحات في الفترة الحالية خطوة أساسية ومحورية في مواجهة هذا المتحور الجديد.

وجدير بالذكر أيضا أن الالتزام بالإجراءات الوقائية المعتادة؛ لبس كمامات وغسل الأيدي والتباعد الاجتماعي والتغذية السليمة، تلعب دورا هاما في الوقاية من هذا المتحور الجديد والتصدي لسرعة انتشاره، وفي النهاية نسأل الله تعالى العافية والشفاء للجميع.

اقرأ أيضاً:

كورونا منحة وليست محنة

متى وأين ولماذا يجب أن أرتدي الكمامة الطبية؟

فيروس كورونا على أي الأحصنة نراهن؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

د. عمرو أبو الحسن المنشد

مدرس أمراض الصدر كلية الطب – جامعة أسوان

مقالات ذات صلة