مقالات

الثروة الحيوانية في مصر.. الواقع والمأمول

لا شك أن الثروة الحيوانية هي الجناح الثاني للزراعة إضافة للجناح الأول وهو الإنتاج النباتي، فلا يحلق طائر دون جناحين وكذلك الزراعة لا يمكن أن تقوم لها قائمة دون الاهتمام بهذين القطاعين. ومما لا يخفى على كل ذي بصيرة أن الثروة الحيوانية تعاني مجموعة من المشكلات نجملها -تمهيدا لحلها- فيما يلي:

  • نقص الإنتاجية لبن/لحوم/بيض.
  • عدم كفاية المعلومات المتوفرة عن السلالات المحلية.
  • لا تتلائم السلالات الأجنبية مع الظروف المحلية فتنفق أو ينخفض إنتاجها كثيرا.
  • الأمراض الوبائية.
  • تسويق المنتجات.

إستراتيجية الحل

1. الارتقاء بالتركيب الوراثي للسلالات المحلية، ولتنفيذ ذلك تراعى النقاط التالية:

  • التوسع في استخدام الأساليب الحديثة في التربية.
  • عمل خريطة للصفات الإنتاجية للسلالات المحلية تحت الظروف الملائمة لمعرفة مدى استجابتها للتحسين الوراثي مع الحفاظ على الأصول الوراثية لها من الضياع، وكفانا ما حدث في القطن المصري طويل التيلة.
  • وضع خطة شاملة للتحسين الوراثي تشمل الهدف المراد تحقيقه، مثل زيادة إنتاج اللحم في الجاموس المصري بمقدار 5% للحيوان الواحد عمر 4 سنوات مع تحديد الإمكانيات والزمن اللازم.
  • الحد من الاستيراد العشوائي للسلالات الأجنبية، فهي غالبا حيوانات منخفضة الإنتاجية تم التخلص منها بتصديرها، وهذا الإجراء أيضا يحد من احتمالية نقل الأوبئة.
  • توفير الأعلاف بالجودة والكمية المناسبة، إذ أن هذه الطريقة تعتبر الأسرع تأثيرا على إنتاج الحيوان من خلال الشعير أو العدس المستنبت في صواني على حوامل رأسية معرضة للإضاءة الصناعية، حيث تنتج هذه الطريقة كمية كبيرة من الأعلاف وفي وقت قصير، إضافة لتحويل المخلفات الزراعية لأعلاف في مجمعات كبرى تغطي جميع مناطق الجمهورية، كما يمكن زراعة الأراضي المالحة ببعض محاصيل العلف.
  • مكافحة الأوبئة والوقاية منها، وقد تحدثنا بالتفصيل في هذه النقطة في المقال السابق.

2. تصنيع المنتجات الحيوانية:

تحتاج عملية التصنيع للتحديد الدقيق لأسعار المواد الخام والمعدات المستخدمة، ومحصلة ذلك تكون في تسعير المنتج النهائي، فالمسألة تحتاج للتوازن بين عدة جوانب:

  • هامش ربح مناسب للمنتج.
  • سعر مناسب للمستهلك.
  • الحفاظ على هذه الصناعة باعتبارها من مرتكزات الأمن القومي، فلا تقوم دولة دون غذاء.

3. التوسع في إنشاء المراعي

-بدلا من المزارع المغلقة- في الأراضي الصحراوية مع استغلال المياه المالحة في ري نباتات المرعى مع دعم الرعاة الأصليين، كذلك توفير مأوى لراحة الحيوان من حرارة الشمس صيفا والبرد في الشتاء، وبهذه الطريقة نجني مجموعة من الفوائد كالتوسع في الأراضي الجديدة وتحسين مناخ الصحراء نتيجة زراعة مساحات واسعة.

4. عمل خطة تسويقية

تلائم احتياجات المواطنين وأيضا الوافدين من سياح ودارسين وغيرهم، إضافة لتفضيلات المستهلكين في الدول الأخرى، إذ لا بد من الاتجاه للتصدير وخاصة الجاموس.

لا يمكن الحديث عن الثروة الحيوانية دون التطرق للدواجن التي يسهل تربيتها في كل بيت وسبق لمصر تحقيق اكتفاء ذاتي بها، كما أنها لا تحتاج لكميات علف كبيرة مقارنة بالماشية.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

في السطور التالية نستعرض السبل التي من خلالها يمكن العودة لما كنا عليه بل والارتقاء لمستويات أفضل.

التسويق:

حيث يتفرغ المربين للتربية فقط وتقوم شركات متخصصة بمده بالكتاكيت والأعلاف ثم تشتري منه الإنتاج في نهاية الدورة ثم تقوم بتسويقه، ولكن يجب الرقابة المستمرة للدولة لمنع تكوين الاحتكارات، فمثلا قد تتفق الشركتان أو الثلاث المسؤولة عن التسويق على شراء الدجاج بسعر معين لا يوفر ربحا معقولا للمربي وتمتنع عن الشراء إلا بهذا السعر، فلن يجد المربي أمامه إلا إعدام الطيور فهي تأكل علفا ولن يستطيع بيعها، وبالتالي تنهار صناعة الدواجن بالكامل.

تعديل نظام استهلاك الدواجن:

–  واقعيا لا يمكن المنع الكامل لبيع الطيور الحية، لذا يجب عمل كود مصري لمحلات الدواجن مع ربطها بشبكة إلكترونية من الكاميرات لتفادي الرشوة والفساد -ولنا في مفتشي التموين عبرة- لتسهيل التعامل مع أي مرض في بداية ظهوره، مع توفير مستلزمات الإنتاج والأعلاف السليمة كما يمكن إنشاء رابطة تضم هؤلاء للدفاع عن مصالحهم.

– بالنسبة لتربية الطيور في المنازل

يمكن عمل دورات توعية لربات المنزل لوقاية الطيور من الأمراض واكتشاف أي أعراض مرضية قد تظهر على الطائر وكيفية التعامل معها، تتمثل أهمية هذا الأمر في الحفاظ على الأمن الغذائي للأسرة المصرية فلا يتأثر بارتفاع الأسعار أو صراع الشركات، وأيضا الحفاظ على الاقتصاد متناهي الصغر للفرد، فلا يجب إغفال أن تربية وبيع الطيور تمثل متنفسا للعاطلين عن العمل وأرباب المعاشات ومن يريدون تحسين دخلهم دون أن يكلف الدولة توفير فرص عمل،

كذلك توجد تأثيرات على المدى الطويل (العودة للقرية، وتخفيف الضغط عن المدينة، كبح جماح التجار عن رفع الأسعار لعلمهم بتوفر البديل، وتقليل القمامة حيث تتغذى الطيور على بقايا الطعام، وأخيرا التقليل من آثار المضادات الحيوية والهرمونات على صحة المواطن).

– التخلص السليم من مخلفات المجازر، يمكن عمل مشروع مجازر متنقلة تمر على القرى كل 30 يوما مثلا تتسلم الطيور من المواطن وتذبحها وتنظفها وتبردها بشكل سريع ثم تعيدها له مقابل الأرجل والريش أو بمقابل مادي رمزي.

توفير المعلومات:

يتم عمل قاعدة بيانات تشمل عدد المزارع وطاقتها الإنتاجية وكذلك المفرخات وأي أمراض قد حدثت وأماكن استيراد الكتاكيت واللقاحات بشكل مفصل وكذلك مصانع الأعلاف.

إلزام شركات الأمهات والجدود بعدم زيادة طاقتها الإنتاجية عن قدرة استيعاب المزارع لضمان استقرار الصناعة، فلا تضطر هذه الشركات لإعدام الفائض أو بيعه بسعر منخفض في السوق.

التحصين:

كما ذكرنا سابقا فإن الالتزام الصارم ببرامج التحصين وجودة بيئة الطائر له الأثر الهام في مواجهة الأمراض.

المصادر:

  • موقع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
  • بوابة أخبار اليوم الإلكترونية.
  • موقع com.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

كيفية التغلب على ما أحدثته المادية من ضرر على البيئة

أن تمتلك قوتك .. تلك قصة أخرى

المرأة الريفية.. تحديات وآفاق

محمد طنطاوي

مدرس كيمياء الأراضي كلية الزراعة جامعة الأزهر أسيوط