مفتاح نهضة إفريقيا
صدر قانون في نيجيريا يحظر على شركات الدعاية والإعلان أن تستخدم أجانب أو وجوه وممثلين أجانب (من ذوي البشرة البيضاء) في الدعاية أو الإعلان عن أي منتج أو سلعة، أو حتى ملابس أو عقارات أو أدوات منزلية، داخل نيجيريا.
محاربة التمييز العنصري
أولًا هذا قانون منطقي جدًا، خاصة حين نرى الإعلانات في بلادنا تعلن عن أي سلعة، وتستعمل وجوه شقراء كي تقنع الناس، الممسوح عقولهم في التبعية للغرب، أنها سلعة رائعة مرتبطة بالأوروبيين.
ثانيًا هذه تعتبر بداية لاستعادة إفريقيا الثقة بنفسها، واستعادة ذوي البشرة السمراء الثقة بالنفس، والتخلص من الشعور بالنقص نحو ذوي البشرة البيضاء؛ الشعور الذي تكون خلال الـ300 سنة الأخيرة من عصور سيطرة الرجل الأبيض الأوروبي والاستعمار الأوروبي وهزيمة شعوب إفريقيا.
ثالثًا خلال الثلاثمائة سنة الأخيرة تعرض أصحاب البشرة السمراء لكثير من الظلم، حتى أصبحوا يضطهدون بعضهم، وعنصريين ضد بعضهم، وأصبح الأسمر من أصحاب البشرة الفاتحة بعض الشيء يتعالى على الأسمر من أصحاب البشرة الداكنة، لتفريغ العقد النفسية التي تشربها من خلال الإعلام والتعليم والدعاية وغسيل العقول.
تأثير العنصرية على الصحة النفسية
رابعًا هذه العقد النفسية أيضًا صنعت أشخاصًا عنصريين من الطرفين، شخص فاتح البشرة يشعر بالتفوق على الأسمر لمجرد لون جلده، وشخص غامق البشرة يكره الأبيض لمجرد لون جلده.
كما أن عنصرية الأبيض ضد الأسود مكروهة، فكذلك ما يفعله بعض ذوي البشرة السمراء من الشعور المزمن بالمظلومية، أو طلب حقوق أكثر من اللازم تحت شعار تعويض مظالم قديمة، أو التحريض على كراهية ذوي البشرة الفاتحة خطأ أيضًا.
كذلك من الخطأ أن يبالغ ذوي البشرة البيضاء في معاملة ذوي البشرة السمراء برفق أو اهتمام زائد أو معاملة خاصة مبالغ فيها، كأنهم حريصون على مشاعرهم الحساسة! مما يجعل العلاقة مريبة وشاذة وغير طبيعية.
التنوع في ظل الوحدة
خامسًا قارة إفريقيا تشبه الهند إلى حد كبير، شعوب متعددة ولغات مختلفة وثقافات متعددة، لكن يجب أن لا يكون هذا سببًا للصراع بين هذه الشعوب، أو التفتت والسماح للاستعمار بالسيطرة والتدخل.
سادسًا من الروايات الجميلة رواية (such a fun age)، التي تحكي في فلاديلفيا الولايات المتحدة الأمريكية، عن مبالغة ذوي البشرة البيضاء في التعامل بلطف وحساسية مع ذوي البشرة السمراء، خوفًا على المشاعر، مما يضايق ذوي البشرة السمراء، الذين مثل أي أقلية يريدون التعامل الطبيعي والاندماج، وليس الشعور بالاختلاف والمراقبة!
دول إفريقيا
سابعًا إفريقيا شعوب كثيرة، لكن يمكن تقسيم هذه الشعوب إلى خمسة مناطق أساسية فضلًا عن إثيوبيا:
الشمال العربي المسلم.
الشرق المتأثر بحضارة العرب من عمان واليمن.
الغرب المتأثر بالاستعمار الفرنسي.
الوسط، مناطق الغابات الاستوائية.
الجنوب المتأثر بالاستيطان الأوروبي.
تعد إثيوبيا منطقة منفصلة بحضارة وفكر ولغة مستقلة تختلف عن بقية إفريقيا، رغم تأثرها بحضارة وأفكار شعوب شرق إفريقيا.
التعاون بين هذه المناطق الخمسة هو مفتاح نهضة إفريقيا القادمة، وهي نهضة أكيدة، وعلامات هذه النهضة واضحة على كل المستويات، وبدأت بتزايد انتشار شعور الثقة بالنفس بين الشباب الإفريقي، وتزايد المشاريع وتزايد عدد الشركات الصغيرة التي تنمو بسرعة في القارة السمراء.
مقالات ذات صلة:
كيف ننظر إلى الاختلاف فيما بيننا
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*********
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
