أسرة وطفل - مقالاتعلم نفس وأخلاق - مقالاتمقالات

التعلق وأسلوبك في العلاقات

لكل منا طريقته في التعامل مع الآخرين وأسلوبه في العلاقات. فطريقتك الخاصة في علاقاتك التي تستجيب بها عاطفيًا للآخرين وسلوكياتك وتفاعلك معهم هو أسلوبك في التعلق سابقًا، فما هي أنماط التعلق الآمنة وغير الآمنة؟

التعلق: إحساس نفسي أن هذا الشيء أو هذا الشخص مهم جدًا في حياتي، فالتعلق مبالغة في الحب، والمبالغة في أي شيء تسبب أزمات.

التعلق بالشخص يتطور في مرحلة الطفولة المبكرة، ووفق طريقة تعامل الأهل أو مقدمي الرعاية له، واستجابتهم لإشارات الطفل عندما يعاني ضغوطًا عاطفية، بمعنى كيف تعاملوا معه؟ والظروف حوله؟ فنمط التعلق يتشكل في السنة الأولى ما بين 7 إلى 11 شهرًا من العمر.

فما هي أنماط التعلق؟

التعلق الآمن:

يكون الشخص قادرًا على تكوين علاقات آمنة مع الآخرين. يقترب منهم بسهولة، ويثق بهم وأن يكون موثوقًا به، ولا يخاف من العلاقة الحميمة، ولا يشعر بالذعر عندما يحتاج شريكه. ويكون قادرًا على الاعتماد على الآخرين دون أن يصبحوا معتمدٌ عليهم تمامًا. ولا يشعر بقلق ولا بالهجران. وهذا يحدث عندما كان مقدم الرعاية للشخص في طفولته حساسًا، ومتواجدًا، ومتجاوبًا، ومتقبلًا له، وأنهم كانوا موجودين من أجله عندما يحتاج الأمان والراحة .ويلعبون معه ويطمئنونه عند الحاجة، وسمح له أهله بالخروج والتنقل، لذلك، يتعلم الطفل أنه يمكنه التعبير عن مشاعره السلبية والتعامل مع الآخرين.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

التعلق غير الآمن:

أما أنواع التعلق غير الآمنة:

التعلق القلق:

الطفل يكون سهل ومرتاح مع مقدمي الرعاية لكن يشعر بقلق أنهم لا يحبونه حقًا ولا يرغبون في البقاء معه وغير آمنين إطلاقًا بشأن علاقاتهم، ويصبح لديه خوف عميق من الهجران، ويقلق من أنهم سيتركونه، وأن شريكه لا يهتم به بدرجة كافية، ويحدث هذا عندما كان مقدم الرعاية للشخص في طفولته لا يستجيب لاحتياجاته دائمًا، بل يستجيب له على نحو متقطع، فيكون فيه رعاية وحماية موجودة في بعض الأحيان، وأحيانًا لا تكون فيه رعاية وحماية له، أي إنه لا يمكن للطفل في حالة التعلق القلق، الاعتماد على والديه ليكونوا هناك عند الحاجة. لهذا السبب، يفشل الطفل في شعوره بالأمان.

التعلق التجنبي:

يكون فيه صعوبة في الوثوق بالآخرين تمامًا، وصعوبة الاقتراب منهم وخوف وعدم ثقة بهم في العلاقات، ويجد الشخص صعوبة للسماح لنفسه بالاعتماد عليهم ودائمًا يغير لشخص وصديق آخر، ويمكن أن تجعلهم العلاقات يشعرون بالاختناق. يحتفظون ببعض المسافة من شركائهم أو يكونون غير مرتاحين عاطفيًا إلى حد كبير في علاقاتهم، ويفضلون أن يكونوا مستقلين ويعتمدون على أنفسهم. وهذا يمكن أن يحدث لمن واجه في طفولته صعوبة في قبول احتياجاته والاستجابة له بحساسية من مقدم الرعاية له، وبدلًا من إرضائه، يقللون من مشاعره، ورفض مطالبه، ولا يساعدونه في المهام الصعبة. في التعلق المتجنب يتعلم الطفل أن أفضل رهان له إغلاق مشاعره والاعتماد على الذات، أنه من الأفضل تجنب إدخال الوالد أو من يقوم مكانه.

التعلق المخيف المتجنب (التعلق غير المنظم):

لديهم ارتباط مخيف ومتجنب يتوقون بشدة إلى المودة لكن يريدون تجنبها بأي ثمن، ويترددون في تطوير علاقة رومانسية وثيقة، لكن في الوقت نفسه لديهم حاجة ماسة إلى الشعور بالحب من الآخرين.

يرتبط هذا التعلق بمخاطر نفسية وعلاقاتية كبيرة، وزيادة خطر العنف في علاقاتهم، السلوك الجنسي المتزايد وصعوبة تنظيم العواطف عمومًا، فشل التحصيل العلمي وانخفاض مستواه، وكذلك فشل الحياة العملية. فشل الحياة الزوجية عندما يتزوج.

يحدث ذلك النمط من التعلق عندما يكون مقدم الرعاية للشخص يستجيب لاحتياجاته على نحو متقطع، يعني الرعاية والحماية موجودة في بعض الأحيان، وأحيانًا كثيرة لا تكون كذلك.

فأنواع التعلق غير الآمنة تجعل الابن يهرب من الأسرة التي فيها نزاعات أسرية، ويجب أن ننتبه لأطفالنا وكيفية معاملاتهم والحفاظ عليهم، وأي مشكلات أو خلافات زوجية تكون بين الأب والأم في غرف مغلقة وليس أمام أولادهم.

مقالات ذات صلة:

تنمية مهارات الطفل نهايتها حتما الإبداع

الأمومة وطن.. والطفولة مستقبل

التفكك الأسري ضياع للمجتمع

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

د. سعد المهدي

ماجستير الطب النفسي

استشاري وزارة الصحة