مقالاتأسرة وطفل - مقالات

تنمية مهارات الطفل نهايتها حتما الإبداع

من منا لم يتابع بشغف وفخر تفوق اللاعبين واللاعبات المصريين في دورة الألعاب الأوليمبية المشاركين في الألعاب الفردية، واقتناصهم لبعض الميداليات الغالية لمصرنا الحبيبة من منافسين أقوياء تتوافر لهم كافة الظروف والإمكانيات والتي تفوق حتما ما يتوافر للاعبينا، ولكنه الإصرار والعزيمة والتفوق والإبداع ، الذي يؤدى دائما إلى تحقيق النجاح ليس فقط على المستوى الرياضي بل كافة المستويات.

ويعرف الإبداع على أنه مزيج من التفكير المنطقي والخيال العلمي المرن، لتطوير فكرة قديمة، أو لإيجاد فكرة جديدة، مهما كانت الفكرة صغيرة، ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله، وعادة ما يكون الطفل المبدع لديه حب الاستطلاع، والرغبة في فحص الأشياء وربطها معا وطرح الأسئلة باستمرار، واستعمال كل حواسه في استكشاف العالم المحيط من حوله.

وتعتبر السنوات المبكرة في حياة الطفل هي الأكثر حرجا، ففيها تبدأ عملية تشكيل المراحل الأساسية للجهاز النفسي، وتتضح عناصر التفكير وتكتسب الشخصية قوامها وانسجامها، وتلعب الأسرة والمدرسة والبيئة دورا كبيرا في تشكيل شخصيته وتفكيره الإبداعي عن طريق التعرف على ما يمتلك من قدرات وتوظيفها مستقبلا في أعمال وأفكار إبداعية.

وإن عملية التعرف على إبداعات الأطفال من قبل الشعوب المختلفة ومن قبل الآباء والأمهات والمدرسة يلعب دورا مصيريا في تنمية قدرات الطفل الإبداعية على النحو الذي يجعلها نقاط انطلاق لبناء شخصيته القادرة على إبداع الحياة في صورها المتطورة بشكل دائم.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

توصيات من أساتذة التربية وعلم نفس الطفل

وقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أن العوامل البيئية تلعب دورا أهم بكثير من العوامل الوراثية في تكوين شخصية الطفل المبدع.. فليس المطلوب أن يكون الطفل عبقريا حتى يكون مبدعا، فالإبداع ليس موهبة محصورة في نخبة من الناس، بل هي موجودة بصورة كامنة عند كل الأفراد لذلك بمقدورنا التأثير في أطفالنا، ونستطيع أن نصل بهم إلى مستوى إبداعي مناسب.

ولكي يكون الطفل مبدعا يكفي أن يتمتع بقدر من الذكاء، ومعنى ذلك أن الإبداع لا يعتمد على الذكاء وحده بل يعتمد على الكثير من العادات الذهنية والسمات التي تلعب الأسرة والمدرسة دورا أساسيا في تكوينها.

ويرى عدد من أساتذة التربية وعلم نفس الطفل أن ثمة علاقة إيجابية بين ثقافة الطفل وقدرته على الإبداع، وأن تلك الثقافة لا تفيد في تكوين هويته وشخصيته فحسب، بل تتعداه إلى جعله مبدعا.

ويوصون بضرورة التخلي نهائيا عن نظام مد الطفل بثقافة الذاكرة التي تعتمد على الحفظ والتلقين، والاهتمام بمتابعة مواهبه وصقل الملكات الإبداعية لديه باعتبارها أساسا للتكوين المعرفي في حياته المستقبلية، فالاعتماد على الممارسة العملية والميدانية تتيح للأطفال القدرة على النسج من خيالهم، ذلك لأن الطفل يمتلك موهبة الخلق والتعبير وعلى الأسرة والمدرسة دعم وتشجيع مهاراته بلا قهر أو إجبار.

ولكي نساهم في تطوير الإبداع عند الأطفال يجب اتباع ما يلي:

  • السماح للطفل باتخاذ القرارات وذلك بطرح الأسئلة عليه: ماذا ترغب بالتناول على العشاء؟ إلى أين تريد الذهاب في عطلة نهاية الأسبوع؟ هذه الأسئلة وغيرها ستشجعه على التفكير بشكل مستقل وستطور لديه مهارة الإبداع في اتخاذ القرارات.
  • توفير عناصر وأدوات تحفز الخيال لدى الطفل مثل أدوات الرسم، المكعبات، اللوازم الحرفية وغيرها، جميعها أدوات تحفز الخيال الذي يعمل على تنمية الإبداع عند الأطفال.
  • القيام بعصف ذهني لاستخراج أفكار عديدة لنفس الأداة مع الطفل، مثلا يمكننا استخدام أنبوب من الورق كأنه تليسكوب، أو برج، أو إنسان، يجب ترك مساحة خاصة للطفل للتفكير والتخيّل واستخراج الأفكار، ولا بد من الثناء عليه والتعبير عن الإعجاب بأفكاره.
  • اسأل طفلك أسئلة مفتوحة لتوسيع مداركه ومساعدته على افتراض الأفكار مثل ما يلي:

–  اسأل طفلك “ماذا لو”: “ماذا لو كان بإمكان الإنسان الطيران؟ ماذا لو عاش الناس في الفضاء؟ ماذا لو مشيت الدلافين على الأرض؟”

اضغط على الاعلان لو أعجبك

– أشرك طفلك في التعرف على طرق تحسين شيء ما مثل: “كيف يمكننا تنظيف غرفة المعيشة بشكل أسرع؟” أو “ماذا يمكننا أن نفعل لجعل الكرة ترتد لأعلى؟”

– قراءة الكتب هي فرصة ممتازة لتوسيع إبداع الطفل، فبعد الانتهاء من القراءة قم بطرح بعض الأسئلة عليه التي تدور حول موضوع الكتاب.

–  اطلب من طفلك أن يشرح لك ما حدث في حلقة مسلسل الرسوم المتحركة التي شاهدها اليوم، واطرح عليه بعض الأسئلة التي تساعده على تحليل أحداث الحلقة والتعمق بها، اسأله أيضا عن توقعاته لما سيحصل في الحلقة القادمة، وساعده على وضع أكثر من احتمال لسير الأحداث.

  • من النشاطات والألعاب التي تطور إبداع الطفل وتنمي قدرة الطفل على الابتكار اللعب الفوضوي، مثل اللعب بالصلصال وغيره، لذلك يجب أن لا يمنع الأهل أطفالهم باللعب بمثل هذه الألعاب خوفا عليهم من الأمراض أو الاتساخ، امنحوا الطفل حرية الحركة واللعب والابتكار.
  • تشجيع الحدس والعفوية، فعندما تشجع طفلك على الاعتماد على حدسه وعفويته فأنت تقوم بطريقة غير مباشرة بتنمية إبداعه، فإذا كان حزينا أو خائفا من شيء ما شجعه على الرسم أو التلوين للتعبير عن مشاعره في تلك اللحظة.
  • ابحث عن أنشطة تعزز إبداع الطفل، فمثلا هل يحب دائما اللعب بقصاصات الورق؟ أم يحب الرقص في جميع أنحاء المنزل؟ أو يهوى لبس ملابسك؟ هل يحب تمثيل المسرحيات؟ انظر دائما للأنشطة التي يحبها طفلك وابدأ منها لتطوير الإبداع لديه.
  • تنمية إبداع الأطفالمن خلال الفنون وتشجيعهم على التخيل والإبداع والابتكار من خلال السماح لهم باستكشاف اهتماماتهم، مثل تدريبهم على الموسيقى والمسرح والرقص وغيرها من الفنون.
  • تنمية قدرات الطفل الحركية تساعد على تنمية قدراته العقلية والنفسية والإبداعية أيضا، فتشجيع الطفل على ممارسة الرياضات المختلفة كالركض والسباحة واللعب بالكرة يمنحه الطاقة والنشاط ويحفز هرمونات السعادة لديه، والتي بدورها تنشط مشاعره الإيجابية، كما أن الرياضة تبني اللياقة والقوة البدنية التي تعمل على زيادة ثقة الطفل بنفسه، والإيجابية والسعادة والثقة بالنفس كلها عوامل مهمة لإطلاق وتطوير الإبداع والابتكار لدى الطفل.
  • اسمح لطفلك بالاختلاط مع غيره من الأطفال كي يعيش تجارب مختلفة ويكتسب المعرفة والخبرة التي تساعده على الفهم والتخيل والإبداع.
  • تجنب إبقاء الطفل وحيدا لساعات طويلة مع الأجهزة والألعاب الإلكترونية، فرغم أنها تطور بعض قدرات الأطفال من جهة معينة، إلا أنها تقتل نشاطهم وحيويتهم وقدراتهم الحركية ومهاراتهم في التخيل والإبداع من جهات أخرى.
  • تجنب تعريض الطفل لمعاناةالمشاكل الأسرية أو لمسببات الخوف والقلق والتوتر، فهذه العوامل السلبية تسبب الحزن للطفل وتقتل الإبداع لديه، وراقب الطفل دوما للحرص على عدم تعرضه لأي مشاكل في المدرسة قد تؤدي إلى تراجع قدراته الإبداعية، مثل مشكلة التنمر المدرسي على سبيل المثال، لأن الطفل يحتاج إلى الشعور بالأمان كي يبدع.
  • الغذاء الصحي المتكامل من العوامل الأساسية لبناء صحة الطفل العقلية والبدنية والنفسية والتي من دونها لن يتمكن الطفل من الإبداع والابتكار.
  • لا تتردد في مراجعة الخبراء والأخصائيين على الفور في حال لاحظت أي تأخر في قدرات طفلك العقلية أو الحركية أو أي صعوبات نمائية أو أكاديمية، أو في حال عجزت عن التعامل مع أي خوف أو اضطراب يمر به الطفل، ففي النهاية أي مشكلة يعاني منها الطفل أو أي تأخر في قدراته سيؤثر على جميع الجوانب الأخرى في حياته.

اقرأ أيضاً:

أبطال الأوليمبياد.. شرفتونا

سلسلة المهارات الحياتية الواجب تعليمها للطلاب

اضغط على الاعلان لو أعجبك

النمو ومهارات التفكير لدى الأطفال

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

أ. اسماء الشاعر

معلم أول لغة عربية بالأزهر الشريف

مقالات ذات صلة