مقالات

من القاتل الحقيقي لكليبر

جريمة قتل كليبر عدى عليها ٢١٨ سنة، وهي جريمة غيرت مجريات التاريخ ومفيش حد في العالم كله ميعرفش إيه هي الجريمة دي، وده قادني إني أبحث وأدور أكتر عن القضية بعيدا عن كتب التاريخ، ووصلت لكام حاجة حبيت أشارككم فيهم، طب واحدة واحدة عليا بقى..

أولا: نشأة سليمان الحلبي وكيفية دخوله لمصر

سليمان الحلبي مكنش عايش في مصر، مش مصري، ومش جهادي ومش مدرب، ومشاركش في ثورة القاهرة ولا ليه في السياسة أصلا، وبيخاف من لبس العسكر كمان بشهادة المؤرخين وبيتجنبهم، دا كان شاب صغير عنده ٢٤ سنة أبوه تاجر زيوت في حلب،

ومؤرخي الشام بيقولوا إنه ساب أبوه وراح على القدس، ومنها بعد ١٠ أيام على غزة ومن هناك مشي مع قافلة محملة صابون ودخان رايحة على مصر، ووصل القاهرة بعد ٦ أيام وقعد في الأزهر ٣١ يوم، والكلام ده كان بعد ثورة القاهرة، يعني جي يسترزق ويبدأ حياة جديدة، دا غير إنه درس قبل كده في الأزهر ٣ سنين وسابها ورجع بلدهم.

ثانيا: غياب العدل في تنفيذ القانون

الحملة الفرنسية متعرفتش بعدلها في تنفيذ القانون، بالعكس مفيش بيان صدر من الحملة الفرنسية إلا وكان كدب أو وراه كدبة، بيان نابليون اللي أعلن فيه إسلامه مثلا.

بيان الحماية من إنجلترا، فرنسا اتعرفت وقتها بالاعتقالات العشوائية والإعدام من غير محاكمة. يعني ده الطبيعي بتاعها، زي ما في تاريخ الجبرتي كده حادثة اعتقال وإعدام بقال مصري اتخانق مع واحدة فشتم الفرنسي واتقبض عليه واتعدم، مش عادلين يعني.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ثالثا: عدم وجود شهود على الجريمة

سليمان الحلبي

هو مين شاف جريمة القتل اللي حصلت؟ مفيش غير كليبر اللي اتقتل وكبير المهندسين بروتان اللي اتطعن هو كمان، حتى الحرس مشافهوش لأنهم جم بعد ما القاتل هرب. يعني مفيش شهود إلا في نص اعترافات سليمان الحلبي بس، هي الدليل الوحيد على كده ومعاهم الظباط اللي شافوه وسط الخدم على حد قولهم.

رابعا: لماذا لم يهرب سليمان الحلبي بعد تنفيذ جريمة القتل؟

المفروض إن سليمان الحلبي دخل قتل كليبر وهرب، وبعد ساعة الحرس الفرنسي لقوه مستخبي في جنينة تابعة للقصر بتاع كليبر ومعاه الخنجر، طب بالعقل كده هو مهربش بعيد ليه، هيقتله ويدخل ينام في جنينة والخنجر في إيده؟ ولا حظه رماه في الحتة دي في الوقت ده بالذات؟

خامسا: اعترافات غرضها اتهام الأزهريين والعثمانيين

نص اعترافات سليمان الحلبي مش راكب على بعضه، بيقول إنه من حلب، وإن أبوه كان معاه مشكلة مع والي حلب، فراح سليمان يشتكي لظابط عثمانلي اسمه أحمد أغا، فأحمد أغا وياسين أغا قالوله يروح يقتل كليبر في مصر في المقابل هيحل مشكلة أبوه،

فراح سليمان رايح غزة شاري أول خنجر قابله، وجه قعد في الأزهر مع أربع أزهريين من حلب، وحكالهم خطته في القتل وإنه هيعمل كده بسبب هزيمة العثمانيين بقيادة يوسف باشا في المطرية وترحيلهم للشام، وعشان أحمد أغا وعده بمكافأة مالية قدرها ٤٠ قرش، نعم؟! حوار باين جدا إنه تلفيق، والغرض منه تلبيس الأزهر والعثمانيين في القضية.

سادسا: سبب اتهام الأزهريين والعثمانيين

ليه تلبيس العثمانيين؟ عشان النفوذ العثماني اللي كان واقف في زور تقدم فرنسا جوة الشرق، والتلكيكة بتاعت طردهم للشام، وعشان يبقى عندهم سبب لو عملوا فيهم حاجة، طب ليه تلبيس الأزهريين؟

لأن الأيام دي الأزهر كان هو الجبهة الوحيدة اللي بتقوم بثورة ضد الوجود الفرنسي بإيعاز من المماليك، والفترة دي كانت ثورة القاهرة الثانية لسة خلصانة والبلد على شفا ثورة تالتة ومحدش طايق وجود كليبر عشان الفظائع اللي عملها، دا ضرب القاهرة بالمدافع وأعدم الشيوخ والعلماء، فكان لازم الأزهر يلبسها عشان يخافوا شوية.

سابعا: محكمة صورية دون حضور لأي مصري

التحقيق مع سليمان الحلبي كان مخفي عن المصريين كلهم بالمماليك والأتراك، تحقيق فرنسي بحت بشهود ظباط فرنسيين، تحقيق سريع مخدش يوم واحد، والمحكمة كمان كانت أربع أيام بس، محكمة صورية كل أعضائها فرنسيين، واكتفوا بنشر الاعترافات في الجرايد ب٣ لغات وبس، ومفيش مصري واحد حضر المحكمة.

ثامنا: تعذيب سليمان الحلبي على يد أكبر سادي في مصر

سليمان الحلبي تعرض إلى تعذيب كبير جدا على إيد أكبر سادي فيك يا تاريخ مصر، اللي المصريين كانوا بيسموه “فرط الرمان” المصري القبطي يوناني الأصل بارتلمين يني، وده كان أمن الدولة في نفسه، ويخلي أي حد يعترف بأي حاجة، يكفيك تعرف إنه هو اللي حرق إيد سليمان وخزوقه، يعني مش بعيد يكون أجبر على الاعتراف، أو معترفش أصلا ومضى بس،

وده بإيعاز من مينو نفسه اللي قالوا إنه ضربه فاعترف، مع إن وقت إعدام سليمان الحلبي كانت إيده بتتحرق ومصرخش، دا لما جمرة وقعت على الساعد قال بكل برود إن المحكمة حكمت بحرق إيده بس مش الساعد وطلب إن الجمرة تتزحزح، يبقى ضربتين من مينو ولا تعذيب فرط الرومان هيخلوه يعترف؟!

تاسعا: باتلمين يني يجبر الحلبي على الاعتراف

باتلمين يني دا كان مسيحي مصري من أصل رومي، سادي جدا وظيفته وشغلته وموهبته هي في التعذيب وقطع الرقاب، لدرجة إنه دخل مرة على رينيه القائد الفرنسي بشوال وهو بيضحك وفضاه قدامه كان مليان رؤوس لمجاهدين بدو خلت رينيه يسيب الأكل ويرجع.

والمصريين كانوا مسميينه فرط الرمان لأنه كان لونه أحمر جدا. وكان جامع ١٠٠ بلطجي من المغاربة عاملهم جيشه، والحملة الفرنسية كانت بتستخدمه في الحالات اللي زي دي كبوليس ليها يعني،

أو لو عايزة تنتقم من حد، سهل جدا يخلوه يعترف وده باين في نص التحقيقات إن سليمان الحلبي أنكر في البداية كل الاتهامات دي فأمروا بضربه لحد ما اتحايل عليهم يبطلوا ضرب عشان يعترف.

عاشرا: إعدام الأزهريين الحلبيين أمام سليمان الحلبي

الأربع أزهريين الحلبيين أو الغزاويين في استجوابهم أنكروا القصة كلها اللي هم محمد الغزي، أحمد الوالي، عبد الله الغزي، وعبد القادر الغزي، وزاد عليهم سليمان الحلبي في اعترافه إنهم حاولوا يمنعوه كمان عن الفعلة المجنونة دي، ومع ذلك رفضت المحكمة إنهم يطلعوا براءة،

لكن حكمت عليهم تتقطع رؤوسهم قدام سليمان الحلبي قبل إعدامه مع تشديد تام بعدم الظهور ولا الكلام مع حد ولا حق الدفاع عن أنفسهم ولا نقض،

كمان في أول استجواب لسليمان الحلبي قبل ما يتعذب ويتضرب قال إنه مش هو القاتل، وإنه جه مصر في فبراير عشان يشتغل بعد اتفاقية العريش اللي عملها كليبر مع العثمانيين، لكن التعذيب خلاه يغير كلامه في الاستجواب التاني.

أحد عشر: سكرتير كليبر يشهد ضدد سليمان الحلبي

الشهود اللي أدانوا سليمان الحلبي هما ظابط اسمه بيروس وده سكرتير كليبر، وقال إنه شاف سليمان بيراقب كليبر في قصر الألفي، وحاول يدخل قبلها بيوم بحجة إنه عنده شكوى لكن بيروس طرده،

وشاهد اسمه الظابط ديفوج قال إنه شافه صباح يوم الاغتيال وسط الخدم جوة جنينة القصر، وافتكره خدام لكنه شك فيه وطرده، وطبعا سكرتيره كان موجود، طب إزاي؟

ثاني عشر: شهود يرون وقوع الجريمة

الشهود قالوا إنه دخل وسط العمال اللي بيرمموا قصر الألفي مرتين وطردوه، طب الحراسة سابته ليه؟ وفي المرة التالتة كان كليبر بيتغدى في دار ريماس وخلص ورجع على القصر فخرجله الحلبي من ورا شجرة وطعنه،

فشافه الظابط بروتان فأخد عصاية معرفش منين وضربه بيها لكن الحلبي هجم عليه وطعنه ٦ مرات وبعدين رجع لكليبر إداله ٣ طعنات واختفى، الحراس الشخصيين لكليبر وصلوا بعد الجريمة بـ٦ دقايق كاملين،

وبعد ما الفرنسيين جم ولقوا كليبر مقتول هددوا المصريين إن القاتل لو مخرجش هيدمروا مصر، وبعد ساعة فتشوا جنينة القصر لقوا سليمان الحلبي ولقوا الخنجر مدفون، طب دفنه ليه ومهربش؟ وكمان بيقولوا إن الدليل هي حتة قماشة بيضا لقوها جمب كليبر قال إيه بروتان قطعها من عمامته في المقاومة، نعم!!

ثالث عشر: محاكمة دون أي دفاع

المحكمة فرنسية اتمنع فيها الحلبي ورفاقه إنهم يتكلموا أساسا، ممنوع دخول مصريين، القاضي اسمه سارتلون والأعضاء هما رينيه وروبين ولرو والجنرال مارتينه والجنرال موراند ورئيس العسكر جرجه ورئيس المدافع فاور، ورئيس المعمار برترنه والوكيل رجينه والترجمان براشويش وكل ده تحت عين أمير الجيش مينو،

وسارلتون حكم على طول من غير أي دفاع، والدفاع اللي عينته المحكمة هو مش محامي هو مجرد مترجم اسمه لوماكا متكلمش طول المحاكمة ولا ظهر أصلا، مقلش غير إنه ليس لديه ما يقوله، والمتهمين كمان متكلموش، وخلصت المحكمة بإعدام الأزهريين قدام سليمان بتقطيع رؤوسهم وتعليقها على نبابيت وحرق أجسامهم قدام سليمان وبعدين حرق إيد سليمان اليمين.

الخلاصة إن سليمان الحلبي معندوش دافع للقتل، القضية موجهة لاتهام الأزهر والعثمانيين، مكنش عنده إلا أربع صحاب اتعدموا عشان ميتكلموش، سليمان كان بقاله شهر في مصر ليه منفذش الجريمة أول ما جه لو كان جي يقتله بس؟

ليه مهربش أول ما قتله وفضل ساعة كاملة مستخبي جوة الجنينة وفي إيده الخنجر؟ ليه المحكمة منعت حد يتواصل معاه ومنعته يتكلم وليه عذبته عشان يعترف؟ أدلة واهنة ومحاكمة صورية جدا، وفي رأيي سليمان الحلبي معملهاش، هو بس حظه رماه في المكان ده بلبس الأزهر.

شخص آخر وراء اغتيال كليبر:

سليمان الحلبي

على صعيد تاني، كان فيه واحد تاني خالص بيكره كليبر كره العمى، شايف إن ده مش موقع كليبر، لأن كليبر مجرد واحد من العامة كان خدام عند آل هابسبورج وتطوع في الجيش، وكمان مكملش دا تقاعد فترة ورجع تاني على الحملة على طول، عجوز عنده ستين سنة استلم من نابليون الدفة بالغلط على غير حقه،

وبعد ما أخد الدفة قرر الانسحاب من مصر وإنهاء الاحتلال، أيوة كليبر أول ما أخد الحكم وصل لقرار إن الحملة ملهاش لازمة والجيش مبقاش عنده عزيمة، وإنه قرر الانسحاب منها وعمل اتفاقية جلاء اسمها اتفاقية العريش سنة ١٨٠٠م، لولا إن ثورة القاهرة التانية أخرته شوية، وكان فعلا بيخطط لده قدام الكل.

مين بقا المنتفع من موته؟

شكوك حول الجنرال مينو

الجنرال مينو نفسه اللي أسلم سمى نفسه عبدالله واتجوز من رشيد عشان في نيته إنه يكمل في مصر، اللي كان مسميها مصر الفرنسية، كان شايف تحت عينه أملاك مزارع القطن والتجارة الرابحة مع أواسط إفريقيا في العبيد السود والعاج والتبر والتوابل وفلاحين كادحين بيشتغلوا ببلاش.

مينو اللي طول عمره عنده نفس أفكار نابليون وبيحلم بالحكم، بل وإن المؤرخين أجمعوا إن حماسته لاحتلال مصر من قبل ما يجيها كانت أكبر من نابليون نفسه، وشاف إن قرار كليبر بالانسحاب هو خطأ كبير، حتى إنه يوم وفاة كليبر كتب لفرنسا: “اعلموا أن أرض مصر استقر ملكها للفرنساوية، ولا بد أن تثبت تلك العقيدة في أذهانكم وقلوبكم”، رسمي أهوه.

مينو كمان تشفّى في موت كليبر، وبسببه محدش شاف جثة كليبر أساسا، تخيلوا إن محدش شافها؟ اتحطت في تابوت وتحرك الموكب لدفنه ومسمحش إنها تخرج ولا حد يشوفها، لدرجة إن طلعت إشاعة وقتها إن كليبر متقتلش وإنه هرب على فرنسا

وإن التابوت فاضي، حتى إن الحملة لما انسحبت بعدها بسنة أصر مينو إنه ياخد التابوت معاه لفرنسا ويدفنه هناك مع إنه بيكرهه، ومع ذلك ساب مينو التابوت في قلعة في مرسيليا ومخدهاش لباريس، يمكن عشان ميتكشفش؟

إيه تاني؟ مينو بعد ما اتجوز وأسلم، خلف ولد، عارفين سماه إيه؟ سماه سليمان، آه والله سليمان، تفتكروا لكراهيته الشديدة لكليبر؟ ولا إشفاقا على الظلم اللي حصل في سليمان الحلبي؟

أسباب تورط مينو في اغتيال كليبر

المحكمة والضباط أتباع لمينو

خد عندك كمان إن المحكمة والظباط كلهم موالين لمينو نفسه مش كليبر، يعني احتمال كبير يكونوا لفقوها لسليمان فعلا ويكون مينو هو اللي عمل الانقلاب ده واتفق معاهم على التلفيقة دي عشان يخلص من العقبة اللي اسمها كليبر، هو مش هيسلم ويتجوز من فراغ، مش هيبعت لفرنسا خبر جوازه من أجل الصالح العام من فراغ.

تصرفات مينو بعد توليه قيادة الحملة

حتى إنه لما مسك مصر وسماها مصر الفرنسية، بدأ يتصرف على إنه قائد الحملة الحقيقي، لدرجة إنه بدأ يحول مصر لفرنسا، هدم أحياء كاملة عشان يعمل شوارع فرنسية جديدة، وفرض ضرايب وبدأ يجمع الضرايب بنفسه بعد ما نحّى الأقباط كلهم عن الوظيفة دي،

دا حتى غير قوانين المواريث الإسلامية والقانون الجنائي الإسلامي وخلاه فرنسي، هو كان في نيته يحولها لمستعمرة يملكها، وفعلا ده دليل قوي على إنه له يد في قتل كليبر العقبة اللي في حياته.

خد دي كمان، مينو سنة ١٧٩٩م لما نابليون خرج في حملة للشام، خرج وراه مع جيشه بس مكملش للشام، دا قعد في خان يونس وبعدها غزة، ولما جيش نابليون انهزم رجع معاه، وعينه بعدها حاكم لرشيد، قلتلي الخنجر صناعة إيه؟ غزاوية؟ قلتلي المسلمين بيغتالوا بالسيف مش بالخناجر؟

نقله للقادة الموالين لكليبر خارج القاهرة

خد الأكبر، اللي استلم جواب تعيين كليبر رأسا على الحملة من نابليون نفسه كان مينو، ومينو كان فاكر إن نابليون اختاره بما إنه إداري محنك يعني، واتصدم لما عرف إنه كليبر، ووقتها نابليون قاله إنه محتاجه في مهمة أكبر وهي نقل أخبار قواد الجيش في السر،

ولما كليبر عرف قرر إنه ينقل مينو للقاهرة عشان يكون تحت عينه، ولما اتقتل كليبر كان مينو معاه في نفس المكان واختفى، وخد دي كمان، لما كليبر اتقتل في نفس اليوم القادة اجتمعوا وهو كان معاهم،

وعرض نفسه عليهم إنه يبقا هو القائد إكمنه أكبرهم سنا وخبرة وهما وافقوا بتردد كده، وبعد ما استقرت الأمور قرر مينو إنه ينقل كل القادة الموالين لكليبر برة القاهرة وقرب منه المقربين بس.

المشاريع الاستعمارية التي قام بها في مصر

الإثبات الأكبر كمان، كل المشاريع الاستعمارية اللي اتعملت في مصر كانت على إيد مينو، زي مصنع غزل ونسيج ومطبعة وطواحين هواء وتوسعة ترسانة مراد بك في الجيزة، كمان توسع في المستشفى العسكري وأنشأ حجر صحي في القاهرة وإسكندرية ورشيد ودمياط،

وشجع حركة التجارة في البحر الأحمر بعيدا عن محاصرة الإنجليز للبحر الأبيض، وقدم أفكار لكتير من المشاريع الاستعمارية التانية، لأنه كان ناوي يقعد بعكس كليبر اللي كان بيفكر في الانسحاب.

مينو ينسحب من مصر رغما عنه

سليمان الحلبي

وطبعا لولا قرارات مينو المتسرعة، وتباطؤه في قرارات الحرب، وهجوم الإنجليز على مصر وخسارة فرنسا ومحاصرتها في الإسكندرية، مكنش انسحب مينو من مصر أبدا،

حتى إن قرار الانسحاب مصدرش منه لأنه كان محاصر وقتها، إنما أخد القرار ده الجنرال بليار مع القادة وبعد خناق كمان، يعني مينو نفسه مشاركش القرار لأنه اتحاصر في الإسكندرية،

ولما وصله خبر التفاوض مع الإنجليز ثار على الجنرال بليار وألقى بيان على جنوده في الإسكندرية بيتهم بليار فيه بالخيانة والتفريط في شرف فرنسا، وبعد تقرير ناري لنابليون بيشتم فيه القادة وبيطلب المساعدة،

لكن الإنجليز شددوا الحصار واستولوا على طابية العجمي بقيادة السير كوت الإنجليزي وده في النهاية اضطر مينو للقبول بالانسحاب.

وآخر فرنسي غادر مصر كان مينو بعد ما أصابه اكتئاب شديد منعه حتى من الكلام مع حد، ولما وصل فرنسا اتعين حاكم عام لتوسكاني وفينيسيا لحد ما مات في النهاية.

مواريه أول من شك في مينو

الظابط جوزيف مواريه أول واحد شك في مينو، واعترف بحبه الشديد لمصر وأحلامه في استعمارها وده في مذكراته، وكمان اتكلم عن فرحته بقتل كليبر وتتفيه دوره وكراهيته الشديدة ليه واختلافه الدائم معاه، وكتب عن بيان مينو للجنود وقت إعلان كليبر للانسحاب إنه كان مليان تهديد في حالة العودة، وتمسكه بالحرب والبقاء بعكس كليبر.

الخلاصة..

احنا اتغفلنا، سليمان الحلبي عيل غلبان أرزقجي من حلب، حظه جه إنه جي يشتغل ويسترزق في مصر، ورماه حظه وحظ أصحابه قرب الجريمة، ومينو غالبا هو اللي قتل كليبر بنفسه ولبسها للغلبان ده، ومصدر التحقيقات الوحيد هي فرنسا وتحقيقات فرنسا مفيش طرف واحد مغاير، والتاريخ أظن محتاج إعادة فتح وتشكيل من أول وجديد.

اقرأ أيضاً:

بطل من ورق

قصة مُثيرة للغثيان والرُعب النفسي

وللحقيقة أوجه!

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد أمير

كاتب ومؤرخ وصانع محتوى