مقالات

أباطيل الصهاينة

غدت بعض أباطيل اليهود قريبة من الحقيقة عند غير الواعين بالقضية الفلسطينية من بلدان العالم المختلفة، وغدت أفعالهم الآثمة المعتدية ذات قبول عند هؤلاء، لذا أرى أنه أصبح من واجب العصر علينا أن نكشف زيف هؤلاء الصهاينة وأن نبين للعالم عامة حق هذا الشعب الفلسطيني المستضعف في أرضه وحياته.

الخرافة الأولى: فلسطين دولة يهودية

إن أول أبطولة من أباطيل الصهاينة محاولتهم تهويد القدس وادعاؤهم أنها ملك لهم، فاليهود –وفق زعمهم– هم الذين اختارهم الله لسكنى هذه الأرض والحياة فيها، وقد بثوا هذا الزيف في كتبهم الدراسية المقررة في مدارسهم حتى تنشأ أجيالهم على أساس أنهم يفعلون ما يفعلون لينفذوا حكم التوراة ولينفذوا اختيار الرب لهم، وما دام الأمر كذلك فهم أصحاب امتياز من الرب –وفق زعمهم– وأن أرض فلسطين لهم وحدهم دون غيرهم، وقد أقاموا عندهم مدارس دينية خاصة بالطلاب اليهود لتؤكد هذا الزعم وغرس تلك الفكرة عندهم منذ صغرهم، ولتكوين كوادر صهيونية متطرفة تكون قادة الكيان الصهيوني في المستقبل، ومن هذه المدارس مدرسة “مركز هراف” التي تهدف إلى تدريب الطلاب اليهود على زعامة الكيان، وقد قدمت هذه المدرسة الآثمة إلى المجتمع الإسرائيلي جماعة “جوش إمونيم” اليمينية المتطرفة التي تعني “كتلة المؤمنين”، تأسست لتعزيز فكرة الاستيطان والهجوم الإرهابي على العرب، ومن أوقح جرائمها حرق المسجد الأقصى عام 1969م، وقد جعلت شعارها: “A good Arab is a dead Arab” ومعناها “العربي الطيب هو العربي الميت” فهل هذه المبادئ الآثمة تعد مبادئ جماعة دينية تنفذ وعد الرب لهم؟!

لا يخفى بطلان هذا الادعاء لأن دليلهم في ذلك التوراة المحرفة التي وضعها حاخاماتهم، ويستحيل على التوراة الحقيقية التي من عند الله أن تأمر بقتل الأبرياء وإخراجهم من أرضهم تنفيذًا لوعد إلهي، فالإله عادل ولا يصدر عنه إلا العدل، وإخراج أهل المكان من المكان ليعيش فيه غيرهم منتهى الظلم الذي لا يرضاه إنسان، فضلًا عن أن يصدر من إله، وعقلًا من الأحق بالمكان: أهله الذين يعيشون فيه أم هؤلاء الشراذم الذين جاءوا من أشتات الأرض ليطردوا أصحاب الأرض الحقيقيين؟!

كما يكفي في إبطال هذا الزعم هذه الرواية المبثوثة في كتبهم التاريخية وتقول: في نهاية عام 1907م اجتمع في مدينة “يافا” عدد من الشباب في غرفة أحد زعماء العمال “يتسحاق بن تسفي” وتقرر في هذا الاجتماع إقامة منظمة “هشومير”، واختاروا لأنفسهم الشعار “بالدم والنار سقطت يهودا، وبالدم والنار ستعود يهودا”، وبعد مرور خمسة وعشرين عامًا نصّب “يتسحاق بن تسفي” رئيسًا لدولة إسرائيل، وهو الرئيس الثاني لها، فهل وعود الرب تنفذ بالدم والنار؟! بالطبع لا! إن وعود الرب تنفذ بالدعوة الحسنة والإقناع العقلي وليس بالحروب وسفك الدماء.

الخرافة الثانية: تهويد الاسماء

خرافات الصهاينة

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ثاني هذه الأباطيل أنهم يهودون الأسماء حتى ينسحب النسيان على الأسماء الحقيقية التي تكشف إضلالهم، فهم يسمون مدينة “القدس” بأرض إسرائيل، ويسمون المسجد الأقصى بالهيكل، ويسمون حائط البراق بحائط المبكى أو الحائط الغربي، ويسمون جبال القدس بجبال يهودا، ويسمون الضفة الغربية بيهودا أو السامرة، ويسمون قرية “بيسان” ببيت شان، ويسمون قرية “صفد” بصفات، وغير ذلك في محاولة لكي تنشأ الأجيال القادمة عندهم وقد غرس فيهم تهويد الأماكن والأسماء، ويجب علينا أن نتمسك بأسمائنا العربية التي ترسخ الوجود العربي في المكان وتثبت أحقية الشعب الفلسطيني في هذا المكان.

الخرافة الثالثة: هيكل نبي الله سليمان

ثالث هذه الأباطيل الادعاء بأن هيكل نبي الله سليمان –عليه السلام– تحت المسجد الأقصى، ومن ثَمّ يجب هدم المسجد للبحث عن الهيكل وإعادة بنائه مرة أخرى.

هذه فرية افتراها الصهاينة للنيل من العرب ومن مسجدهم، إذ اليهود أنفسهم مختلفون في مسألة الهيكل من حيث مكانه، فاليهود السامريون يعتقدون أنه بُني في مدينة “نابلس” وليس في “القدس الشريف”، ومعاصرو الحاخامات الأمريكيين والبريطانيين تناقضت آراؤهم، فمنهم من يزعم أنه تحت المسجد الأقصى، ومنهم من يزعم أنه تحت مسجد قبة الصخرة، ومنهم من يزعم أنه خارج منطقة الحرم، ومنهم من يزعم أنه على قمة منطقة “الألواح” وهي منطقة بعيدة عن المسجد الأقصى.

يمكننا الرد عليهم ردًا علميًا، إذ التجارب التي قام بها المهندسون على التربة هناك أكدت بما لا يدع مجالًا للشك أنه لا يوجد تحت المسجد الأقصى أي أثر لهيكل نبي الله “سليمان” عليه السلام، كما أنه لا توجد أدلة تاريخية تثبت وجود هذا الهيكل المزعوم إلا ما كان من زعم اليهود بذلك.

الخرافة الرابعة: تزييف الخريطة الفلسطينية

رابع هذه الأباطيل تزييف الخريطة الفلسطينية وإثبات اسم إسرائيل عليها وحدها دون وجود الاسم الفلسطيني، ولأنهم يسيطرون على مقدرات العالم الاقتصادية وعلى وسائل الإعلام الدولية فقد استطاعوا ذلك، فإذا طالعت خريطة العالم على موقع “خرائط جوجل” فإنك سترى اسم “إسرائيل” على الخريطة ولن ترى اسم فلسطين عليها، وهذه أبطولة يجب التصدي لها لأنها ستودي بالدولة الفلسطينية، فعدم رؤية اسم “فلسطين” سيؤدي إلى نسيان الدولة الفلسطينية شيئًا فشيئًا وهذا ما لا نرضاه أبدًا.

مقالات ذات صلة:

لماذا القدس؟

مين اللي باع أرض فلسطين لليهود؟

فلسطين .. الواقع الأليم

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

د. عبدالله أديب القاوقجي

مدرس بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر