نظرية خيالية أم واقعية؟ .. الجزء الأول
تخيل كده معايا إننا نختار من وسط الـ7 مليار إنسان الموجودين في العالم دلوقتي، مليار واحد بس هو اللي يبقى له الحق في الحياة المرفهة، ويقدر يتمتع بكل موارد الكوكب ويستغلها زي ما هو عايز، ويعيش أزهى عصور التطور التقني والتكنولوجي بدون ما يقلق من أي حاجة.
والـ6 مليار إنسان الباقيين دول بقى مالهمش أي وزن أو أهمية، وقدامهم طريق واحد من اتنين، يا إما يتم إبادتهم بالكامل على مر الزمن والعصور وبوسائل مختلفة ومرعبة، أو يتم السيطرة عليهم وعلى حياتهم وبلادهم وإبقاؤهم في حالة فقر واحتياج دايمة، ومنعهم من الوصول لأي تنمية أو تطور عشان يفضلوا متخلفين وبعاد كل البعد عن الوصول لمرحلة يشكلوا فيها خطر على موارد الكوكب المحدودة!
لو فاكر إن النظرية دي مش أكتر من مجرد خيال واسع شوية، وإنها مستحيل تبقى حقيقة، فخليني أقولك إن الحقايق اللي إنت هتقرأها في السطور الجاية دي هتذهلك.
مخطط المليار الذهبي
“نحن الآن نعيش عصر المليار الذهبي، لكنهم لا يحتاجون لقتل 6 مليار شخص، فهم يسقونهم الموت ببطء عن طريق جرعات كل يوم”.
تصريح قديم لوزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، بيتكلم عن واحدة من أكبر وأشنع المخططات اللي بيتم تنفيذها في العالم من زمن بعيد جدًا، واللي بيختفي وراها بعض من أشر الأهداف في التاريخ.
بص يا سيدي الحكاية كلها بدأت في نهاية القرن الـ18، وتحديدًا سنة 1798، لما الخبير الديموغرافي والاقتصادي “توماس روبرت مالتوس” نشر كتاب بعنوان “مبدأ السكان”، الكتاب ده قال إن زيادة عدد السكان غير المنضبط لازم في يوم في المستقبل هيأدي لانتشار الجوع على الأرض، وده عشان عدد سكان الكوكب بيزيد بمتوالية حسابية سريعة كل ربع قرن تقريبًا، وده في نفس الوقت اللي فيه الموارد على الأرض بتقل بمتوالية حسابية بطيئة.
الكلام ده طبعًا كان معناه إن في كارثة حتمية هتيجي في يوم من المستقبل، وهتأثر على الجنس البشري كله وممكن تتسبب في نهاية وسقوط المجتمع بالكامل، عشان الموارد المحدودة على الكوكب المفروض إنها مش هتكفي إلا مليار إنسان بس تقريبًا!
العودة إلى مالتوس والمليار الذهبي
الحل بقى للمشكلة دي في رأي مالتوس، كان إنه لازم يتم إيقاف التكاثر غير المنضبط للبشر بأي شكلٍ كان، سواء بالموانع الطبيعية زي الكوارث البيئية أو الكونية أو الأمراض والأوبئة، أو بالموانع الصناعية اللي زي الحروب والصراعات، أو حتى من خلال القيود والتغييرات الاجتماعية اللي زي وسائل تحديد النسل مثلًا!
لفترة طويلة من الزمن، فضل الكلام ده منتشر ما بين نخبة من الناس ذوات النفوذ، بس محدش كان يسمع عنه خالص، لحد ما حصلت أول أزمة عالمية كبرى للمواد الطبيعية في بدايات السبعينات من القرن اللي فات، ساعتها، بدأ الكلام لأول مرة عن مصطلح المليار الذهبي ده، لما مركز أبحاث غير حكومي اسمه “نادي روما”، تأسس في أبريل من سنة 1968 في مدينة زيوريخ السويسرية، نشر تقرير شارك فيه مجموعة كبيرة من العلماء العاملين في جامعات ودول مختلفة في مجالات الاقتصاد والسياسة، اسمه “حدود النمو”.
استعمارية جديدة وعنصرية
التقرير ده بيقول إن المعدل الحالي للنمو الاقتصادي العالمي هيأدي لاستنفاد الموارد الطبيعية للأرض في خلال من 20 لـ50 سنة، على حسب الظروف والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، وبناءً على ده، كان الاستنتاج الضمني اللي خرج بيه التقرير ده إن الدول العظمى المتقدمة، اللي بيسموها “دول المليار الذهبي”، من مصلحتها إن البلاد المتخلفة تفضل متخلفة وفقيرة، عشان ميجيش عليهم يوم ويتقدموا ويبقوا أغنياء، وينافسوا الدول العظمى على الموارد اللي أصلًا قليلة وشحيحة جدًا! ومن هنا بقى بدأت الخطط كلها، وبدأت تاخد شكل ووضوح سافر، رغم إنها قبلها كانت شبه خفية ومحدش كان يتخيل إنها بتحصل!
مجموعة معينة من رجال الأعمال وأصحاب المناصب والنفوذ الموجودين في أكبر دول العالم، واللي عندهم الفلوس والسلطة إنهم يتحكموا في حكومات دول كاملة، بدأوا يطبقوا خطط هدفها الوحيد إنهم يقللوا عدد سكان العالم، ويحافظوا على الغالبية العظمى منه في حالة تخلف وفقر، عشان يقدروا همَّه يعيشوا في رخاء وبذخ، وميضطروش في يوم للتنافس معاهم على الموارد!
وبالتالي إيه الحل؟!
يتبع…
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا