لماذا ننام
بقرأ اليومين دول كتاب اسمه “لماذا ننام” لماثيو ووكر، الكتاب في فصوله الأولى تكلم عن خطورة قلة النوم وأكد أن قلة النوم بتُسبب عللا كتيرة، زيّ الإجهاد والإرهاق والاضطراب السلوُكي، زيّ إنك تكون عصبي دون سبب واضح وعلى أقل سبب،
وغير إن فيه مرض بيكون بسبب خلل چيني مُمكن يخليك في سن مُتأخرة متنامش، وده بعد شهور يُؤدي بيك للموت. وغير إن أكتر حالات الوفاة في العالم بتكون ناتجة عن حوادث السيارات واللي بتكون ناتجة بالتبعية في مُعظمها بحسب الأبحاث والإحصاءات عن “قلة النوم”.
الساعة البيولوجية .. كيف تعمل؟
المثير للدهشة التجرُبة اللي قام بيها اتنين من العُلماء كانوا عايزين يحددوا الساعة البيولوچية للإنسان، الساعة البيولوچية دي اللي عاملة زيّ الساعة الرملية القديمة دي، اللي هيّ أنتَ ليك عدد ساعات مُحددة تصحى فيهم ولما يخلصوا بيجيلك نُعاس وبعدين بتنام نوم عميق لمُدة تتراوح من ٧ ساعات لتسعة.
فإحنا دلوقتي عارفين إن الساعة العالمية ٢٤ ساعة، بس مش عارفين الإنسان ساعته البيولوچية فعلًا ٢٤ ساعة ولا لأ، يعني فعلًا الإنسان يصحى “١٦” ساعة ينام “٨” وبكده هُما ال٢٤ ساعة ولا إيه؟
الزهور تنام وتستيقظ
فدرسُوا “زهرة” من الزهُور اللي بتقفل وتنكمش ليلًا وتزدهر صباحًا في وقت الشروق وحتى غروُب الشمس ترجع تأفل وتنكمش تاني، فأخدوها وراحوا بيها على غُرفة مقفولة في معمل مش بيُدخلها نور الشمس مُطلقًا، لاحظوا حاجة غريبة جدًا، الموضوع مش مُرتبط بالشمس نهائي، الزهرة بتتفتح زيّ ما هيّ في وقت النهار، وبتأفل وتنكمش وقت الليل،
اتضح لهم إن الزهور كمان عندهم ساعة بيولوچية زينا هي اللي بتحدد تنام إمتى وتصحى إمتى، واستنادًا على ده قرر اتنين من العُلماء إن الساعة البيولوچية الإنسانية مش مُرتبطة بالشمس –أي الطبيعة– وإنما بنفسه، يعني داخلية مش مُتأثرة بأيّ عوامل خارجية.
تجربة الكهف
فراحوا على أعمق كهف في الولايات المُتحدة، مكان مفيهوش شمس نهائي، وجابوا سريرين وحاوطوهم بالمياه عشان يُبعدوا الحشرات عنهم تمامًا، وجابوا بقى معاهم مُؤشرات وقياسات حرارية عشان يقيسوا الحرارة وغيرها من التحاليل،
وبدأوا لمُدة ٣٠ يوم من خلال فحوصات دقيقة عايزين يفهموا الساعة البيولوچية للإنسان كام ساعة، وبعد الشهر ما خلص كانت النتايج صادمة وغيّرت من مفهومنا لأنفسنا كتير.
واحد منهم كان في عشرينات العُمر وده ساعته البيولوچية كانت ٢٨ ساعة ودقايق، بينما التاني كان أربعيني وساعته كانت “٢٤” ساعة وخمس وأربعين دقيقة.
اكتشاف طاقة النوم والأحلام
الاكتشاف ده غيّر من مفهومنا التام للنوم، لأننا اكتشفنا أنه مش بس حاجة إنسانية إحنا مش قادرين نفهمها على عكس “الأكل والشُرب والجنس” اللي قدرنا نفهمهم ونحددهم، لأ اكتشفنا إن النوم مش مُرتبط بالبيئة اللي حوالينا، على عكس الاحتياجات الأساسية التانية المُرتبطة قطعًا بالبيئة المُصاحبة.
النوم والأحلام حاجة داخلية مُرتبطة ارتباطًا أصيلًا بكياننا الإنساني، ومش بوجودنا في مُجتمعٍ ما أو زمن مُعين، وإنما كل ما عُمرك يكون أصغر ساعتك البيولوچية بتكون أكثر امتدادًا ومع الزمن بتتقلص.
في الوقت اللي الإنسان في عصور الحداثة بيدوّر على وقت أطول يكون صاحي فيه عشان يقدر يوصل للتحقيق ويحقق مكاسب أكتر، النوم غلّاب ومتقدرش تغلبه ونابع من جُوّاك، ومُرتبط بك أنتَ مش بأيّ حاجة حواليك.
ده حتى ربنا عزّ وجلّ اتكلم عن النوم إنه من آياته في الكون، بسم الله الرحمن الرحيم: “وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ” ﴿٢٣ الروم﴾
اقرأ أيضاً: