أسرة وطفل - مقالاتمقالات

الأسرة مسؤولية

إن الأسرة هي وحدة بناء المجتمع وأول لبنة فيه، ولذلك يجب أن تتم عملية الإصلاح من داخلها، وبما أنه لا يوجد بيت يخلو من المشكلات، لذا يجب أن تسود حالة من التفاهم، وأن تكون هناك آلية للتعامل مع هذه المشكلات بعيدًا عن الأطفال،

حيث أن المشكلات المتكررة ومناقشتها على مسمع ومرأى من الأطفال وعدم القدرة على حلها تتسبب في الكثير من الآثار النفسية والجسدية لهم،  وتجعلهم عرضة لبعض الاضطرابات النفسية، حيث أن المنزل والوالدين هما مصدر الأمان للطفل.

وبعض هذه الاضطرابات ما يلي:

التوتر والقلق وانعدام الثقة في النفس، والاكتئاب والانطواء والرغبة المستمرة في الهروب من المنزل، وتخلق منه شخصا عدوانيا وتجعل الطفل في حالة ترقب وقلق دائم، وتظهر عليه بعض الأعراض مثل قضم الأظافر والتبول اللا إرادي، لذلك يتوجب على الآباء اتباع آلية معينة لمواجهة التحديات وحل مشكلاتهم،

خاصة إذا كان لديهم طفل يعاني من بعض الاضطرابات النفسية مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه، أو ذو طيف توحدي، حتى يتسنى لهم أن يخرجوا أطفالا أسوياء ينتفع بهم المجتمع بعيدا عن الاضطرابات النفسية والعقلية.

هذا يوضح لنا جليا نحن الشباب أهمية فهم الزواج فهما حقيقيا وواقعيا بعيدا عن تأثير الإعلام والعقل الجمعي للمجتمع، فتكوين الأسرة مسؤولية كبيرة جدا، سواء في التأثير الداخلي المتمثل في الحالة النفسية والروحية على الأبناء، مرورا بالتأثير المجتمعي.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لا تنخدع صديقي الشاب من التوصيفات العاطفية حول الزواج، ولا تتأثر بالأفكار السلبية أيضا، فما بين الإفراط والتفريط تختل الاختيارات وتغيب البوصلة الحقيقة قبل وبعد الزواج.

وبما أن حديثنا عن مرحلة ما بعد الزواج وتكوين الأسرة، فيجب أن نعلم جميعا نحن الشباب عن مدى تأثير طبيعة العلاقة بين الزوجين داخل الأسرة التي رزقت بأطفال، حيث يجب أن نراعي الكثير من القيم التربوية والأخلاقية ونحن نمارس دورنا الأبوي،

وهنا يجب أن نعلم جيدا أن أبناءنا يلاحظون كل ما نقوم به من سلوكيات سواء طريقة الكلام ونمط المعاملات وكيفية تغلبنا على المشكلات، فكل ذلك يشكل بداية الوعي لديهم، فنحن لهم كل العالم.

أولادنا أمانة يجب أن نرعاها جيدا

من الضروري بل من الواجب أن ندرك جيدا متطلبات كل مرحلة عمرية يمر بها أبناؤنا، سواء من الناحية النفسية أو الجسدية مرورا بالفكرية والروحية، ولا عيب أن نسأل ونتعلم وندرس جيدا كل حالة والانتقال بشكل آمن من مرحلة إلى أخرى وكيفية التعامل معها،

وهذا المجهود لا يقل أهمية عن مجهود توفير سبل العيش المادي لهم، فكما يجتهد الوالدان في العمل ويتحملان مشاقه في سبيل توفير متطلبات الأسرة المادية، فإن تحمل مشقة التعليم ومعرفة طرق التربية السليمة هي على نفس الدرجة من الأهمية، فمسؤولية الأسرة كبيرة ويجب بذل الجهد المناسب في جميع النواحي حتى لا نراعي جانبا ونغفل آخر مما يسبب الكثير من المشكلات فيما بعد.

أولادنا أمانة يجب أن نرعاها جيدا ونقدم لهم العون الكافي حتى نخرجهم لبر الأمان أفرادًا أسوياء، يكونون على قدر من المعرفة والأخلاق ما يمكنهم من القدرة على تكوين أسر أفضل ويخرجون للمجتمع أبناء صالحين عقلاء.

فإذا كانت الأسرة هي وحدة بناء المجتمع الأهم، فإن التربية الواعية والمدروسة هي الضمان الحقيقي بأن يكون هذا البناء قويا متماسكا يمكن زيادة الاعتماد عليه في مزيد من التقدم والرقي للمجتمع ككل، أما إن كان هذا البناء خاويا وضعيفا فإنه سيكون عامل ضعف للمجتمع وليس عامل تقدم وسيكون دوما ضعيفا لا يمكن الاعتماد عليه في استكمال المسيرة.

اقرأ أيضاً:

عملية التربية بين الرب والإنسان وقداسة من يحملها

هكذا تغير دور الأسرة

المشكلات الأسرية.. الأسباب والحلول

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. مصطفى محمود

أخصائي نفسي بمستشفي الصحة النفسية أسيوط ليسانس الآداب علم نفس جامعة أسيوط