سارق ومسروق – الوجه الثامن عشر
أربعون وجها للص واحد "متتالية قصصية"
لم يسمع السارق المثل الذي رماه في وجهه المسروق، وهو ينظر إليه في غيظ، بعد أن استحضره سبع ثوان فقط، ثم لم يطق أن يبقيه في بيته، فطرده على الفور، وتنهد في ارتياح، وهو يطوح يده في الهواء، كأنه يدفعه من النافذة.
في مرات سابقة كان كلما استدعى طيفه كي يقرعه عن بعد، لا يلبث أن يرى وجهه يزداد احمرارًا، ثم تزحف الحمرة إلى رأسه، ويهيج شعره ويلتف في خصلات صغيرة، تبدو كقرون فلفل حريف، ويزحف الاحمرار إلى عينيه فتصيران حقين من دم.
يغمض عينيه، ويدير عنقه بعيدًا، وحين يعود ناظرًا إليه لا يجده، فيردد بشفتين ملهوفتين: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”، ويأتي إلى رأسه على الفور ذلك المقطع من أغنية “بيت العز” التي يحبها، وفايزة أحمد تشدو به، وأخواتها وأبوها يرددون معها:
“ابعد يا شيطان .. ابعد يا شيطان .. ابعد يا شيطان
إن جيت من الباب هنرد الباب ونعيش في أمان
وإن جيت من الحيط هنسد الحيط بحجر صوان”.
اليوم حين استدعاه لم يحدث هذا، بل بقي على حاله، وسمعه يقول:
ـ كان يمكنك الاكتفاء بمثل آخر سمعته منك ذات يوم.
نظر إليه في اشمئزاز، وهو يهشه بعيدًا، سأله:
ـ أي مثل؟
رد وهو يطير إلى الخلف وظهره إلى النافذة:
ـ “الفاجرة ست إخواتها”.
اقرأ أيضاً:
الوجه الأول، الوجه الثاني، الوجه الثالث، الوجه الرابع، الوجه الخامس
الوجه السادس، الوجه السابع، الوجه الثامن، الوجه التاسع ،الوجه العاشر.
الوجه الحادي عشر، الوجه الثاني عشر ، الوجه الثالث عشر، الوجه الرابع عشر
الوجه الخامس عشر، الوجه السادس عشر، الوجه السابع عشر
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.