علاقة التغذية بالمناعة
تعرف المناعة بأنها قدرة الجسم على التخلص من المواد الغريبة التي تهاجم الجسم. والجهاز المناعي هو خط الدفاع الأول ضد هذه المواد. وتشير العديد من الأبحاث إلى وجود علاقة بين الحالة الغذائية للأفراد ومدى كفاءة الجهاز المناعي لديهم، وتشير أيضا إلى أن التعزيز بالعناصر الغذائية قد يقوي وينشط الجهاز المناعي عندهم، ولكن لا بد من الأخذ في الاعتبار أن استخدام بعض العناصر الغذائية بتركيزات عالية في صورة فيتامينات أو غيره قد يكون له تأثير سلبي على جهاز المناعة، ولذلك أوضح مدى تأثير العناصر الغذائية على نظام المناعة في الجسم.
-
نقص البروتين:-
يؤدي نقص البروتين في الغذاء إلى كبت المناعة وارتفاع معدل الإصابة بالأمراض المعدية، ويؤثر أيضا على حجم الغدة الثيموسية فيصبح حجمها أقل من الطبيعي، وتقل عدد الخلايا الليمفاوية وخاصة الخلايا المتجهة إلى جلوبيولين المناعة.
-
نقص البروتين والطاقة:-
يؤدي نقص البروتين والطاقة عند الأفراد المصابين به إلى إضعاف وظيفة أحد مكونات جهاز المناعة في الجهاز التنفسي، ويؤدي أيضا إلى كبت وضعف في نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية، وأيضا يحدث نقص في الأجسام المضادة في الطحال وكبت في وظائف المناعة التكيفية والمناعة الخلوية وبالتالي تزداد نسبة الإصابة بالأمراض المعدية، وذلك لانخفاض تركيز الأجسام المضادة.
-
نقص الدهون والأحماض الدهنية الأساسية:-
نقص الدهون في الغذاء يؤدي إلى تحسين نظام المناعة في الجسم، ولكن نقص الأحماض الدهنية الأساسية يؤدي إلى تقليل تخليق مركبات السيتو كينز وبالتالي يقلل من مناعة الجسم.
-
نقص الفيتامينات الذائبة في الماء:-
يؤدي نقص الفيتامينات الذائبة في الماء وهي مجموعة فيتامينات ب كلها إلى النقص في تكاثر الخلايا البيضاء، كما يحدث أيضا نقص في تخليق الحامض النووي (DNA) في الخلايا، وذلك يؤدي إلى نقص في وظيفة المناعة الخلوية ونقص في تكوين الأجسام المضادة. وأثبتت الأبحاث انخفاضا ملحوظا في وظيفة غدة الثيموس، ونقصا في إفراز جلوبيولين المناعة نتيجة نقص مجموعة فيتامينات ب مركب.
-
نقص الفيتامينات الذائبة في الدهون:-
النقص الشديد في فيتامين أ يؤدي إلى ضمور الغدة الثيموسية والطحال ونقص في إنتاج الخلايا الليمفاوية وكرات الدم البيضاء ويضعف الاستجابة لإنتاج الأجسام المضادة نتيجة كبت لأنواع الخلايا والمناعة الخلوية. ويؤدي نقص فيتامين د _وهو أحد الأحماض الدهنية الأساسية_ إلى ضعف الاستجابة للأمينو جلوبين ويضعف من تكاثر الخلايا الليمفاوية المقاومة للعائل، وبالتالي يزيد من العدوى. وأما فيتامين هـ فقد أثبتت الأبحاث أن نقصه يؤدي إلى ضعف الاستجابة المناعية ونقص في نشاط الخلايا.
-
نقص الأملاح المعدنية:-
يؤدي النقص في عنصر الحديد في الغذاء إلى قلة المناعة الخلوية، ويقلل من نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية، ويقلل من إنتاج المواد الداخلة في تركيب الجهاز المناعي، وبالتالي تزداد معدلات العدوى. أما بالنسبة لعنصر النحاس فنقصه يؤدي إلى نقص في كرات الدم البيضاء ونقص في الخلايا النتروفيلية، كما تقلل من إنتاج الخلايا المساعدة والمحللة، وأثبتت الأبحاث أن هناك نقصا في الاستجابة الخاصة بالأجسام المضادة وقلة وظيفة غدة الثيموس، وبالتالي تزداد العدوى عن طريق تقليل المناعة الخلوية.
وكذلك نقص عنصر اليود يؤدي إلى قلة نشاط الخلايا البيضاء عديدة النواة. ونقص الماغنسيوم يؤدي إلى قلة تركيز مركبات البلازما ويقلل من عدد الخلايا البيضاء كما تقلل من المناعة المكتسبة وتقلل من وظيفة غدة الثيموس، وبالتالي يحدث نقص في الاستجابة المناعية وزيادة الإصابة بالعدوى.
وكذلك عنصر السيلينيوم يضعف من وظائف الخلايا المناعية وكذلك نقص عنصر الزنك يؤدي إلى كبت المناعة وكبت استجابة الخلايا المناعية. ولقد أجريت العديد من الأبحاث والدراسات على تأثير إضافة أو نقص في بعض العناصر الغذائية الضرورية التي تستخدم بواسطة الأفراد كمواد مكملة أو مضافة على الجهاز المناعى، ووجد أن التناول المفرط في العناصر الغذائية بدون حساب لها تأثير معاكس على الجهاز المناعي.
التوصية الغذائية لتقوية الجهاز المناعي:
الحصول على وجبات غذائية متزنة، وهي التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية، الكربوهيدرات والبروتين والدهون والأملاح المعدنية والفيتامينات، وكل نوع يوجد في طعام معين، الكربوهيدرات توجد فى الخبز والأرز والمكرونة، وهي توجد بنسب عالية، أما البروتين فيوجد في اللحوم والدواجن والأسماك والبقوليات والبيض، أما الدهون فهي تضاف أثناء طهي الغذاء، وأما الأملاح المعدنية والفيتامينات توجد في الخضروات والفاكهة. ولذا لا بد أن تحتوي الوجبة الغذائية على كل العناصر.
تمنيات لك بصحة جيدة