مقالات

العلاقة بين مكون الغذاء والسرطان

أولا الدهون:

هناك علاقة وثيقة بين كمية الدهون المستهلكة في الطعام ونسبة الإصابة بالسرطان ، كما أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية وخاصة سرطان الثدي والقولون والبروستاتا. ولقد وجد أن أعلى معدلات نسب الإصابة بسرطان الثدي تكون بين السيدات اللاتي تتميزن بارتفاع استهلاك الدهون في الغذاء، وتقل نسب الإصابة في الدول الأقل استهلاكا للدهون في الغذاء. ومن الطرق الجيدة التي تقلل كمية الدهون في الغذاء:

  • الطهي في الفرن أو السلق وأي بديل لتحمير الطعام.
  • نزع الدهون الظاهرة في اللحوم والدواجن قبل الطهي.
  • الحد من استخدام الزبدة والكريمة والدهون والزيوت والصلصات عالية الدهون.
  • الابتعاد عن الوجبات الجاهزة لما تحتويه من نسب عالية من الدهون.
  • استخدام كميات قليلة من الزيوت في طهي الطعام.
  • عدم الإفراط في السكريات لأن الزيادة منها يتحول إلى دهون.

ثانيا الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة:

الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة تمد الجسم بمجموعة كبيرة من العناصر الغذائية والمركبات الكيميائية النباتية التي تساعد على الوقاية من السرطان، مثال ذلك مركبات مادة الأليل سلفايد الموجودة في الثوم والبصل، ومادة السلفورافان الموجودة في البروكلي، وهناك العديد من هذه المركبات موجودة في الخضروات مثل السلق والبقدونس والفجل والكرنب، وتوجد هذه المركبات في الفواكه مثل حمض الأليجك الموجود في العنب والفراولة والتوت والكريز والمكسرات، وأيضا الفينولات الموجودة في الموالح والفراولة والكريز والشاي.

وهذه المركبات الموجودة في الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة تعمل على تنشيط بعض الإنزيمات الخاصة الموجودة بالجسم، فتعمل على التخلص من التأثير الضار للمواد المسببة للسرطان قبل وصولها إلى نواة الخلايا.

وبعض العناصر الغذائية مثل فيتامين أ وفيتامين ج وفيتامين ه والألياف والسيلينيوم تعتبر موادا مضادة للسرطان عندما تؤخذ بكميات مناسبة في الوجبات. وأثبتت الدراسات والأبحاث أن استهلاك الأطعمة العالية في محتواها من البيتاكاروتين الذي يتحول إلى فيتامين أ له علاقة بانخفاض معدل الإصابة بمعظم أنواع السرطان.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

والألياف الموجودة في الحبوب الكاملة تقلل من معدلات الإصابة بالسرطان، حيث أن الألياف في الغذاء تحتوي على مواد معقدة ومختلطة مع بعضها، ويفضل أن تكون من مصادر متعددة حيث تعمل هذه الألياف على تنشيط انقباضات عضلات القولون وبالتالي تقلل من بقاء الفضلات بالقولون وبهذا تقلل من حدوث الإمساك.

وتعمل الألياف على تخفيف المواد المسببة للسرطان وتقلل مدة بقائها في القولون، وتعمل الألياف أنها تمد القولون بالبكتريا النافعة التي تقوم بهضم جزئي للألياف وتمدنا بالعناصر الغذائية الناتجة من عملية الهضم.

والعناصر التي تقلل من معدلات السرطان ووجودها
  • بيتاكاروتين: موجود في الخضروات الخضراء الداكنة والصفراء مثل الكرنب والسبانخ والجزر والطماطم والفجل والجرجير.
  • فيتامين ج: موجود في الموالح والخوخ والفراولة والشمام والطماطم والفلفل الأخضر والقرنبيط والبطاطا.
  • فيتامين ه: موجود في الحبوب الكاملة وجنين القمح والسبانخ والخضروات الورقية الخضراء الداكنة.
  • السيلينيوم: يوجد في جنين القمح والردة وسمك التونة والبصل والطماطم.
  • الألياف: موجودة في الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة والمخبوزات المحتوية على الدقيق الكامل.

ثالثا علاقة الأطعمة المدخنة والمشوية على الفحم:

وجد أن الاستهلاك الزائد من هذه الأطعمة يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان المعدة والمرئ، لذلك ينصح بالاعتدال في تناول هذه الأطعمة بسبب تفاعل الأطعمة مع الفحم؛ التفاعل ينتج موادا مسببة للسرطان وهي مادة الهيتروسيكليك أماين وهذه المادة مسببة للسرطان.

رابعا  علاقة الخمور والإصابة بالسرطان:

تحتوي المشروبات الكحولية على نسبة منخفضة من العناصر الغذائية التي تكون الوجبة الغذائية، وعندما يكون الاستهلاك زائدا من الخمور مصحوبا بالتدخين تزداد معدلات الإصابة بسرطان الفم والبلعوم والحنجرة، وأيضا تناول الخمور بكثرة قد يكون سببا في الإصابة بسرطان الكبد.

خامسا  علاقة المواد المضافة للأطعمة بالسرطان:

توجد العديد من الدراسات التي تشير إلى أن المواد الكيميائية الموجودة في الأطعمة المحفوظة والمصنعة والتي تستعمل كمواد حافظة أو مواد مكسبة للطعم والنكهة واللون لها تأثير فعال للإصابة بالسرطان ، حيث تناول الأطعمة المحتوية على هذه المواد بانتظام وعلى المدى الطويل يؤدي إلى ترسيب هذه المواد بالجسم وتكوين مواد سرطانية.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وما زالت العلاقة بين الغذاء والسرطان والتغذية علاقة معقدة، وما زالت الأبحاث مستمرة في هذا المجال لتوضيح التفاعلات العديدة التي تتم بين العناصر الغذائية والموا الكيميائية والكميات المتناولة منها وتأثير ذلك على الإصابة بالسرطان . ولقد قامت بعض الشركات باستخلاص المركبات الكيميائية النباتية وتسويقها في صورة دواء مثل الفيتامينات ومضادات الأكسدة، وما زال البحث والدراسات مستمرين في هذا المجال.

وتمنياتي لكم بصحة جيدة

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

تغذية اللاعبين في مجال الرياضة

التغذية العلاجية لقرحة المعدة والإثنا عشر

التغذية السليمة

اضغط على الاعلان لو أعجبك

د. سعيد فتحي

دكتور تغذية علاجيه‏ مستشفى باب الشعريه الجامعى (مستشفى سيد جلال)‏ ‏

دكتوراة فى الكيمياء الحيوية‏ في ‏كلية الزراعة جامعة الازهر‏

مقالات ذات صلة