مقالاتقضايا شبابية - مقالات

من عقبات دراسة الطب

مدة الدراسة

نكمل حديثنا الذي بدأناه في موضوع العقبات التي يواجهها طالب كلية الطب.

تعتبر كلية الطب من الكليات القليلة إن لم تكن الوحيدة صاحبة مدة دراسية كبيرة فقط لدرجة البكالوريوس، وهذا يعتبر عائقا أمام كثير ممن يريدون الدخول في هذا المجال. لماذا أدرس سبع سنين وأضيع عمري؟ هذا تساؤل يدور كثيرا في أذهان ليس فقط من يريد الدخول المجال الطبي، بل في أذهان من هم في المجال نفسه.

وإن كنت لا أخفي عليكم فهي حقيقة، وتؤثر كثيرا على طالب كلية الطب، فهو يرى أثناء فترة دراسته زملاءه في الكليات الأخرى قد انتهوا من فترة دراستهم، وقد يكونوا أيضا انتهوا من فترة خدمتهم في الجيش، وهو لم ينته بعد من دراسته.

فهذا الأمر يؤثر جدا على الطالب وخصوصا في السنوات الأخيرة من الدراسة، فغالبا تصحب هذه الفترة الكثير من الضغوطات النفسية، ويدخل الطالب في حالة من اللا مبالاة.

لكن هل يتوقف الأمر على ذلك؟

في الحقيقة لا. لأنك بمجرد أن تنتهي من الدراسة، تصبح ممارسا عاما، وهذا أمر غالبية الأطباء لا يستمرون عليه، مما يضطرهم إلى الدخول في دائرة الدراسات العليا، وهذا أمر مدته تتوقف على نوع التخصص، فالتخصصات تتفاوت من سنتين فأكثر.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

هل بعد ما سبق من أمل؟ أم إن هذا الأمر محتم الدخول والخوض فيه بما يحتويه من مشاكل وضغوطات نفسية؟ الإجابة لا من ناحية المشاكل، ولكن نعم محتم الدخول فيه، ولكن إسأل نفسك سؤالا هل الأمر يستحق؟

نعم يا صديقي إن الأمر يستحق، فأنت تحصل على مكانة عند الناس من أول يوم تدخل فيه كلية الطب، بل من أول ما تظهر نتيجتك، وذلك لما يراه الناس فيك أنك ستكون سببا بإذن الله في التخفيف عن آلامهم. فضحكة طفل كان قد أرهقه التعب، أو كلمة شكر من ابن رأى أباه بين الحياة والموت وأنت قمت بإنقاذه، أو دمعة فرح من أم. هذا كله والله يهون عليك الكثير من الليالي التي سهرت وتعبت فيها.

فهون عليك يا صديقي، واعلم بأن لكل منا قدره الذي قدره الله له، فكل ميسر لما خلق له، لك ميعاد للزواج، ولك ميعاد لرؤية أبنائك والسعادة بهم، فصبرا يا صديقي ولا تستعجل الأمور. قال تعالى: (وَكُلّ شَيْء عِنْده بِمِقْدَارٍ). فاصبر يا صديقي واعلم بأن(اللَّه لَا يُضِيع أَجْر الْمُؤْمِنِينَ).

يتبع…

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

الجزء الأول من المقال

الجزء الثاني من المقال

الانطباع الأول وحدوث الخطأ في التفكير

مصطفى نادي علي عبدالرازق

طالب بكلية الطب البشري جامعة الأزهر أسيوط .