مكالمة سامح
اتصل بي أمس صديقي سامح، صديقي سامح كان يعاني من تشوه في مفصل الفخذ منذ ١٣ سنة، في هذا الوقت كان عمره تسع سنوات، ويعاني من مرض اسمه مرض بيريز، جاءني سامح مع والديه منذ 13 سنة وقال لي أحب كرة القدم وأريد أن أكون لاعب كرة.
يومها ضحكت وضحك الأبوان، وأجريت له الجراحة؛ جراحة إصلاح التشوه وتمت بنجاح، وبفضل الله سامح عاد سامح طبيعي، ويلعب الكرة التي يحبها، يلعبها ويتقنها وأصبح متميزا فيها.
اليوم سامح عمره 22 سنة، اتصل بي ليقول أنه يلعب الكرة ومتميزا فيها، وأنه أفضل لاعب كرة في المنطقة التي يعيش فيها والنادي الذي هو فيه، ولكنه يبحث عن فرصة لينضم إلى نادٍ كبير ويدخل عالم الشهرة، وحاول كثيرا، لكن كل محاولاته لم تكلل بالنجاح، ويسألني ماذا يفعل!
قلت لسامح: “يا صديقي.. أمام كل لاعب كرة مشهور هناك مئات الآلاف من اللاعبين في مثل مهاراته، لكن لم يحالفهم الحظ، ويستمرون في اللعب مجهولين في قريتهم أو ناديهم الصغير ولا يسمع بهم أحد، أمام كل مُغَنٍ مشهور هناك مئات الآلاف من المغنيين لا يتعدى غناؤهم الأفراح الشعبية في حارتهم أو قريتهم! يا عزيزي..
أن تكون لاعب كرة مشهور هي ضربة حظ لا تتكرر إلا في عشرات الملايين مرة واحدة، فليس من المنطقي أن تخطط حياتك في انتظار أن تصل إليك ضربة حظ واحد في المليون!”.
سامح لم يعجبه كلامي، وانتهت المحادثة على مضض!
الدرس..
للآباء والأمهات.. حين تجد ابنك متعلق في صورة لاعب كرة، أو بنتك متعلقة في صورة ممثلة أو مغنية أو راقصة، لا تضحك، لا تهمل الأمر، لا تشجعه!
افتح عينيه على الحقيقة؛ أن أمام كل محمد صلاح هناك ملايين تكسرت أحلامهم على صخرة الواقع واللا شيء!
وأمام كل عمرو دياب هناك ملايين من المطربين المجهولين، وأمام كل يوتيوبر وإنفلوينسر influencer أو gamer (بتاع جيمز) يوجد ملايين يقضون ساعات أمام الشاشات دون أن يحققوا أي شيء أو يهتم بهم أحد!
حين تخطط لمستقبلك ابحث عن شيء منطقي ومضمون أكثر من انتظار ضربة حظ وهمية أقنعك بها الإعلام والإنترنت!
اقرأ أيضاً:
ثقافة التغيير بين النظرة السطحية والنظرة العقلانية
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
