مقالات

معدن الألومينيوم أغلى من الذهب والفضة

حتى أواخر القرن التاسع عشر وأول القرن العشرين كان معدن الألومينيوم من المعادن الثمينة، كان ثمن معدن الألومينيوم أغلى من الذهب والفضة!

حتى أنه يحكى أن ملك فرنسا في أول القرن التاسع عشر كان لديه طاقم من الأطباق وأدوات المائدة مصنوع من الألومينيوم ومخصص لعظماء المدعوين، بينما  المدعوون الأقل في المستوى كانوا يأكلون في أطباق وأدوات مائدة مصنوعة من الذهب!

ومن عظمة معدن الألومينيوم تم وضع سبيكة ألومينيوم على قمة النصب التذكاري في واشنطون كنوع من التعظيم والتبجيل.

 ظهور الألماس وانخفاض قيمة الألومينيوم

لكن تطور العلم وتطورت طرق استخراج معدن الألومينيوم، فتزايد استخراج هذا المعدن وتوفرت كميات كبيرة جدا جدا حتى صار أرخص المعادن هو الألومينيوم، حتى أصبح الألومينيوم يضرب به المثل في الرخص، وفي المستوى المنخفض!

لأن الموضوع في المعادن النفيسة هو العرض والطلب، وقد تعلم النظام الرأسمالي من هذا الدرس، ولذلك نجد أن الماس له مناجم وبلورات الألماس الجميلة موجودة منذ القدم، هي حجارة جميلة قوية تشبه الزجاج الشفاف، لكن في القرن العشرين تم عمل حملة إعلامية في الغرب كي يتم إقناع الجميع أن الألماس هو أفضل هدية للزواج وأن قيمته عظيمة، وبدأ الطلب يتزايد على الألماس كهدية خاتم الزفاف.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

من ناحية أخرى تمت السيطرة على مناجم الماس وصناعة الماس، بل وحتى الماس الصناعي، بحيث يظل العرض قليلا وأقل من الطلب، فيتم السيطرة على الأسعار وتظل عالية.

رغم أن البشر لم يستعملوا الماس في خاتم الزواج إلا بعد ظهور هذه الدعاية والموضة في القرن العشرين، ولو قرر البشر التوقف عن هذه الموضة ستتحول كل خواتم الألماس إلى مجرد حلية عادية مثل خاتم جميل فيه قطعة زجاج ملون!

كذلك الذهب.. توجد مناجم ذهب كثيرة حول العالم، لكن لو تم فتحها كلها وتوفير كميات كبيرة من الذهب سينهار سعره ويتحول من معدن ثمين إلى معدن عادي رخيص، كما كان الحال في إمبراطورية غانا المسلمة في القرن الخامس عشر الميلادي، حيث كان الذهب متوفرا بغزارة حتى أنه كان أرخص من الفضة والملح!

وهذا طبعا نراه في كل السلع وليس فقط المعادن الثمينة، بل وأيضا نجده حتى في خبرات البشر، نعم في خبرات البشر! فنجد المتخصصين في تخصص ما أسعارهم عالية لأن الطلب عليهم كبير وعددهم قليل، والعكس صحيح، العرض والطلب هو قاعدة منذ فجر التاريخ، وخطورة الاحتكار في السيطرة والتلاعب في هذه القاعدة.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

الاستهلاك

صناعة الدواء بين الاحتكار والعدل

الذهب الابيض

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس