مقالات

مصر التي في خاطري

مصر التي نحلم بها

بداية لا بد أن نكون صادقين مع أنفسنا، بمعنى أن الواحد منا يجلس مختليا بنفسه تراوده أفكار كثيرة وطموحات وأحلام خاصة كأن يصبح كذا ويحقق كذا له ولأولاده، وأحلام عامة تتعلق بمستقبل أمته العربية وما يحدث لها من تشرذم وشتات وتفرق، وأن الله تعالى نهى عن هذه الفرقة لأن هذه الفرقة تذهب الريح وأن الذئاب لا تأكل إلا الغنم القاصية، أما العصبة فهي القوة والاتحاد هو العصبة، وكذلك ما الذي يريده الغرب منا؟ لماذا كل هذه التخطيطات؟ لماذا كل هذه المؤامرات؟ ماذا تريدون منا؟

ثم يأخذ الواحد منا نفسا عميقا وتأخذه الأشواق والحنين وتفيض عيناه بالدموع عندما يرد على خاطره بلده وطنه الأم (مصر) يا ساحرة القلوب، يا قبلة العشاق وروضة الطالبين، مصر الحب، مصر الخير، مصر قلب العروبة النابض بالحنان، مصر النيل، مصر الأهرام، مصر الحضارة، مصر التاريخ، مصر الحاضر،

مصر الآن، مصر المستقبل، مصر الأم الرؤوم التي مهما غبت عنها وعدت تستقبلك بالحنين، مصر الشعب الطيب، مصر الدفء، مصر الريادة، مصر القيادة، مصر الوحدة، مصر القبطية، مصر الإسلامية، مصر الكنائس، مصر المساجد، مصر رفعت وعبدالباسط وطوبار والنقشبندي، مصر أم كلثوم وحليم ووهاب، مصر الواحة والراحة، كل ذلك لا وربي هناك الكثير والكثير.

مصر الحصن الحصين

ولكن لا بد أن يعلم الجميع أنها مهما حيكت ضدها المؤامرات فإنها الصخرة والحصن الحصين الذي تتحطم على أسواره كل هذه الأمور. هل أتاكم نبأ الحملات التتارية؟ الفرنسية؟ الإنجليزية؟ العدوان الثلاثي؟ العدوان الصهيوني؟ كل ذلك ذهب إلى حيث ذهب وبقيت مصر رمانة ميزان العرب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ثم هل أتاك نبأ ما يفعله التكفيريون؟ الذين نصبوا أنفسهم قضاة وجلادين يفتون بالباطل بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ويستبيحون الدماء والقتل، قتل الشباب بغير وجه حق، افعلوا ما شئتم ستذهبون إلى هباء وإلى اللا شيء وستبقى مصر مقبرة لكم أيها القتلة سفاكي الدم، هل تتذكرون مراجعاتكم؟

إن أردتم تذكرة فارجعوا إلى ما دونتموه، ذهبتم وبقيت مصر. لكن في القلب غصة منكم ومن أفاعيلكم فما ذنب ناسك يتعبد؟ هل لأنه يتعبد يقتل؟ ما ذنب جندي يحرس فتقتلوه؟ إنها أفاعيلكم أفاعيل الشيطان والله ورسوله منكم براء.

هل أدينا ما علينا؟

والكثير يقول نريد إصلاحات في مجال الثقافة، في المجال الديني وتجديد الخطاب بما يتماشى مع العصر ومتغيراته، إصلاحا اقتصاديا، خدميا، طبيا، تعليميا، سياسيا، والنريدات كثيرة ولكن لم لا نسأل أنفسنا هل أدينا ما علينا من واجبات حتى نطالب بالحقوق؟ هي حقوق مشروعة لكن هل مددنا أيدينا وتكاتفنا لتحقيق رفعة هذا الوطن؟ هل تركنا اللا مبالاة؟

هل أدينا أعمالنا كما أمرنا الله؟ (وقل اعملوا)، هل طبقنا المثل الناجي يأخذ بيد أخيه؟ هل بدأنا بأنفسنا؟ هذا وطننا وهذه حياتنا بأيدينا نحن رفعتها نحن أصحاب الكلمة لرفعة شأن هذا البلد. وقد أتعرض للانتقاد وأن الحكومة دورها توفير كل ما سبق ولك الحق، ولكن لم لا نتريث ونصبر ونعمل؟ العمل ثم العمل ثم العمل، التشييد والبناء على كافة الأصعدة والمستويات، نحب ما نفعله ونعتبره مهمة قومية.

وقد ناقشت هذه الفكرة مع إحدى الزميلات عن العمل في الكنترولات وأن العائد المادي يكاد أن يكون معدوما، ردت بمنتهى الثبات الذي ثبتني: “هي مهمة وُكِّلنا وكلفنا بها، هل نؤديها على الوجه الذي يرضى به ربنا عنا؟” قلت: “نعم”، يا سادتي المسألة جد مهمة ووطننا يحتاج منا الهمة، فهلا هممنا وشمرنا سواعد الجد لبناء هذا المحبوب؟ والله ما دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع إلا حبي لبلدي الذي أحيا به وأتنفس هواءه وأشرب ماءه وأسكن تحت سمائه.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضا:

قراءة في مفهوم الوطن

طعام الأكابر

حقوق وواجبات

أ. د. عادل خلف عبد العزيز

أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

مقالات ذات صلة