كيفين هارت .. ما علينا
“كيفن هارت” ستاند اأب كوميدي أفرو-أمريكي مشهور بالترويج لنظرية “سيادة العرق الأسود“، وإن أهله وجدوده من الأفارقة هُم اللي بنوا الحضارة المصرية القديمة، ولما جم العرب طردوهم وسرقوا الحضارة منهم، ده كلامه، ومعزوم في مصر هنا عشان يعمل حفلة في ستاد القاهرة، قصاد الملايين.
بتتبع شجرة عائلة كيفين هارت، هنلاقي إن أبوه اسمه “هنري ويذرسبون”، من مواليد فلادلفيا الأمريكية سنة ١٩٤٧م، من عائلة فقيرة من المهاجرين الأفارقة، جميل؟ جده يبقى “دارنيل ويذرسبون” من مواليد مدينة “دوالا” على نهر ووري في الكاميرون سنة ١٩٢٠م، إذًا فأصوله بترجع إلى مدينة دوالا على سواحل الجابون في الكاميرون، حلو الكلام؟
المسافة بين أهرامات الجيزة عندنا هنا اللي بيدعوا إنهم بنوها، ومركز مدينة دوالا في الكاميرون أصل عيلته، هي بالتقريب ٦٣٠٠ كم، تقريبًا ٥٣ يوم مشي من غير راحة أو نوم.
هل دي مسافة كبيرة؟
هقربها لك، لك أن تتخيل إن المسافة بين أهرامات الجيزة وموسكو عاصمة روسيا في آخر الدنيا شمال هي ٤٠٠٠ كم تقريبًا، يعني أكتر من نص المسافة بين دوالا والأهرامات، يعني موسكو أقرب، لسة مش واضحة؟ المسافة بين لندن والجيزة ٤٨٠٠ كم، المسافة بين الجيزة وباريس ٤٤٠٠ كم، يعني لو هنقول إن اللي بنى الأهرامات من برة، يبقى الأقرب لينا أوروبا أو روسيا.
يعني أستاذ “كيفين هارت” عايزنا نصدق إن أهله وجدوده ارتحلوا من دوالا في الكاميرون مسافة ٦٣٠٠ كم، على مدار شهرين مشي عشان يبنولنا الأهرامات ويرجعوا يعيشوا في الغابات والوديان من تاني، وقيس على كدة باقي الغرب الإفريقي، يعني المسافة بين الجيزة ولاغوس عاصمة نيجيريا ٥٨٠٠ كم، المسافة بين برازافيل عاصمة الكونغو والجيزة ٧٠٠٠ كم تقريبًا، وهكذا.
ما علينا .. شعوب البانتو القديمة
منطقة “دوالا” في الكاميرون اللي هي أصل جدوده “بناة الأهرام” على حد وصفه، في منطقة غرب إفريقيا كلها، عبارة عن هجرات لشعوب اسمها البانتو
أول هجرات البانتو خالص وانتشارهم في الكاميرون ونيجيريا في عز بدائياتهم في مرحلة الجمع والالتقاط قبل حتى ما يعرفوا معنى الزراعة والصيد، كانت سنة ١٠٠٠ قبل الميلاد، يعني بعد بناء الأهرامات “على الورق” ب١٦٠٠ سنة كاملين، يعني ببساطة وقت ما قررت شعوب البانتو إنها تغير مكانها عشان تدور على لقمة للصيد، كانت الحضارة المصرية قربت تنتهي أصلًا.
يعني كيفين هارت عايز يقنعنا إن جدوده بنوا الأهرامات والحضارة المصرية القديمة، قبل ما يعرفوا يعني إيه “زراعة” أو “لغة” أو “صيد” أو “جمع” بـ١٦٠٠ سنة كاملين!
ما علينا .. شعب الباكا
منطقة الكاميرون وغرب إفريقيا عمومًا عرفت أول سكان في تاريخها باسم شعب الباكا، ودول مرتحلين صيادين من السكان الأصليين، واسم الباكا معناه “الأقزام” وبيعتبر هناك سبة أو إهانة، طيب مين اللي أطلق عليهم الاسم ده؟
الملك المصري بيبي الثاني ملك الأسرة السادسة، في إشارة ليهم سنة ٢٢٧٦ قبل الميلاد، جوة رسالة بعتها الملك بيبي الثاني إلى قائد حملة تجارية نيلية للبحث عن العبيد والمواد الخام، وسماهم “القزم الراقص للإله في أرض الأرواح”.
يعني كيفين هارت عايز يقنعنا إن جدوده من شعوب الباكا في وقت ما كانوا بيتعلموا الصيد في غابات السافانا، ولسة كان المصريين بيكتشفوهم في الأسرة السادسة، جم بنوا الأهرامات هنا في الجيزة، قبلها بأسرتين يعني في الأسرة الرابعة.
ما علينا .. أول حضارة في غرب إفريقيا
أول حضارة ملموسة عرفها غرب إفريقيا، هي حضارة “ساو”، وهي عبارة عن حضارة بدائية لا عرفت كتابة ولا تدوين ولا بناء، مفيش غير كام تمثال بدائي على شكل حيوانات وطيور ورماح وخلافه، وده سنة ٦٠٠ قبل الميلاد، وقبلها حضارات اتدفنت تحتهم زي حضارة جاجيجانا ٨٠٠ قبل الميلاد، وده نفس الوقت اللي كانت فيه الحضارة المصرية بدأت تنتهي وتقع تحت الحكم الفارسي.
يعني كيفين هارت عايز يقنعنا إن جدوده من حضارة ساو البدائية جم عشان يبنوا لنا الأهرامات في الجيزة قبل ما يعملوا حضارتهم نفسها بـ٢٠٠٠ سنة، واخترعولنا الكتابة والتدوين وبنوا المعابد وعرفوا العلوم، وسابوها وتاهوا في التاريخ ٢٠٠٠ سنة عشان يظهروا بشكل بدائي بعيد هناك في الكاميرون.
ما علينا .. ما وراء الثورة على كيفن هارت
الخلاصة.. إن أستاذ كيفين هارت ومن على شاكلته، المهاجر الإفريقي الكاميروني الأصل، عايز يقنعك، إن جده اللي عرف الحضارة متأخر وإحنا بنخلص تقفيل حضارات أصلًا، مشي على رجله شهرين من غير راحة ولا نوم، عدى على ممالك زي كوش وشعوب البحر والقبائل البدائية وسابوه في حاله، وجه هنا علمنا الحضارة وبنى لنا المعابد والأهرامات، وإحنا ثورنا عليهم وطردناهم، فرجعوا شهرين على رجلهم، ومعرفوش يعملوا حضارة عندهم تاني عشان السكة بقى كانت طويلة، فإحنا سرقنا الحضارة بتاعتهم وعايزين يرجعوها تاني.
ما علينا.
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*********
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا