قصص الفيس بوك
تدخل عليك زوجتك لتحكي لك: “تصور أن محل كذا الذي نشتري منه كل يوم اتضح أنه مهمل؟!” أو “تصور أن صديقك فلان اتضح أنه يسيء معاملة الناس؟!” أو “أن الشركة الفلانية التي نشتري منتجاتها تغش؟!”، “كيف عرفتي؟!”، “انظر إلى هذه القصة على مواقع التواصل الاجتماعي!”.
تجد شخصا كتب تجربة شخصية له فيها تفاصيل كثيرة حتى أنك تتوه في التفاصيل ، وبما إنك مش فاضي.. تقفز عيناك خلال السطور لتخرج بخلاصة أن المحل الفلاني أو الشخص الفلاني أو المنتج الفلاني سيئ أو شرير.. ابتعدوا عنه!
لكن لو توفر لك بعض الوقت ستكتشف أن أغلب هذه القصص والتجارب الشخصية فيها تفاصيل كثيرة غير مترابطة، أو متعارضة، أو على الأقل مريبة، وأن هذه القصة غير المحبوكة غالبا تم تأليف بعض أجزائها أو كل أجزائها.. لتشويه سمعة شخص أو مؤسسة أو شركة، أو التسول، أو اكتساب التعاطف، أو الحصول على بعض المكاسب المالية، أو حتى الحصول على بعض اللايكات!
تبينوا
وعادة كثرة الكلام و التفاصيل تعطي انطباعا كاذبا بالمصداقية والدقة في سرد التفاصيل ! كما تجعل الكاتب يسيطر على مشاعر القارئ ببعض الكلمات التي تؤثر في المشاعر وترسم صورة درامية مع جو من المؤثرات العاطفية، لتتلاعب بطريقة تفكير الإنسان وحكمه على الأمور ونظرته للأشياء.
هذا بالإضافة إلى الأشخاص غير الأسوياء أو من يعانون من مشاكل نفسية، الذي يحكي لك قصة وتكتشف أن الواقع مختلف تماما، أي أن كثيرا من التجارب الشخصية التي نراها على الفيس بوك تقدم نظرة شخص ما للأمور، وكثيرا ما تكون نظرة خاطئة أو كاذبة أو مزورة للحقائق، يعني أن أغلبها مبالغات أو كذب مقصود أو كذب غير مقصود!
كثير من هذه القصص حركت مشاعر الناس وتسببت في مشاكل وضرر بسبب عدم استعمال العقل والجري وراء المشاعر والعواطف، لذلك يقول لنا الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ.” صدق الله العظيم _سورة الحجرات.
تجارب و قصص الفيس بوك أغلبها مبالغات أو كذب مقصود أو كذب غير مقصود!
اقرأ أيضاً:
لماذا يستخدم الناس الفيس بوك؟!
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
