قد يكون هذا الكلام مفزعًا بالنسبة لك
مع التغييرات المذهلة التي تشهدها مجتمعاتنا ستغدو مفاهيم: الأبوة والأخوة من الماضي، فمع الهواتف الذكية التي تستغرق ذهن الأطفال وتشكل وجدانهم ومشاعرهم، بمعزل عن التواصل المباشر مع أفراد الأسرة، حيث تتشكل معاني الأبوة والأخوة في سياق التفاعل الحي، وتمتلئ الذاكرة بالمشاعر والمواقف.
سوف تصاب هذه المعاني الجليلة بكثير من التغيير، سيغدو الأب مثلا رقمًا حسابيًا، يختزل دوره في مقدار ما استطاع توفيره لأبنائه، ولن يكنّ له الابن المشاعر العميقة التي يعرفها جيل ما قبل الهاتف الذكي، كما سيغدو الأخ صورة بروفايل يمكن إجراء محادثة معها على الواتس أو غيره، ويمكن حذفه وتبليكه.
قد يكون هذا الكلام مفزعًا بالنسبة لك، وهو كذلك بالنسبة لي أيضًا، ولكنك تشاهد بداياته مع أولادك، أنت الآن تقرأ هذا المنشور على هاتفك، بينما تتابع زوجتك صفحات أخرى، وكذلك يفعل أبناؤكما، ساعات طويلة تقضيها الأسرة منفصلة عن بعضها، كل في خندقه، وبروفايله وعالمه الخاص، لا شيء يجمعهم، ولا شيء يجعلهم أسرة بالمعنى التقليدي.
وقد تفكر في معالجة الأمر، كأن تفرض عليهم وقتًا محددًا يغلقون فيه هواتفهم وتجلسون جميعًا تناقشون أي موضوع، وهذا قد يفلح نسبيًا مع الأطفال الصغار، ولكن لا أظنه يفلح إذا اشتد ساعدهم قليلا!
الكابوس هو لو فكرت في مـدّ الحبل على استقامته وقلَّبت الرأي في هذا السؤال: ما شكل الأسرة في المستقبل؟ هل سنعرف نمط الزواج التقليدي؟
هناك أشكال من الزواج بدأت تتسرب بين الشباب، لم تخطر على بال أحد قبل عقدين فقط، كـ”المساكنة” مثلا، وغيرها من الأشكال التي تناولتها السينما والدراما، ولعل أكثرها جرأة مسلسل “سابع جار”.. ثم هاج المجتمع وماج، وتوقف بث المسلسل، ولكن المشكلة لم تزل قائمة!!
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا