مقالات

قانون ليبي زيون

في 2001 حدث انفجار إرهابي، ونتيجة هذا يعاني مليارات المسافرين حول العالم حتى اليوم، قوانين، تفتيش مطارات، أجهزة تفتيش، صعوبة سفر، صعوبة موافقة على استخراج فيزا، تعقيدات أمنية وقانونية، إلخ.

كل هذا التعذيب لميارات البشر العاديين الطبيعيين تحت شعار الأمن ضد واحد إرهابي! طبعًا لتبرير الاستمرار في هذا الهبل يستمر الإعلام والسياسة في الحديث عن حادث كل بضع سنوات في مكان ما حول العالم والتضخيم فيه!

قانون ليبي زيون

في سنة 1984 كانت بنت اسمها ليبي صهيون تعيش في ولاية نيويورك، أبوها محامٍ مشهور له علاقات كثيرة مع الإعلام والمال والسياسة. هذه البنت كانت تتعاطى مهدئات، وتعبت وذهبت إلى مستشفى في الطوارئ، وفي المستشفى ماتت البنت، وأبوها رفع قضية على المستشفى، وعمل حملة إعلامية كبيرة ضد الأطباء في وسائل الإعلام الامريكية كلها، “الرجالة بتوعه!”.

بسبب تلك القضية وضعوا قانونًا في الولايات المتحدة لا يزال يُطبق حتى اليوم، قانون لتحديد ساعات عمل الأطباء وتنظيمها ومعه تفاصيل كثيرة وتعقيدات. طبعًا نتيجة هذا القانون يعاني شباب الأطباء نقصًا في التدريب وتعقيد كثير من الأمور ويؤثر على الخدمة الطبية في أمريكا حتى اليوم.

اسم القانون: قانون ليبي زيون، ولو سألت أي طبيب في المنظومة الأمريكية سوف يقول لك المشكلات الكثيرة للأطباء والمرضى الناتجة عن هذا القانون مقابل الفوائد القليلة جدًا جدًا.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الديمقراطية العلمانية

في العلمانية والديمقراطية، المشكلة أن القوانين أو الدستور يوضع وفق ردود الأفعال!

يعني ظروف مؤقتة، أو جهات معينة لها مصالح وتسيطر على الإعلام والمال، تحرك البلد كلها والغوغاء، وتنتج القانون الذي يحقق مصالحها، أو تكتب الدستور بالطريقة التي تناسب عواطفها وأهواءها ورغباتها في هذا الوقت!

هذه الرغبات تتحول إلى قوانين تكون مبنية على قصص فردية، أو ظروف مؤقتة تمر بها البلد: “واحد راجل ضرب واحدة ست، الإعلام يهيص، نعمل قانون يربط الرجالة كلهم!”، رغم أنها حادثة، أو بضعة حوادث، مقابل ملايين الرجال الطبيعيين!

قصة تاجر نفذ عملية نصب، الإعلام يثور، نصوغ قانونًا يحبس التجار كلهم، رغم أنه تاجر واحد غير محترم، من ملايين التجار المحترمين.

مشكلة مؤقتة مثلًا؛ نقص المياه أو تلوث الهواء، الإعلام يثور والناس تهيج، نصوغ قانونًا يفرض ضرائب على شرب الماء وتنفس الهواء، أو تُفرض عشرات التصاريح من جهات رقابية لحماية البيئة والشعب والوطن، أي كلام، المهم رد فعل.

طائرة وقع فيها انفجار، يصوغون عشرين قانونًا وينغصون على ملايين المسافرين ويعطلونهم تحت شعار الأمن والأمان!

حادث إرهاب فردي، تظهر مئات القوانين ضد المسلمين وغير الأوروبيين!

القوانين العادلة

هذه قصة أغلب القوانين والدساتير في العلمانية والديمقراطية، تحت شعار حماية الشعب والقانون، وإلخ من الشعارات.

طيب ما المفروض؟! ما الصح؟! الصح أن تكون القوانين والدساتير مبنية على شيء من اثنين:

شريعة ربانية؛ دين، وليس بضعة أناس لهم مصالح أو أهواء مؤقتة بسبب حادثة أو إشاعة أو ظروف مؤقتة متقلبة متغيرة، شريعة ربانية يضعها طرف محايد خارجي، ربنا الله الخالق الذي خلقنا.

معها قوانين وشروح مبنية على الإحصاء! يعني مثلا، لو حادث فردي أو تاجر واحد نصاب وسط مليون تاجر، غير لو 80% من التجار أو الأشخاص، لو مشكلة مستمرة لعشرات السنين، غير مشكلة تحدث مرة كل عشر سنين ويهلل لها الناس!

القوانين العادلة هي التي تُبنى على الدين والإحصائيات والأرقام، وليس على الأهواء والشعارات ورد فعل الأحداث الفردية والظروف المؤقتة.

مقالات ذات صلة:

لماذا يكذب الإعلام

دور الفلسفة في عقلنة الشباب ومواجهة التطرف والإرهاب

العدل والقانون والخرافات!

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس