مقالاتقضايا وجودية - مقالات

فيروس كورونا: “يا أيها الإنسان لست وحدك في هذه الحياة”!

هل هو عقاب إلهي؟

هل من الممكن أن يكون فيروس كورونا عقابًا إلهيًا؟ بعد طول تفكير في هذا السؤال نظرا لكثرة القيل والقال فيه ما بين مؤيد ومعارض – أظن أنه لا علاقة لذلك بالعقاب الإلهي، وإذا كنا نتكلم هكذا لوجب اعتبار أنفسنا -نحن البشر- عقابًا إلهيًا على بقية المخلوقات!

لما نحدثه من تلوث الهواء، وما يضر ذلك من بقية المخلوقات المرئية منها وغير المرئية، وما نحدثه من تلويث البحار والمحيطات والأنهار، وما يحدثه ذلك من أضرار لسكان هذه المسطحات المائية، وما يحدثه بني الإنسان من إحراق الغابات والإضرار بالمسطحات الخضراء، وإشعال الحروب والصراعات إلى آخر مصائب وكوارث البشر.

رسالة من المخلوقات الآخرى

ظهور فيروس كورونا كأنه رسالة من المخلوقات الأخرى في هذه الحياة للبشر: “ما ظنكم؟ أحسبتم أنكم وحدكم في هذه الحياة؟ إنكم تُذكّروننا دائمًا -وما أكثر ما تذكّروننا- بأنكم موجودون، بما تفعلون من كل ما شأنه أن يضر بالحياة من حولكم، وبسكان هذه الحياة من المخلوقات الأخرى، نحن أيضًا نذكركم بوجودنا، نحن موجودون أيها الإنسان، لست مخلوقًا وحدك في هذه الحياة”.

لقد وصل الإنسان إلى الغرور بما أخذه من نواصي العلم، ظن أنه المخلوق الوحيد الأوحد في هذا الكون، وانزعج من شئ لا يعرف عنه العلم شيئا حتى الآن، لمجرد تجرؤ هذا الشيء على إظهار نفسه “فيروس كورونا”، موجود من ضمن أعداد لا حصر لها ولا عدد من الموجودات التي تشاركنا الحياة فى هذا الوجود.

هل هي الرسالة الأولى؟

وهذه الرسائل تظهر لنا كي ننتبه أننا مشاركون في هذه الحياة من موجودات أخرى، لقد تعددت الرسائل وغفلة البشر واحدة، ومما أتذكره من رسائل في تاريخنا المعاصر “الإنفلونزا الإسبانية” والتي كانت في أوائل القرن العشرين، و رسالة “وباء الملاريا” المنتشر في الداخل الأفريقي حيث الغابات والمستنقعات والذي كان من الأسباب القوية في وقف زحف الدعوة إلى الدين الإسلامي لخوف الدعاة من دخول مثل هذه المناطق واقتصر الإسلام على السواحل الإفريقية والشمال الإفريقي،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وفيروس نقص المناعة المكتسب “الإيدز” و”الإيبولا” و”السارس” و”إنفلونزا الخنازير” و”إنفلونزا الطيور”، والفيروس المتسبب فيما يعرف بجنون البقر والذي يصيب الجهاز العصبي للحيوان حتي يقضي عليه مسببا له الهياج المفضي إلى الموت وما تبع ذلك وقتها من العديد من التوصيات الطبية بضرورة الطهي الجيد للدجاج واللحوم حتى لا يصيب جهازنا العصبي من هذا الفيروس نصيب.

لا بد من الاحترام

كلها رسائل من موجودات أخرى للإنسان: “لست وحدك في هذا الوجود، توجد موجودات أخرى”، هي رسائل تتلخص في رسالة واحدة “أيها الإنسان، أظهر احترامك للحياة حتى تحترمك الحياة”، هذه هي الرسالة التي يجب على الإنسان أن يتنبه لها ويحسن استقبالها ويفهمها،

ولا يسارع بإلصاق ذلك بالعقاب الإلهي، أم أن ذلك توجه قديم للإنسان؟ أن ينسب المجهول الذي لا يفهمة لخالق هذا الكون ليخلص نفسه من عناء البحث، أو يجعل من هذا المجهول إلهً يُعبد ويُتزلف وتُقدم له القرابين.

اقرأ أيضا:

كوفيد 19، ضروريات مجتمعية لمواجهة الفيروس

ليه الشر؟ الدنيا جنة ولا نار؟

أفكار تحارب الفيروس!

على زين العابدين

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة