الفيلسوف الهندي طاغور
سأحكي لكم اليوم عن الأديب والفيلسوف الهندي طاغورRabindranath Tagore، فقصته بها الكثير من الدروس، ولد في 1861 ميلادية لأسرة أرستقراطية تتميز بالعلم والاهتمام بالثقافة، وكان الابن رقم 12 لأبويه، تعلم طاغور ثم سافر إلى إنجلترا لإكمال تعليمه، لكنه رجع قبل الحصول على شهادة، تزوج في سن 22 عاما من زوجته وكان عمرها 10 سنوات، وأنجب منها 5 أطفال، وكان الحب بينهما شديد،
وكتب ديوان شعر بستان الحب في عشقها، وأسس طاغور عدة مدارس وجامعة لتعليم الهنود، وله الآلاف من القصائد الشعرية والعشرات من الروايات والكتب والقصص، والكثير من الرسومات والأغاني والألحان، فكان متعدد المواهب، وبدأ الرسم في سن 60 سنة وله عدة معارض، فكان عبقريا ومتفوقا في كل هذه المجالات.
حصوله على جائزة نوبل
وقصة شهرته العالمية وحصوله على جائزة نوبل تستحق التوقف، كانت كل أشعار وكتابات طاغور باللغة البنغالية والسنسكريتية، وفي إحدى رحلاته إلى إنجلترا سنة 1912 قرر أن يسلي وقته على ظهر السفينة بترجمة أشعاره إلى الإنجليزية، وحين اطلع عليها بالصدفة أحد أصدقائه الإنجليز انبهر بها، وتمت ترجمة أعماله، وحصل على جائزة نوبل للأدب في 1913 فكان أول شرقي يحصل على جائزة نوبل، وبعدها أعطاه ملك إنجلترا وسام الفارس، ولكنه تنازل عن هذا الوسام احتجاجا على فظائع الإنجليز في بلاده الهند حين قتلوا 400 متظاهر في أحداث مجزرة أمريتسار.
ما نتعلمه من الفيلسوف المبدع
ومن أفكاره الشهيرة كراهيته للتعصب وتشجيعه للحب العالمي، ومن كتبه رواية جورا التي تهاجم التعصب الهندوسي، مما تسبب في غضب بعض الهنود منه، كما أنه لم يكن مؤيدا لأسلوب غاندي في مقاومة الاستعمار، لأن غاندي لم يهتم بالارتفاع بمستوى الهنود الثقافي والفكري، وهو ما أثبتته الأيام في ما بعد،
حيث انسحبت إنجلترا من الهند ليس بسبب مقاومة الهنود بقدر ما بسبب ضعف إنجلترا وعدم قدرتها على الاحتفاظ بمستعمراتها بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ما أدى إلى موجة تحرر بلاد كثيرة، لكن بلادا يملأها الجهل والفقر، مما نتجت عنه حروب أهلية قسمت الهند إلى 3 بلاد، أو وقوع بلاد أخرى تحت ديكتاتوريات وإحتلال غير مباشر.
مات طاغور سنة 1941 ولكن اليوم تعلمت الهند الدرس من طاغور، وتهتم بالحريات والديمقراطية والتعليم والإبداع، كثير من الدروس نتعلمها من هذا الفيلسوف المبدع، وأنصح بقراءة كتبه وأشعاره فهي تحرك النفوس والقلوب.