قضايا شبابية - مقالاتمقالات

عيد الزوجة .. “الفلانتاين” لماذا نسمِّه عيد الزوجة بدلا من عيد الحب؟

*بمناسبة عيد الزواج الذي يحين موعده هذه الأيام من شهر فبراير..

-لحظة يا أستاذ.. تقصد الفلانتاين!

*لا أقصد عيد الزوجة، فالفلانتاين عيد غير مصري غير عربي غير إسلامي، وحين نُدخل إلى مجتمعاتنا مناسبات أو احتفالات كهذه، لتصبح جزءا من ثقافة مجتمعاتنا علينا جيدا أن ننتبه للترجمة، وللمصطلح.

فترجمة الفلانتاين بعيد الحب ترجمة غير مناسبة أخلاقيا واجتماعيا ودينيا لنا، ترجمة سمحت لنا أن نظن أنه يصح لأي شاب وفتاة أن يحتفلا بالحب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

-يعني أنت ضد عيد الحب، أو تريد أن يكون للمتزوجين فقط!

لماذا عيد الزوجة بدلا من الفلانتاين؟

*في الحقيقة أنا رجل يعيش على ما في خياله من حب، والحب جميل لكن حين يكون حبا وليس شيئا آخر، سأتكلم عن ذلك لاحقا، لكن دعني أوضح لك لماذا أترجمه بعيد الزوجة..

-نعم، لو سمحت اشرح لي.

*الأعياد والمناسبات الاجتماعية تنشأ لأسباب اجتماعية ابنة بيئتها، وتحمل ثقافة وقيم وعادات البيئة التي تنشأ فيها، وحين يتم عولمتها، أي جعلها مناسبات عالمية لكل المجتمعات، طبعا تسعد الدول التي تنشر ثقافتها ويتم تقليدها، لكن الدول التي تستورد هذه المناسبات عليها أن تدرك الآتي:

  • إذا كانت هذه المناسبة ابنة بيئة، فهي لها أسبابها وخلفياتها في تلك البيئة.
  • قد لا تتناسب تلك الخلفيات والمناسبات مع قيم المجتمع.
  • وأخيرا عند التطبيق علينا أن ننتبه كي نطبق المناسبة بصورة مناسبة لنا.

العلاقة المسموح بها بين الرجل والمرأة

العلاقة في مجتمعنا بين الرجل والمرأة هي علاقة زواج، ففي النهاية الإعجاب والحب يجب أن يكلل ويتأكد بارتباط شرعي هو الزواج، إذن فالشاب والفتاة إما مخطوبان أو متزوجان، ساعتها يمكنهما أن يتبادلا الهدايا في عيد الزوجة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أما غير ذلك من علاقة بين شاب وفتاة، فما مصيرها؟ ما مصير أن يعترف كل منهما للآخر بالحب؟ بعد الجدل وملاحظة الواقع والدفاع عن الحب ومشاكله وإلخ عزيزي وعزيزتي إنه الزواج، ولا شيء آخر، وهذه خبرة معظم الأجيال السابقة، ويمكنك أن تسأل!

إن أحببت فتاة فإما أن تستطيع أن تعيش معها كزوجين متحابين، أو أنك لن تقترن بها، أي ظروف بعد ذلك يمكنك أن تفكر فيها؟ ويمكنك أيضا ألا تكون أنانيا، فلا تفكر في حبك فقط، فكر في الفتاة وأسرتها، وأختك أيضا وأسرتك، والضوابط الاجتماعية إلخ.

ستكتشف أن الترجمة المناسبة لنا هو ما يربط الرجل بالمرأة ليعبّرا عن الحب ويعيشاه، أما أن يأتي شاب ليقول لفتاة: أحبك، فما أسهل ذلك، لكن إذا لم يكلل بزواج مشروع فما نهاية هذا الطريق؟

لماذا لم نسمِّه عيد الزواج؟

-ماشي، حسنا لماذا لم تسمِّه عيد الزواج؟

*لأنه عيد الغالب فيه أن يعبر الرجل فيه للمرأة عن الحب، فهي محل الاهتمام، كما أننا نعرف أن معظم الاهتمامات هنا تصب لصالحها هي، والمرأة يعجبها ذلك، فلم لا يكون عيد الزوجة؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

بهذه الترجمة نعبر عن مجتمعنا وأنفسنا تعبيرا صحيحا، ونؤكد أننا مهما استوردنا أو تماشينا مع شيء شاع وانتشر بفعل ثورة الاتصالات فإننا دائما سنحتفظ بهويتنا، وأن العلاقة المسموح بها عندنا بين الرجل والمرأة بقصة حب ملهمة أو غير ذلك هي الزواج.

الإطار السليم للحب

-طيب والحب.

*الحب هو أن ترى أختك سعيدة مع من تحب في عش الزوجية، لا يوجد رجل ناضج يكره أن يرى أخته سعيدة مع حبيبها زوجها، ولا تحب أبدا أن تراها متمسكة بوهم لأن أحدهم استغل رقتها كامرأة وحاجتها للحب فقال لها (وإن كان صادقا لكن طريقه للزواج طويل) أحبك، تلك الكلمة السحرية التي نظن جميعا أننا سندخل من بابها إلى عالم أسطوري،

وسنقابل قيسا وليلى هناك، مع أننا لسنا أسطوريين، وحبنا حب عادي يمكن أن يُنْسَى، كل منا يظن أنه سيعيش قصة أسطورية، الأساطير تحتاج إلى شخصيات أسطورية، لكن حبيبتك التي ستتعارك معها على نجفة الصالون وعدد الستائر في الشقة، هذه وأنت شخصان طبيعيان في الحياة، فلا تحمل نفسك ما لا تطيق، ولا تهدم قواعد المجتمع الآمنة في لحظة تسرع.

رسالة أخيرة.. زوجتي العزيزة كل عيد زوجة ونحن معا.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضاً:

سلوك العاشقين

العشم والعشرة فى غير موضعهما 

 بيدك أذيت نفسك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

********

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

د. محمد السيد قياسة

مدرس اللغويات – كلية اللغة العربية بالمنصورة – جامعة الأزهر

مقالات ذات صلة