مقالاتفن وأدب - مقالات

عالم الطبقية

مراجعة لفيلم سجن الطبقات

رجل متوسط فى العمر يستيقظ ليجد نفسه فى إحدى السجون العمودية مع رجل عجوز آخر وبعد حوار ونقاش دار بينه وبين الرجل العجوز؛ تبين أنَّه تم إيداعه فى ذلك السجن والذى تم تصميمه على هيئة طوابق متتابعة حيث يقبع فى كل طابق من ذلك السجن سجينان فقط

ويتم إنزال الطعام بشكل تدريجى لمدة من الزمن، ثم ينزل إلى الطابق الأسفل حتى ينتهى إلى الطابق الأخير والذى لا يصل إليه أى شئ من الطعام وفى ذلك المقال نستعرض بعض الأفكار التى حاول الفيلم إيضاحها.

طبقات المجتمع :-

يوضح الفيلم النظرة الحقيقية فى مجتمعنا حيث السجن ما هو إلا صورة مصغرة من الطبقية التى توجد فى مجتمعنا حيث أنه عند وجود طبقة غنية فهى لا تكترث للفقراء أو الطبقة التى هى أقل.

وكذلك الطبقة الفقيرة فهى تلقى بكل اللوم على الطبقة الغنية دون سعى للارتقاء وهذا ما ظهر بوضوح حيث يأكل أصحاب الطبقات العليا الطعام بكثرة دون الاهتمام بالطبقات الدنيا أو محاولة أخذ القسط الكافى من الطعام فقط. ولكن فى مجتمعنا يتم تقسيم الطبقات من حيث المال وهذا خاطئ ولكن يجب أن يكون التقسيم من حيث الارتقاء فى العلم والأخلاق لا المال والسلطة فقط .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

السعادة الزائفة :-

يناقش الفيلم السعادة والنظرة إلى السعادة حيث نجد أنه بالرغم من وجود الطعام بوفرة وكميات كبيرة فى الطبقات العليا إلا أنه نجد الكثير من أصحاب تلك الطبقات يُقدم على الانتحار بشكل يومى وذلك بسبب فقدان الشغف فى الحياة.

وهذا ما يعكسه عالمنا الحقيقى حيث نجد أن فى المجتمعات الأوربية خاصة المتقدمة منها ترتفع نسبة الانتحار برغم توافر كافة الظروف المعيشية المناسبة وذلك بسبب الربط بين السعادة والمال وجعل المال هو الغاية للسعادة وليس الوسيلة؛ فالمال هو وسيلة لتحقيق السعادة ولكنه ليس السعادة بحد ذاتها إنما السعادة الحقيقية تكمن فى ارتقاء الإنسان بالعالم والمعرفة والارتقاء بالاخلاق ليس بالمال فقط.

نظرة على الواقع :-

يوضح الفيلم فكرة الشراهة فى الاستهلاك دون الحاجة؛ فأصحاب الطبقات العليا يأكلون بشراهة بالرغم من عدم احتياجهم لذلك وعلى الرغم من أن الطعام الذى يُقدم يكفى جميع من هم فى الطوابق إذا تم توزيعه بصورة عادلة وتظهر تلك الصورة فى ما حدث فى الفترة الماضية ومع انتشار فيروس كورونا حيث سعى الكثير إلى تخزين العديد من السلع بشكل كبير وكميات هائلة دون الحاجة لها؛

مما أدى إلى حدوث نقص حاد فى تلك السلع وبالتالى أدى إلى ارتفاع هائل فى أسعارها وهذا ما يحاول البطل فى نهاية الفيلم أن يوقفه عن طريق إعطاء كل فردين ما يحتاجونه فقط من طعام دون الإفراط وهذه الفكرة قد تكون مقاربة لما يحدث فى مجتمعنا وسيطرة الرأسمالية حيث تتركز الثروات فى أيدى أقلية وهم من يحددون ماذا يعطون للطبقات الأقل؛ فإذا تم القضاء على هذا الفكر؛ فإنه سوف يكون هناك توزيع عادل للثروات ولن تنتشر السرقة والجرائم.

اقرأ أيضاً:

إما أن تأكل أو تؤكل

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الصناعات الخفية

الجوع والانتفاع المادي

مصطفى عاطف

عضو بفريق بالعقل نبدأ الصعيد

مقالات ذات صلة