طالب صيدلية الزقازيق
قامت دفعة كلية الصيدلة بجامعة الزقازيق بعمل ممر شرفي لزميل لهم في لمسة شديدة الإنسانية تقديرا لكل المساعدات العلمية التي قدمها لهم هذا الزميل طوال مدة الدراسة، فلم يكن الطالب يبخل عليهم بأي ملخصات يطلبونها ولا بشرح أي جزئية غامضة لأي واحد من زملائه، وكانت هذه اللمسة خير دليل بأن جزاء الإحسان هو الإحسان وأن
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف عند الله والناس
وأعتقد أن نموذج هذا الطالب المتفوق المحترم موجود في كل جامعات ومعاهد مصر، ويبدو أن هذه فطرة فطر الله عليها بعض عباده، وهو أن ينشروا العلم الذي تعلموه، لأن من يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغن عنه ويذمم، ولا يوجد أحقر من الأستاذ الذي يبخل بمعلومة على تلميذه لكيلا يتفوق عليه، أو الطالب الذي يتخابث على زملائه لنفس السبب ولا يبارك لهما الله في علمهما أبدا.
ومن عظمة الله عز وجل على عباده أن جعل لكل فعل طيب ثوابين عاجلا وآجلا، والثواب العاجل الوقتي في شرح العلم للزملاء والتلاميذ هو أن ترسخ وتثبت هذه المعلومات في رأسك أكثر، بل وتفهمها بشكل أكبر وأنت تحاول أن تشرحها للآخرين، وكان الكاتب برنارد شو يقول شيئا مماثلا وهو أنك إذا أردت أن تفهم أي شيء غامض عليك فقم بشرحه وتدريسه، وكل شيء يقل بالعطاء إلا العلم فهو يزداد.
وفي النهاية كم نحن سعداء بهذا الطالب المتفوق الجميل، وأسعد بزملائه النبلاء الأوفياء، ونرى في هذه القصة سنة حسنة نتمنى لها الذيوع والانتشار لاستعادة الثقة في كل القيم الجميلة التي اندثرت ونتمنى لها أن تعود وأن تكون هي القاعدة لا الاستثناء.
اقرأ أيضاً:
سلسلة المهارات الحياتية الواجب تعليمها للطلاب
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.