جابرييل جارسيا ماركيز
رواية “مئة عام من العزلة” وزعت 50 مليون نسخة ولاقت نجاحًا واحتفاءً، وفاز كاتبها جابرييل جارسيا ماركيز بنوبل، كل هذا وتشعر وأنت تقرأها بالملل وعدم الاقتناع.
رواية مائة عام من العزلة
الأحداث المفككة والتي يفترض أنها واقعية، ملأها الكاتب باللا معقول والأشياء التي لا يصدقها عقل، مثل الجندي الذي قتل بطلقة واحدة وكانت رائحة البارود تنبعث من جثته بحيث تشمها البلد كلها!
غسلوا الجثة مرارًا وتكرارًا وما زالت رائحة البارود المنبعثة منها تزكم الأنوف في أرجاء البلد، فقرروا سلق الجثة حتى تضيع الرائحة، فقاموا بالفعل بغليها لكن الجثة اهترأت من السلق.
لملموها وقرروا دفنها حتى تدفن رائحة البارود معها –وتسأل نفسك ولماذا لم يفكروا بدفنها قبل السلق؟– المهم أنهم عندما دفنوها ظلت رائحة البارود منبعثة منها بحيث تشمها القرية كلها، لا تدرى كيف! –كل هذا من طلقة رصاص واحدة.
قرروا أن يبنوا بناء فوق القبر حتى تمتنع الرائحة، لكن البناء لم ينجح في منع رائحة البارود من الانبعاث من الجثة، لتظل تغمر البلد كلها وتزعج الناس في نومهم وصحوهم، فتم بناء قبة خرسانية فوق الحجرة التي بنوها فوق القبر لعلها تمنع رائحة البارود.
شطحات بلا هدف
ما كل هذا؟ وكيف لرائحة طلقة بارود واحدة أن تزعج بلدًا بأكمله ولا شيء يفلح في التخلص منها مطلقًا؟ مع أن الرواية تتحدث عن سيرة عائلة، يعني يفترض أنها واقعية لا خيالية.
قد يتصور من يسمع هذا الكلام أن موضوع الرائحة رمزي، لكن أولًا الرمز في الرواية الواقعية لا يخرج إلا من حدث واقعي أيضًا، وثانيًا الرواية فيها حرب أهلية وحرب استعمارية والقتلى بالآلاف، فلماذا هذا الجندي بالذات الذي كانت للرصاصة التي قتلته كل هذه الرائحة، التي أعيت إزالتها الحيل؟ لماذا اختصوه بالرمز دون غيره؟ ولماذا لم تنبعث نفس رائحة البارود من باقي الجثث وتسبب نفس المشكلة؟
قس على ذلك، فهذه الشطحات تملأ الرواية بلا أي هدف.
رواية الحب في زمن الكوليرا
ستجد هذا الاستهتار بالقارئ وبالمنطق في روايات ماركيز عمومًا، مثل رواية “الحب في زمن الكوليرا“، وهي ويا للعجب رواية ليس فيها كوليرا من الأساس، إلا مجرد إصابة إحدى الشخصيات بالكوليرا لليلة واحدة، ثم تجده وقد شفي وتوجه إلى عمله في المشهد التالي مباشرة، لا تدرى كيف!
دون أي تركيز على موضوع الكوليرا بعد ذلك أو قبل ذلك، ودون أن يكون للكوليرا أي تأثير في الأحداث على الإطلاق، فيتضح لك أن الاسم كان للإثارة فقط وبهدف جذب القارئ، على أمل أن تشده فكرة الحب في وجود وباء الكوليرا وكيف سيكون ذلك، لكنه كان مجرد خداع، والأحداث لا تتعلق بالكوليرا من قريب ولا بعيد.
تحليل الرواية
“الحب في زمن الكوليرا” في نظري رواية غير مهمة من ناحية القيمة الأدبية، وهي مثل “مئة عام من العزلة” لا تجد لها هدفًا محددًا، ومن الواضح أن “الحب في زمن الكوليرا” ليست رواية واحدة، بل هما روايتان قرر ماركيز أن يضمهما في رواية واحدة لتكون طويلة، رغم أن الروايتين لا صلة بينهما على الإطلاق، إلا صلة مصطنعة بخيط ضعيف جدًا غير مقنع، افتعله الكاتب ليجد مبررًا في جعلها رواية واحدة، بينما الحقيقة أنه شعر أن كلًا منهما لا تصلح رواية وحدها فلعله إن ضمهما برابط ما يستطيع أن يقدم رواية طويلة وذات ثقل.
في الرواية الثانية داخل الرواية تجد شابًا يعشق فتاة من أول نظرة، لكنه يفشل في الزواج بها، فيظل يحبها طول العمر، وبعد أن يموت زوجها يتزوجها وهي حينئذ في الثالثة والسبعين من عمرها!
ليس في هذه الرواية عمومًا شيء غير هذا الحدث الذي لا يكاد يصدقه أحد، فعلى أي أساس يعتبرون ماركيز كاتبًا عظيمًا؟ وكيف فاز بنوبل؟ وكيف نجحت أعماله وانتشرت؟ لا أعرف!
مقالات ذات صلة:
المعاني الكامنة في سيرة نجيب الريحاني
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*********
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا