ثقافة اللقطة
تشاهد فيلم مدته ساعتين أو تسمع قصة أو تقرأ رواية عن شاب متهور يحب فتاة متهورة، وينتهي الفيلم نهاية سعيدة، فتفرح وتتعلم من هذا الفيلم أن التهور ليس مشكلة، ولا تسأل عقلك ماذا حدث لهذا الشاب المتهور والفتاة المتهورة بعد نهاية الفيلم السعيدة، هل أنجب أبناء وعاملهم بغباء وحماقة؟ هل حدثت خلافات شديدة دمرت الأسرة؟ هل فشل في عمله وأصبح عاطلا ودخل في مشاكل مع الفتاة المتهورة؟
فيلم البطل الخارق.. هل استمر خارقا؟
فيلم الرجل الشرير.. هل استمر شريرا؟
فيلم يقدم لك المسلم الملتزم أنه شرير أهبل، والراقصة أنها طيبة تستحق التعاطف، والأوروبي أنه ذكي لا يقهر، والأسود أنه ضعيف مفعول به.
استغلال العقول
من نقاط ضعف العقل البشري ثقافة اللقطة، أن تسمع أو ترى صورة شخص في موقف شجاع فتتخيل أن هذا الشخص كان شجاعا طوال عمره، بينما ربما تكون الحقيقة أن هذه الصورة هي لحظة الشجاعة الوحيدة في حياة هذا الشخص وباقي حياته جبان!
أن نسمع حكمة أو مقولة قالها أحدهم عن العبادة والخشوع، أو العواطف، أو الأخلاق، لنفترض أنه شخص مؤمن متدين أو على خلق أو عاطفي طوال عمره! بينما ربما تكون الحقيقة أن هذه المقولة الشهيرة كانت في اللحظة الوحيدة الجيدة في حياة هذا الشخص والقريب فيها من الله، بينما باقي عمره شرير قاس!
يجب أن نقاوم نقطة الضعف هذه التي تستغل كسل العقول وارتياحها لتكوين صورة متسرعة من بضعة صور أو لحظات أو كلمات، لأن الإعلام والأفلام والصور تخترق عقولنا منها! يجب أن تفكر في كل صورة وكل مشهد وكل كلمة، وتقيس ما ترى على مرجعية العقل والدين والحكمة والمنطق.