مقالات

ديناميكية التغيرات المناخية المعاصرة وتداعياتها السلبية على النواحي الاجتماعية والاقتصادية

في البداية سوف نتطرق إلى نظرة سريعة عن التغيرات المناخية، فالتغيرات المناخية ظاهرة عالمية ذات تأثيرات محلية، إذ أدى التغير المناخي المتسارع على مدى العقود الماضية إلى تفاقم كثير من المشكلات البيئية، التي تعانيها البشرية في وقتنا الراهن معاناة حادة جدًا، وكذلك دول حوض البحر المتوسط إذ تنتج تلك المشكلات عن تضافر عدة عوامل مثل التغيرات في استخدام الأراضي (Land Use)، وزيادة التلوث وتراجع التنوع البيولوجي (الحيوي).

كما تشير التغيرات الحالية والسيناريوهات المستقبلية لتغيرات المناخ إلى وجود مخاطر كبيرة وتأثيرات متزايدة على مختلف النظم البيئية والحيوية الهامة، مثل المياه والغذاء والصحة والأمن خلال العقود القادمة. (احذروا القادم مصير البشرية قاب قوسين أو أدنى).

على الرغم من أن سياسات التنمية المستدامة (Sustainable Development) لدول العالم بحاجة ماسة إلى التخفيف من هذه المخاطر، إضافة إلى النظر في خيارات التكيف، فإنها تفتقر حاليًا إلى معلومات كافية –خصوصًا لدول جنوب البحر المتوسط (دول شمال إفريقيا) وهي الأكثر تأثرًا– وذلك نظرًا لمحدودية خطط المراقبة المنهجية ونماذج التأثير، ويُبذل حاليًا عديد من الجهود والمساعي الدولية لتجميع المعرفة العلمية، التي تهدف إلى توفير فهم أفضل للمخاطر مجتمعة عبر جهود شبكة الخبراء المعنية بالتغيرات المناخية (Climate change) والبيئية في العالم.

لكي نضع أيدينا على مفهوم التغيرات المناخية لا بد أن نعرف أن الطقس ليس المناخ، ويتضح ذلك من التعرف على ديناميكية المناخ التي تتمثل في مرور ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة امتصاص الأشعة الشمسية بواسطة أسطح البحار والمحيطات واليابسة، ثم تنبعث الأشعة تحت الحمراء من الأرض، جزء من الحرارة يهرب إلى الفضاء الخارجي، مما يسمح بتبريد الأرض نسبيًا، لكن جزءًا كبيرًا منها يظل محاصرًا بسبب غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، مما يحافظ على دفء كوكب الأرض بما يكفي لاستمرارية الحياة.

أيضًا، لا بد من التعرف على العلاقة بين الطقس والمناخ والاحتباس الحراري ودور غازات الاحتباس الحراري في إحداث التغيرات المناخية، كما سبق الذكر فالطقس ليس المناخ، فالطقس ما يحدث خارج الشباك الآن، أي وصف حالة الجو من حيث متوسط درجات الحرارة والضغط الجوي والرطوبة والرياح وغيرها من العناصر، في مدة زمنية قصيرة وفي منطقة محددة، ويمكن أن تتغير حالته بسرعة مما يتسبب في صعوبة التنبؤ به.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أما المناخ يعرف بأنه متوسط سنوات طويلة من مراقبة الطقس، أي أن المناخ طويل الأمد، وهو تغيرات موسمية يصف حالة النظام المناخي في منطقة واسعة، ويقاس على فترات طويلة من الزمن.

الاحتباس الحراري ودوره في إحداث التغيرات المناخية (Global Warming and its role in causing climate change)

يعرف الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي بأنه ارتفاع حرارة كوكب الأرض، الذي يشمل اليابسة والماء، كما عرفته الموسوعة البريطانية على أنه ظاهرة زيادة معدل حرارة الهواء القريب من سطح الأرض، التي بدأت في الظهور قبل نحو قرنين من الزمان نتيجة للنشاط البشري الذي ظهر مع بداية الثورة الصناعية.

يُعد العالم السويدي سفانتي أرينيوس (Svante Arrhenius) أول من تحدث عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وكان ذلك قبل أكثر من مائة عام تقريبًا، فقد أشار إلى أن الغازات في الجو تحبس حرارة الشمس وتمنعها من النفاذ إلى الفضاء، كما قدم ورقة بحثية علمية في عام 1895م أكد فيها أن التغيير البسيط في انبعاثات الغازات قد يؤدي إلى حبس كمية كبيرة من الحرارة.

وقد أكدت كثير من الأبحاث العلمية هذا الأمر، ومنها دراسة “نيريلي أبرام” من جامعة أستراليا الوطنية، إذ أكدت في دراستها أن تلك الظاهرة نشأت مع بداية الثورة الصناعية في الفترة بين عامي 1830 – 1850م، بعكس الاعتقاد السائد أن ظاهرة الاحتباس الحراري ظاهرة حديثة، في حين أن نتائج تلك الظاهرة أصبحت واضحة ومرئية ومحسوسة للعالم أجمع في نهاية القرن التاسع عشر، وقد بدأت تلك الظاهرة في نصف الكرة الشمالي والمحيطات الاستوائية، أما نصف الكرة الأرضية الجنوبي فقد ظهر الاحتباس الحراري فيه متأخرًا، وربما يرجع ذلك إلى التوسع الكبير للمحيطات الذي يسحب الحرارة لطبقات أكثر عمقًا.

اقرأ أيضاً: الأرض تختنق

غازات الاحتباس الحراري المسببة للاحتباس

هي غطاء في الغلاف الجوي من ضمن وظائفها الحفاظ على الحرارة في الداخل، وأهم غازات الاحتباس الحراري ثاني أكسيد الكربون، الميثان، أكسيد النيتروز، وبخار الماء. ويمكن تقسيم هذه الغازات إلى نوعين: غازات طبيعية تتمثل في ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج من مصادر الطاقة ووسائل النقل والمواصلات المختلفة، وغاز الميثان الذي ينتج من الزراعة والمخلفات، وأكسيد النيتروز وينتج من صناعة الأسمدة واستخدامات الأراضي، وغازات مخلقة مثل مركبات الهيدروفلوروكربون وينتج من غازات التبريد وصناعة الألمونيوم، ومركبات البيروفلوروكربون وينتج من غازات التبريد وصناعة الألمونيوم، وسادس فلوريد الكبريت وينتج من المواد العازلة في قطاع الكهرباء.

أسباب زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوى

هنا وجب معرفة أسباب زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري، التي تتمثل في: المخلفات الصلبة والعمليات الزراعية وحرق الوقود الأحفوري والعمليات الصناعية، والأراضي الرطبة وحرائق الغابات والقطع الجائر للغابات. وتتمثل توقعات التأثير المستقبلي للاحتباس الحراري والمسبب للتغيرات المناخية على كوكبنا الأرضي فيما يلي:

  • استمرار الارتفاع في درجات حرارة كوكب الأرض، إذ سجلت الكرة الأرضية أعلى معدلات ارتفاع درجات الحرارة في تاريخها في هذا العام (2023م).
  • زيادة مدة موسم النمو في المحاصيل الزراعية، ومن ثم حدوث زيادة في بعض المحاصيل وتناقص بعضها الآخر، مما قد يتسبب في حدوث المجاعات في العالم وحِدة أزمة الغذاء في عالمنا المعاصر.
  • التغير في نمط سقوط الأمطار، وهذا ما حدث في كثير من نطاقات العالم.
  • زيادة قوة الأعاصير وحدتها، وهذا ما نلاحظه في عالمنا المعاصر بقوة، كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الخليج العربي مثل دولة البحرين العربية الشقيقة.
  • زيادة حدوث الجفاف وموجات الحر الشديدة، وهذا أيضًا لُوحظ في السنوات الأخيرة مثل حدوث جفاف شديد وتناقص في منسوب بعض الأنهار في العالم، مثل أنهار أوروبا التي جفت وظهر بها ما أطلق عليه أحجار الجوع وكذلك نهر الفرات، وكل ذلك يثير جدلًا كبيرًا في العالم.
  • ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة ذوبان الجليد.
  • خلو القطب الشمالي من الجليد.

 تغير المناخ تغير المناخ

 

 

 

 

 

السؤال المهم الذي يطرح نفسه على الجميع: كيف يتغير المناخ في عالمنا المعاصر؟

كيف يتغير المناخ؟

يتغير المناخ نتيجة زيادة النشاطات البشرية التي أدت إلى زيادة مستويات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتصنيع وإزالة الغابات والتلوث الذي أدى إلى زيادة تركيزات جميع تلك الغازات، وبعث بعض الغازات المخلقة التي لها نفس التأثيرات على الغلاف الجوي، مثل الهيدروفلوروكربونات وغيرها من الغازات المخلقة الأخرى.

ظاهرة الاحتباس الحراري الطبيعي تحتفظ بالحرارة على سطح الأرض، ومع زيادة تراكم الغازات نتيجة الانبعاثات البشرية بدأت ظاهرة التسخين العالمي أو الاحترار العالمي.

اقرأ أيضاً: التغيرات المناخية: ظواهر – مشكلات – حلول

أسباب تغير المناخ

تتمثل تلك الأسباب في: أسباب فلكية وتتراكم عبر عشرات الآلاف من السنين، وأسباب طبيعية نتيجة البراكين ونشرها للأيروسولات في الغلاف الجوي، وأسباب بشرية تتمثل في النشاطات البشرية، خاصة في الدول المتقدمة وبازغة النمو، والناتجة من حرق الوقود والصناعة والزراعة والتي يعزى إليها التغير الحالي في المناخ العالمي.

مردودات (تأثيرات) التغيرات المناخية:

  1. اختلال أنماط الأمطار ونوبات من الفيضانات والجفاف.
  2. ذوبان القطبين وارتفاع مستوى سطح البحار والمحيطات وغرق الدول الجزرية والدلتا.
  3. الصحة العامة وانتقال الأمراض الوبائية.
  4. الثروة السمكية وإبيضاض الشعاب المرجانية.
  5. انتاجية الأراضي الزراعية وزيادة احتياجاتها المائية.

الدلائل على أن التغير المناخي أصبح واضحًا جليًا في كل مكان:

الظروف الجوية القاسية اشتدت على مر السنين القليلة الماضية، التي نتج عنها (موجات حرارة متطرفة – تقلبات تدفق النيل – السيول – الجفاف – تملح الأراضي في دلتا النيل – العواصف الثلجية – الأعاصير – الحرائق البرية – ارتفاع مستويات البحار والمحيطات – ذوبان الصفائح الجليدية)، وأصبحت بعض الدول النامية مثل الصين والهند من أكبر المساهمين في الانبعاثات في عصرنا الحالي، وقد صاحب ذلك أيضًا ارتفاع معدلات تلوث الهواء، بينما تتحمل أوروبا والولايات المتحدة العبء التاريخي لتراكم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشرية المصدر.

كيف يؤثر الخلل المناخي على الحياة

يشهد كوكب الأرض في عصرنا كثيرًا من التأثيرات الحقيقية بسبب التغير المناخي، وبات كوكبنا الأرضي عرضة لتغيرات أكيدة في عديد من مجالات العمل المختلفة، والمهارات التي سيحتاجها عالمنا المعاصر في ظل تلك التغيرات، وعندما نفكر في التغير المناخي فإننا نفكر في العواقب البيئية فقط، مثل: ارتفاع مستويات البحار والمحيطات، وارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الأنهار الجليدية، وفي كثير من الأماكن في العالم كما في جنوب ولاية فلوريدا أو جبال الألب السويسيرية، إذ تؤثر هذه التحولات بالفعل على الحياة اليومية للبشر.

على سبيل المثال لا الحصر في ولاية ميامي يعاد بناء محطات معالجة المياه لتصبح أكثر ارتفاعًا، وكذلك حواجز الأمواج، كما تُصمم مواقف السيارات الآن وبها بوابات لمواجهة الفيضانات، وكذلك الارتفاع المحتمل في مستوى سطح البحار والمحيطات في المستقبل.

تغير المناخ

يصف الخبراء هذه الآثار الناتجة عن التغيرات المناخية بأنها عبارة عن قمة جبل جليدي. فالتغير المناخي يؤثر على كل نواحي الحياة حولنا، بداية من قطاع البنوك وحتى المؤسسات التعليمية والصحية، وكل ذلك ناتج عن انحدار حالة المناخ منذ زمن طويل، فظروف الطقس القاسية والتغيرات في درجات الحرارة تسبب خللًا يؤثر على النظم البيئية، كما أن الاختلالات في النظام البيئي تؤثر على قدرة الكائنات الحية على التكيف، فكلما زاد تعرضها للخطر من تغير المناخ قلت قابلية التكيف.

من المتوقع بحلول عام 2050م سوف تتعرض نحو ربع الكائنات الحية على وجه الأرض لخطر الانقراض، كما تتأثر الطيور المهاجرة وإيقاع هجرتها السنوي، فتُغير عديد من الطيور مساراتها، أو تقصرها أو تقوم بإلغاء الهجرة تمامًا، كما أن الملقحات أكثر عرضة للخطر إذا أصبحت هجرتها الموسمية غير متزامنة مع ازدهار وتوافر الرحيق، وإنتاج بذور النباتات آخذ في الانخفاض، مما يؤثر سلبًا على إنتاج المحاصيل في البلدان التي تقع تحت خط الاستواء، فظروف الطقس القاسية والتغيرات في درجات الحرارة تسبب خللًا يؤثر على النظم البيئية.

كما أن البشر يتأثرون بتغير المناخ، إذ يؤثر الخلل المناخي على الصحة العامة، فتقدر منظمة الصحة العالمية أن تغير المناخ الذي حدث منذ عام 1970م يقتل بالفعل أكثر من 140000 شخص سنويًا، وذلك بأمراض سوء التغذية والإجهاد الحراري وفشل القلب والأوعية الدموية وحساسية الجهاز التنفسي والأمراض التي تنقل عن طريق الماء والأمراض التي تنقل بواسطة الحشرات والأمراض العقلية ومرض الربو.

اقرأ أيضاً: الزراعة والفقر

تأثير الخلل المناخي على الصحة العامة

تؤثر التغيرات المناخية تأثيرات بالغة على الصحة العامة للبشر في كل أنحاء العالم، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن تغير المناخ الذي حدث منذ عام 1970م يقتل بالفعل أكثر من 140000 شخص سنويًا، كما شهدت الكرة الأرضية عام 2014م أسوأ موجات الحرارة، مع تسجيل 116 حالة وفيات.

أيضًا تشير التقارير هذا العام أن صيف 2023م سجل أعلى درجات الحرارة في كوكبنا على مر التاريخ، مع الإشارة إلى بداية حدوث ظاهرة مناخية طبيعية تعرف بظاهرة “النينو” في المحيط الهادي، ومن المحتمل أن ترفع درجة حرارة الكوكب وزيادة سخونته بالفعل بسبب تغير المناخ.

يؤكد العلماء وبخاصة الأمريكان أن ظاهرة النينو من المرجح أن تجعل الأرض عام 2024م أكثر الأعوام سخونة وارتفاعًا في درجة الحرارة، كما تؤثر التغيرات المناخية على كثير من الناس، إذ يعانون من أمراض الجهاز التنفسي بسبب حرق النفايات وزيادة تأثير الجزر الحرارية في قلب المناطق الحضرية، وتتأثر مصر بسبعة من الأمراض التي تنقل بواسطة الحشرات على الأقل، وهذا شيء يدعو إلى القلق على الصحة العامة، وذلك لأن تغير المناخ يمكن أن يوفر ظروفًا ملائمة لانتشار تلك الأمراض.

وقد قُدر أن الأمراض المنقولة عن طريق المياه تتسبب في أكثر من 2 مليون حالة وفاة، ونحو 4 ملايين حالة إسهال سنويًا.

تأثير الخلل المناخي على الأمن الغذائي

يرتبط التغير المناخي بالزيادة السكانية، إذ يتطلب ذلك طلبًا متزايدًا على الغذاء، ومن ثم بات هناك توجه للاستخدام المكثف للكيماويات الزراعية، مثل مبيدات الآفات والأسمدة، وذلك بهدف زيادة الإنتاج الزراعي، وكذلك تعزيز الثروة الحيوانية، ولعل ذلك الأمر يؤدي إلى تدمير أكثر من نصف المحاصيل الزراعية في العالم، وتؤثر التغيرات المناخية على مستقبل الأنظمة الغذائية العالمية تأثيرًا كبيرًا للغاية كما سبق الذكر، خاصة أن لها مخاطر مركبة وممتدة، فهي تضر التربة وتقلل من معدلات خصوبتها وجودتها الإنتاجية، ونظم الآفات والأنماط المختلفة للنمو، علاوة على تدهور الأراضي الزراعية وانخفاض التنوع البيولوجي، الأمر الذي يتطلب معه بناء أنظمة غذائية مرنة لمجابهة تلك المتغيرات.

هذا إلى جانب تأثير الخلل المناخي على الأمن الغذائي، طبقًا للتقرير التجميعي الخامس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بحلول عام 2030، تسعة محاصيل رئيسية ستشهد انخفاضًا في معدلات الإنتاج بسبب تغير المناخ، مما سيؤدي إلى ارتفاع متوسط الأسعار ارتفاعًا كبيرًا، وبناء عليه تنتج مشكلات في الإمدادات الغذائية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والتوظيف وسوء التغذية والصحة، فمصر تعاني بسبب التغيرات المناخية تراجعًا في القطاع الزراعي مما يؤثر على فرص العمل والأمن الغذائي.

الاستجابة الدولية للتغير المناخي وقمة المناخ في شرم الشيخ COP27 مصر 2022م

تغير المناخ

تمثل الاستجابة الدولية للتغيرات المناخية اتجاهًا عالميًا، إذ وُضعت اتفاقية عالمية للمناخ منذ عام 1992م، وتُجرى سنويًا المناقشات العالمية لمناقشة هذه الأزمة العالمية، كما حدث في مدينة السلام شرم الشيخ، فمصر جزء من هذه المناقشات بهدف الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، والتزام الدول المتقدمة بتوفير التمويل ونقل التكنولوجيا ومساعدة الدول النامية على التكيف مع التغير المناخي، علمًا بأن الهدف العام العالمي، سواء من مؤتمر قمة المناخ الذي عقد في غلاسكو في اسكتلندا عام 2021م (COP26)، أو الذي عقد في شرم الشيخ بمصر 2022م (COP27)– تثبيت تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بما يحول دون تدخل خطير في النظام الحيوي.

السؤال المهم للغاية: هل نجحت دول العالم في تحقيق هذا الهدف؟

الإجابة: حتى تاريخه فشلت دول العالم في تحقيق هذا الهدف منذ التصديق على اتفاقية تغير المناخ في 1994م.

اقرأ أيضاً: هل نحن مهددون بالانقراض؟!

ما آلية الاستجابة لقضية التغير المناخي، تلك القضية التي تُعد قضية عالمية ذات التأثيرات المحلية؟

يمكن تعريف التغير المناخي في أبسط صوره بأنه التغير في متوسط درجة الحرارة العالمية، والتغيرات في درجات الحرارة الإقليمية والأمطار والرطوبة والضغط وكل عناصر المناخ الأخرى، ويمكن تقسيم آلية الاستجابة للتغير المناخي إلى:

آليه التخفيف

وذلك عن طريق تخفيض الانبعاثات والحد من حجم تغير المناخ، وذلك لتجنب ما لا يمكن إدارته.

آليه التكيف

وذلك عن طريق الحد من التعرض لآثار تغير المناخ والحد من الخسائر، وذلك لإدارة ما لا يمكن تجنبه.

في نهاية هذا المقال البحثي سوف ننهي بسؤال يجب أن نضعه جميعًا نصب أعيننا:

ماذا لو لم نبدأ التحرك حيال تلك القضية العالمية المحلية؟

تتلخص الإجابة في عدة نقاط:

  • الغازات المسببة للاحتباس الحراري سوف تتزايد.
  • حرارة الأرض وسطح المحيطات سوف تتزايد.
  • الكوارث الطبيعية سوف تتزايد.
  • ستستمر الآثار في الاشتداد، فكلما ازداد مستوى الغازات المسببة للاحتباس اشتد تغير المناخ، ومن ثم اشتد تأثيره: تزايد العواصف الشديدة وحرائق الغابات والجفاف والفيضانات وموجات الحرارة.
  • زيادة تهديد مدن العالم بارتفاع مستوى سطح البحر.
  • انخفاض المحاصيل الزراعية في عديد من المناطق في العالم.
  • التغيرات في توافر المياه، إذ تهدد ما يصل إلى مليار شخص.
  • تهديد إمدادات المياه المحلية مع ذوبان الأنهار الجليدية.
  • انخفاض المحاصيل الزراعية في عديد من الدول النامية ومنها مصر.
  • تواجه عديد من الأنواع خطر الانقراض.
  • أضرار بالنظم البيئية على نطاق واسع وبشكل لا رجعة فيه.
  • قد يضطر أكثر من مليار شخص إلى الهجرة مما يزيد من مخاطر الصراعات.

أي أن استمرار التغير المناخي ينتج عنه مشكلات متعلقة بـ: الطقس – المياه – الغذاء – النظام البيئي – المجتمع – وغيرها.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

د. وليد محمد على عجوة

دكتوراه فى الجغرافيا الطبيعيه واسشارى نظم المعلومات الجغرافية وتكنولوجيا الاستشعار من بعد مدرس الجغرافيا الطبيعيه بالمعهد العالي للدراسات الأدبية وخبير تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم سابقا