تأثير الحالة الاجتماعية على سوء التغذية
تدهورت الحالة الصحية في بعض الأماكن السلمية، ولا سيما تلك المتضررة من التباطؤ الاقتصادي. وقد عانى عدد من البلدان _التي تعتمد اعتمادا شديدا على صادرات السلع الأساسية_ من انخفاض حاد في عائدات الصادرات والإيرادات المالية في السنوات الأخيرة،
مما أثر على توافر الأغذية بسبب انخفاض القدرة على الاستيراد، وعلى الوصول إلى الأغذية بسبب انخفاض الإمكانيات المالية لحماية الأسر الفقيرة من ارتفاع أسعار الأغذية المحلية.
وانتشار سوء التغذية يؤدي إلى استمرار في انتشار تقزم الأطفال، ولا يزال التقزم يؤثر على واحد تقريبا من كل أربعة أطفال دون سن الخامسة، مما يزيد من خطر ضعف القدرة المعرفية، وضعف الأداء في المدرسة والعمل، والوفاة بسبب العدوى.
أشكال سوء التغذية المختلفة ومشاكلها
وفي الوقت نفسه، لا تزال أشكال سوء التغذية المختلفة تثير القلق.
لا شك أن سوء التغذية الناتج عن نقص الطعام هو ظاهرة تميز الدول النامية والفقيرة، ويكون هذا النوع من أشكال سوء التغذية منتشرا في الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المتدنية والفقيرة، أو يكون من نتيجة إهمال طبي،
أو ينتج بين الأشخاص الذين يعانون من نزوات غذائية غير طبيعية مثل الاعتماد على الوجبات السريعة وغيرها، وأي نقص في عنصر من العناصر الداخلة في تركيب المادة الغذائية مثل فيتامين معين يعتبر سوء تغذية ويؤدي إلى مرض معين.
ويعظم الفقر والحالة الاجتماعية الصعبة مخاطر الإصابة بسوء التغذية، حيث إن الأشخاص الذين يعانون الفقر هم أشد تعرضا للإصابة بأنواع سوء التغذية المختلفة، وذلك لاعتمادهم على صنف واحد في التغذية، أو الاعتماد على وجبات غذائية ليس في داخلها جميع المكونات الغذائية الكاملة التي تمد الجسم بكل الاحتياجات الغذائية اللازمة للنمو وبناء الجسم عند الأطفال والكبار.
ومن مشاكل سوء التغذية على المدى البعيد أنها تؤثر على ذكاء الطفل وتقلل التحصيل الدراسي، وهذا يؤدي إلى إنتاج جيل ضعيف غير قادر على الإبداع والتفكير. وللعمل على إنتاج جيل قادر على العطاء يجب الاهتمام بالوجبات الغذائية من حيث مكوناتها وليس من حيث كميتها، لأن مكونات الوجبة الغذائية المتزنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية المهمة، فنتفادى بعض الأمراض الناتجة عن سوء التغذية.
ولذا يجب الاهتمام بالأشخاص ذوي الحالة الاجتماعية الضعيفة، حيث تنتشر أمراض سوء التغذية في هذه الأوساط نظرا لقلة مواردهم المالية وعدم قدرتهم على الحصول على شراء الطعام، ولذلك يجب مساعدة هذه الفئات عن طريق الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني، وهي منتشرة في الأوساط الفقيرة مثل جمعية رسالة وغيرها.
نصائح تساعد على التقليل من أمراض سوء التغذية
ولذا أقدم بعض النصائح التي تساعد على التقليل من أمراض سوء التغذية، وذلك عن طريق الرضاعة الطبيعية في السنتين الأوليين من العمر، وليس الاعتماد على شراء الألبان الصناعية، فإن الرضاعة الطبيعية _هذا المنتج الطبيعي الرباني_ له فوائد عديدة للطفل وللأم، ومنها إعطاء الطفل المناعة الطبيعية،
وعن طريق التثقيف الغذائي للأمهات وأهمية تغذية أطفالها وأهمية الرضاعة الطبيعية وهذا من خلال الوحدات الصحية الموجودة في كل حي، ومن النصائح أيضا الاعتماد على الوجبات التى تحتوي على البروتين، وهي قليلة السعرات نوعا مثل العدس والفول وكل البقوليات والسمك والبيض، حيث إن عدد 2 بيضة يحتوي على بروتين يقدر بنحو 100 جرام لحم، حيث إن نسبة البروتين في اللحوم من 20 الى 22 % لكل 100 جرام لحم والبيضة تحتوى على 10 جرام بروتين تقريبا،
ومن النصائح أيضا الاعتماد على الخضروات الطازجة وهي قليلة السعر مثل السبانخ والباذنجان والخس والجرجير، وكذلك الفاكهة بحيث يكون التنوع بين هذه الوجبات على مدار اليوم، وأقصد بتناول الفاكهة أن يكون للفرد نحو 150 جرام في اليوم من فاكهة الموسم وليس كميات، هذا يؤدي إلى الحصول على التنوع في الغذاء ويؤدي إلى الحصول على الوجبة الغذائية المتزنة،
وبهذا نتحاشى سوء التغذية لو تم اتباع هذه التعليمات. إن التنوع بين الخبز والأرز والبروتينات والخضروات والفاكهة على مدار اليوم يساعدنا أن نتجنب سوء التغذية، وبهذا نحصل على جيل قادر على الفكر والتعلم وقادر على العمل والعطاء.
وتمنياتي للأجيال الصغيرة بالصحة والعطاء من أجل مصرنا.
اقرأ أيضاً:
اليوم العالمي للقضاء على الفقر
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
