بمناسبة الألعاب الأولمبية في باريس 2024!
أنا أحب ممارسة الرياضة وبانتظام، لكن أرى المسابقات المحلية والدولية الرياضية مضيعة للمال والوقت ولا تستفيد منها الشعوب ولا البلاد أي شيء!
أولًا: بالنسبة إلى المساكين الذين يضيعون وقتهم في متابعة أخبار الرياضيين ونتائج السباق، ماذا استفادوا؟ لا شيء. هل هذا علم نافع؟ لا. هل تحسنت صحتهم بالجلوس أمام الشاشة ومتابعة المباراة أو السباق؟ لا.
ثانيًا: بالنسبة إلى المتسابقين، أنا سعيد لكم أن صحتكم جيدة، لكن ما أهمية هذا بالنسبة إليّ أو إلى البشرية، أو إلى كوكب الأرض؟ لماذا يقدمونكم لنا على أنكم أبطال وقدوة تستحق النظر إليها بانبهار واحترام؟
هل فوزك بالميدالية الذهبية أو المركز الأول سوف يحل مشكلة الاحتباس الحراري أو حرب غزة أو الفقر والبؤس الذي يعيشه أغلب سكان العالم؟ لا. هل فوزك سيجعل الناس أفضل في الأخلاق أو الدين أو العلم؟ لا. هل تقدم لنا فكرة جديدة تجعل حياتنا أفضل؟ لا.
ثالثًا: بالنسبة إلى شعوب العالم، هل التنافس بين رياضيين من بلاد العالم تجعل شعوب هذه البلاد تحب بعضها أكثر؟ أم أن التنافس يشعل الكراهية والحقد بين شعوب ليس لها أي مصلحة ولا فائدة في هذا التنافس؟
هل الفرنسي سوف يحب الألماني حين يتنافس الألماني مع الفرنسي في السباق ويهزمه؟ بالطبع لا!
من ثم فإن الكلام المضحك عن أن الألعاب الأوليمبية والمنافسات الدولية تعزز محبة الشعوب وتعاونها– كلام أحمق لا يقتنع به عاقل، والدليل: عنف الملاعب الذي يظهر في أي مناسبة تتراجع فيها الاحتياطات الأمنية المشددة!
رابعًا: بالنسبة إلى سكان البلد الذي ينظم الألعاب الأوليمبية أو المنافسات الدولية، ينفق المليارات في بناء ملاعب ومبانٍ وتجهيزها وللتأمين والتنظيم.
ماذا يستفيد؟ لا شيء. الأرقام كلها تقول أن المكسب وثمن التذاكر والسياحة لا يستطيع تعويض كمية المبالغ الطائلة التي تنفق.
وأن هذا مثل السياحة، تذهب أغلب المكاسب لشركات السفر والسياحة العالمية، ولا يستفيد سكان البلد إلا عدد قليل جدًا، وبنسبة متواضعة.
تمامًا مثل السياحة، تذهب أغلب مكاسبها إلى شركات الفنادق والسياحة العالمية، في حين لا يتبقى غير بعض الملاليم للخادم في الفندق والسائق والمرشد السياحي وبائع الأنتيكات المتسول!
الألعاب الاوليمبية والمسابقات الرياضية المحلية والدولية هي خسارة ومضيعة للمال والوقت، ومخدر تقدمه الحكومات للشعوب كي تنسى أو تتناسى الواقع، وكي تظل في حالة اللهو والتخدير والعبودية فلا تنهض ولا تفكر ولا تتمرد ولا تتغير.
اقرأ أيضاً:
صراع تاريخي ترجم إلى ساحة منافسة رياضية
الألعاب الأوليمبية بين الحقيقة والأسطورة
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا