إصداراتمقالات

الوصايا السبع للوصول الى السلطة

عزيزي المناضل في العالم العربي والإسلامي … بعد التحية:

نود في البداية أن نعرب لك عن عظيم إعجابنا بكفاحك ونضالك ضد الظلم والظالمين، فلقد أثبت للعالم كله كيف تكون التضحية الحقيقية بالغالي والنفيس فداء للوصول إلى السلطة وإقامة دولة قيمك ومبادئك الشريفة.

ولقد دفعنا إعجابنا بهذا النضال وإحساننا بالمسؤولية تجاه المظلومين في العالم إلى عرض خبراتنا العريقة في المجال السياسي، آملين أن تحظى بقبولكم:

أولا: يجب أن تثق في نفسك، يجب أن تؤمن أنك أنت الحق المطلق، أنت صاحب الفكر السامي والتاريخ المليء بالتضحيات والإنجازات، لا أحد يستحق الحكم والسلطة سواك، مستقبل بلدك ومستقبل المنطقة يعتمد عليك، كل ناصح أو ناقد هو إما حاقد أو منافس محتمل. إعترافك بأخطائك يضر سمعتك وصورتك أمام أتباعك وخصومك، تراجعك عن قراراتك الخاطئة هو أول طريق السقوط.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ثانيا: إياك وتضييع وقتك وطاقاتك ودماء أخوانك في قضايا عبثية غير مفيدة، بل وضارة جدا جدا في العمل السياسي مثل القضية الفلسطينية وتطبيق العدل والوحدة العربية والإسلامية والاستقلال الوطني، فهذه قضايا أثبتت الأيام أنها أحلام وردية وأماني لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع. أو على الأقل يمكن تأجيل هذه الأهداف حتى تصل إلى الحكم وتتمكن وتهزم جميع خصومك، عندئذ ستكون من القوة أن تحرر الأقصى وتحقق ما تتمناه من وحدة وعدل واستقلال و … و …

ثالثا: حتى تصل إلى الحكم ويستقر حكمك فعليك أن تتحلى بالذكاء السياسي بأن تتبع قاعدة “الضرورات تبيح المحظورات” وأن “الحق هو ما ينفع”. فلا بأس بالكذب وخلف الوعود للتحرك السياسي المرن المتناسب مع تغير الظروف، كذلك مراعاة مصالح الدول العظمى وإسرائيل هو شرط أساسي للنجاح في السياسة. ولا تقلق، فأغلب السياسيين من حولك سواء كانوا ليبراليين أو قوميين أو عسكريين أو إسلاميين سيتبعون هذه القواعد الذهبية بلا أي حرج، حتى أن هناك منهم من قتل وقصف وفجرالآلاف من خصومه ولم يطلق رصاصة واحدة بإتجاه أمريكا أوإسرائيل. الهدف الوحيد المقدس يجب أن يكون الوصول للسلطة والاحتفاظ بها، وما عدا ذلك شعارات رنانة هدفها فقط جذب الجماهير وليس التطبيق.

رابعا: إبحث بصورة مستمرة عن أي اختلاف مع كل شخص لا يتبع فكرك ولا يخضع لك، فهو إن اختلف معك اليوم، فسوف يحاول القضاء عليك غدا، سارع بتشويهه وتحطيمه وربما قتله للتخلص من مشاكله للأبد. أما التعاون وتعظيم المشتركات والوقوف أمام الأعداء المشتركين فهذه أفخاخ ستؤدي بك إلى الهلاك المحتوم.

خامسا:انتهز فرصة أخطاء منافسيك الفردية لتشويه كل من يشترك معهم في الفكر أو العرق أو الطائفة أو الدين. يكفي أن تنشر صورة أو مقطع فيديو يُثبت هذا الخطأ ثم تتهم بواسطته أكبر قدر من خصومك والمختلفين عنك. لقد ترسخ التعميم في فكر الشعوب، فلا تتردد في استخدامه.

سادسًا: عندما تُعاقب عليك بالعقاب الجماعي بأقصى عقاب ممكن فبذلك ستزداد هيبتك والخوف منك في قلوب أعدائك. لماذا تعاقب شخص واحد عندما تستطيع عقاب المئات؟!؟!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

سابعًا: عند حدوث أي خلاف سياسي يجب أن تتسلح بالشعارات العاطفية الرنانة والإتهامات الجاهزة مثل الكفر وخيانة الوطن فهي أسلحتك لتغليف هذا الاختلاف بطابع ديني أو طائفي أو وطني يجب أن تستخدمها بإستمرار للمزايدة ضد منافسيك ولحشد الأنصار والتابعين. ثق بنا إنها طريقة مجربة.

إن إتبعت هذه النصائح فلن تقصفك طائراتنا المنتشرة حول العالم وستجد من يناصرك ويشيد بك في وسائل إعلامنا والوسائل الإعلامية العربية المتعاونة معنا وسنغض الطرف عن أخطائك وجرائمك ولن نقف في طريق تدفق الأموال المشروعة وغير المشروعة إليك.

نبارك لك مقدما الوصول إلى السلطة التي تستحقها وبالتوفيق.

التوقيع: أصدقائك في المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أحمد عثمان

باحث ومحاضر بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ

مقالات ذات صلة