حرب أوكرانيا هي مجرد علامة لتغيير النظام العالمي
لا يهم من سيفوز، ولا التحالفات والتفاصيل، حرب أوكرانيا ليست مشكلة غلاء أسعار فقط أو أناس يموتون وحرب واضطرابات، الموضوع أكبر من ذلك ويهمنا جميعا بلا استثناء، وسوف يؤثر علينا كلنا!
إنه تغيير النظام العالمي، وسيظهر نظام جديد بقواعد جديدة يختلف عن نظام المائة عام الماضية، وتغيير أي نظام عالمي يؤثر على الجميع، وليس فقط من يعيش في أوروبا أو الأغنياء، بل يؤثر على الجميع ويصل التأثير إلى النجوع والقرى بدرجات متفاوتة في كل أنحاء العالم.
النظام العالمي منذ الحرب العالمية الثانية
النظام العالمي منذ تقريبا الحرب العالمية الثانية حتى اليوم، يعني من منتصف القرن العشرين حتى اليوم، يتكون من:
دول عظمى: أمريكا وروسيا، تحكم العالم ويهابها الجميع.
دول متوسطة: مثل دول أوروبا الغربية واليابان والصين وكوريا وأستراليا.
دول ضعيفة: بقية دول العالم.
وتحدد الدول العظمى قواعد النظام وتتحكم فيه، وعلى البقية الطاعة، ومن يخرج عن النظام الذي وضعته الدول العظمى يتم محاربته أو تجويعه أو عقابه بأي وسيلة، إلى أن يعود إلى الطاعة.
النظام العالمي قبل الحرب العالمية الثانية
قبل الحرب العالمية الثانية ومن منتصف القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، كانت هذه الدول العظمى هي فرنسا وإنجلترا، بينما كانت الولايات المتحدة الأمريكية في صف الدول المتوسطة!
ومن منتصف القرن السادس عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر كان عدد الدول العظمى أكبر، كانت الدولة العثمانية والإمبراطورية الروسية والإسبانية، بينما الدول المتوسطة كانت إنجلترا وفرنسا.
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
وحتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوجد نظام عالمي؛ الفرس والروم. وبعد ذلك لمدة ما يقرب من خمسة قرون تحول النظام العالمي إلى أحادي القطب تسيطر عليه دولة واحدة، دولة الخلفاء الراشدين وبعدها الأموية ثم العباسية.
ومن القرن الحادي عشر الميلادي أصبح متعدد الأقطاب، لكن ظل في بلاد المسلمين، في عواصم القاهرة وسمرقند وإسطنبول، إلخ.
الأمور التي يحددها النظام العالمي
والنظام العالمي يحدد الكثير من الأمور في الحياة اليومية، وطريقة كل شيء..
قواعد القوانين في العالم
قواعد التجارة والمال والاستثمار
الاختراعات والعلوم وتوجهات مراكز البحث
الثقافة العامة وطريقة التفكير
الإعلام وطريقة تغطيته، والمواضيع التي سيسلط الضوء عليها أو يهملها
مناهج التعليم وأسلوب السياسة والسياسيين
القوانين التي تحكم علاقات البلاد ببعضها، وربما تتدخل في قوانين الأسرة والحياة الشخصية ويغيرها مرة أخرى، ويجعل الخطأ صحيحا والصحيح خطأ!
التغيير الذي سيحدثه النظام العالمي الجديد
النظام العالمي الجديد يمكن أن يغير ما يعتبر خطأ اليوم ويجعله صحيحا، وكذلك العكس! سيحدد إلى أين تذهب التجارة والمال، وأين تزدهر الصناعة والعلم والعلوم، أين سيكون الاستقرار والعمل والإنتاج، وأين ستكون الفوضى والصراعات، كل شيء سيتغير، كما تغير بعد الحرب العالمية الثانية!
يجب أن يعرف الجميع أن الحرب في أوروبا وغزو أوكرانيا سيغير قواعد الكثير من الأمور في العالم، بغض النظر عن من سيكسب الحرب ومن سيخسرها!
يجب أن يعرف الجميع أن النظام الذي وضعته الولايات المتحدة الأمريكية من بعد الحرب العالمية الثانية للسيطرة على العالم سيتغير، حتى لو بقيت الولايات المتحدة الأمريكية قوية، لكن المنظومة ستتغير، سيتغير كل شيء شكلا وموضوعا!
تماما كما تتغير منظومة العالم كل مائة عام، وتتغير معها القواعد، وتصعد أمم وشعوب، وتتراجع أمم وشعوب، وتظهر قواعد جديدة للصراع واللعب! “وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ” صدق الله العظيم.
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا