كي تستمتع بأي فن .. يجب أن يغيب عقلك وتعمل عواطفك
منذ بضعة أشهر استمعت إلى حديث لناقد سينمائي أمريكي مشهور على قناة NPR، يحكي الناقد السينمائي عن السينما والتمثيل والأفلام وعلاقته بهم، قال الناقد أنه في فترة المرحلة الثانوية والجامعة كان يعشق مشاهدة أفلام السينما، كان يشاهد كل يوم فيلمين!
كل يوم بعد المدرسة يذهب إلى سينما مجاورة ويشاهد فيلمين، وكان استمتاعه وانبهاره بالسينما والأفلام لا حدود له، لذلك قرر أن يدرس النقد السينمائي ويتخصص فيه لأنه يحب السينما.
وبعد أن دخل مجال التخصص أصبح يذهب كل يوم إلى السينما مرتين أيضا، ويتابع بعقله التمثيل والأفكار وما يحدث في الحوار، ويمسك ورقة وقلمًا ليسجل ملاحظاته، منذ هذه اللحظة فقد متعة السينما ومشاهدة أي عمل فني! ضاعت المتعة!
لماذا؟ أليست هذه هي السينما التي تعشقها؟
الفن والعاطفة
نعم، ولكن كل الفنون تخاطب العواطف، وكي تستمتع بالفنون، أي فن؛ شعر، رسم، تمثيل، موسيقى، رواية، كتابة، يجب أن يغيب عقلك وتعمل عواطفك! ولكن حين عمل كناقد سينمائي اشتغل عقله، فتبددت غيوم وضباب العواطف، وضاعت معها المتعة.
كل الأعمال الفنية والدرامية تلعب على غياب العقل في ضباب العواطف، وفي اللحظة التي يعمل فيها العقل تكتشف الكثير من الخرافة والتزييف وسط ضباب العواطف والمؤثرات.
احترس من أي عمل فني يخدعك ببعض ضباب العواطف، ليتسلل إلى عقلك ببعض الأفكار الفاسدة التي كان عقلك سيرفضها لو لاحظها بوضوح، بدون ضباب ومؤثرات وتفاصيل تضيع الحقيقة وسطها!
اقرأ أيضاً:
يجب أن تسأل عقلك: ماذا يريد أن يقول المؤلف؟
