الصفات الجاهلية الخمس للإنسان المعاصر
في اختلاطي بالناس في الحياة وتقريبا في كل مرة كنت أتعرف على أحد من الناس في العمل كنت أجد مَن هو غارق في واحدة من هذه الخطايا التي تُسيطر عليه وعلى سلوكياته الصادمة؛ فإذا حاولت نصحه أو تغييره تَحوَّل النقاش إلى جدل عقيم لا فائدة فيه بما ينبىء بجهل الكثيرين بما يرتكبون وعدم إحساسهم بأنفسهم أصلًا.
والمدخل إلى هذه الخطايا جميعا هو أمران:
1- الجهل
2- والخلط في الاحتكام بين الدين والعقل والعلم.
فليس معنى الجهل هو عدم العلم؛ لأن عدم العلم يتبعه بالضروة أن الإنسان إذا علم؛ انتهت مشكلته بذلك. ولكن الحاصل في الواقع أن الناس يعلمون ولا يطبقون، أو يعلمون و يجحدون ويكابرون في الاستسلام للحق والحقيقة. فالجهل يمكن أن يكون من تعريفاته هو رفض الحقيقة.
وبذلك يُصبح المجتمع في جاهلية مهما كان أفراده من حَملة المؤهلات العليا. فيبدو أن اكتساب الإنسان للمعارف والعلوم التجريبية لم تُغير فيه الكثير بل قد تؤدي به إلى الهلاك؛ إن لم تكن هناك منظومة قيمية حاكمة تضبط العلم ضبطًا.
وهنا يظهر الدين ليقدم لنا تلك المنظومة الحاكمة؛ ليخلصنا من الجهل ويأمرنا بالحق والعدل والخير و كل ذلك وفق منهج عقلي-وليس العقل وحده- متكامل يُعرفنا متى نحتكم للدين ومتى نحتكم للعلم ومتى نحتكم للعقل.
وقد أثرت ببعض أهم الظواهر أو الصفات السلبية كنتيجة لهذا الخلل المعرفي ولجذب انتباه القارئ؛ ثم تقديم الحل بعد ذلك في منهج عقلي متكامل لهداية الناس لما فيه من الخير لهم.
وهذه الصفات هي كالتالي :
1- طغيان المادية النفعية بين الناس.
2- استمراء الظلم وأكل الحقوق.
3- الفراغ الوجودي.
4- القول بالنسبية وعدم وجود الحقيقة المطلقة.
5- العُجب بالنفس وحب الظهور.
ونفصل فيها واحدة واحدة في المقالات القادمة بإذن الله.