مقالاترياضة - مقالات

الزمالك وتونغيث .. نقطة انتصار على الظروف في دوري الأبطال

“كان في الإمكان أفضل مما كان”.. نعم عزيزي القارئ كان من الممكن أن يحصد الزمالك نقاط مباراته خارج الحدود المصرية أمام ممثل السنغال تونغيث، ولكن لا بأس من نقطة أفضل من الخسارة، وتعد من وجهة نظري انتصارا ليس على البساط الأخضر ولكن انتصارا على الظروف التي وقع بها الفريق الأبيض خلال رحلته من القاهرة حتى وصوله إلى السنغال لمقارعة تونغيث في دوري الأبطال، ولنذهب سويا إلى السطور التالية لبحث الانتصار المعنوي والأسلوب الذي فضله باتشيكو مدرب الزمالك في مواجهة دابو مدرب الفريق السنغالي.

طريقة اللعب

نبدأ مع صاحب الأرض والجمهور والمعلب السنغالي فريق “تونغيث” بقيادة يوسوفا دابو المدير الفني للفريق الذي قرر خوض المباراة أمام وصيف قارة إفريقيا بطريقة لعب 4-5-1، ففي حراسة المرمى باي أساني سيسي، أمام خط دفاع مكون من كل من مالك ندوي وبابي ندياي ومامادو سيك وبيب مامادو سو، وخماسي خط وسط جاء كالتالي بايي ديوب وباباكار سار وبابا ساكو والحاج بالدي وجيبريل سيلا، ومهاجم وحيد فالير باسين.

الزمالك ضيف المباراة بقيادة “باتشيكو” الباحث عن ضالته الهجومية بعد رحيل مصطفى محمد، قرر اللعب بطريقته المعتادة مع تغير عدد من الأسماء على مستوى حراسة المرمى وخط الوسط والهجوم، ولعب بطريقة 4-2-3-1. وكانت البداية مع الحارس محمود عبد الرحيم جنش، أمامه رباعي خط الظهر أحمد فتوح ومحمود علاء ومحمد عبد الغني وحمزة المثلوثي، وفي خط الوسط طارق حامد، فرجاني ساسي، أحمد سيد زيزو، ويوسف أوباما، وأشرف بن شرقي، وأسامة فيصل.

وقبل أن نركل الكرة من منتصف الملعب، دعني أذكرك عزيزي القارئ أن بعثة فريق الزمالك وجدت صعوبة في الوصول إلى هذه اللحظة، بعد ساعات شاقة من الطيران عبر ثلاث دول، والبقاء في الجزائر لبضع ساعات، ولم تحصل شركة الطيران الخاصة التي تقل لاعبي الزمالك على تصاريح المرور من السلطات المورتانية للوصول إلى السنغال، لتغير الطائرة وجهتها إلى مالي والعبور من هناك، ولكن ها هم وصلوا بسلام بعد الرحلة بدون راحة حقيقة، ويواجهون ممثل السنغال.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

بداية الشوط الأول

المرور إلى الأراضي السنغالية لا يعني أن يمر لاعبي الزمالك إلى مرمى “سيسي”، التكتل الدفاعي الذي لعب به دابو المدير الفني لفريق تونغيث _بـ 4 لاعبين في الخلف وأمامهم خماسي في خط الوسط_ خلق زحاما وتشابكت الأقدام، حرم الزمالك من التمرير بشكل حر، فيما حرمت أرضية ملعب “ريسيدنس لات ديور” الضيف من تمرير الكرة بشكل سهل وسلس.

التحول السريع الهجومي للاعبي الزمالك واجه خط وسط قوي، إلى الدقيقة الثامنة عندما لاحت فرصة للمهاجم أسامة فيصل من تمرير المثلوثي، لكن حارس المرمى حولها إلى ضربة ركنية، رد عليها فريق تونغيث بتسديدة في الدقيقة 14 استقبلتها الشباك الخارجية للحارس عبدالرحيم جنش، في شوط ظل هادئا، وتباعدت الفرص والخطورة عن المرميين إلا فيما ندر.

ولم يجد جديد في الشوط الأول وظل اللعب في وسط الملعب فيما تبقى من دقائق لينتهي بالتعادل السلبي بدون أهداف.

الشوط الثاني

في الشوط الثاني أبو الفتوح من انطلاقة عنترية من آخر لاعب في ملعب الزمالك إلى نقاط الخطورة في منطقة العمليات لدى المنافس، وصل مدافع الزمالك مع ثنائية المغربي أشرف بن شرقي إلى منطقة الخطر ولكن تصدى لهذه الانطلاقة مدافع “تونغيث” وشتتها قبل أن تتحول إلى هدف في شباك مرماه.

التحركات السريعة للاعبي الفريق السنغالي كادت وفي الثلث الأخير من عمر المباراة أن تسفر عن تسجيل الهدف الأول، ولكن الحاجي فال لم يستغل بينية بابا عثمان ساكو وسدد خارج الملعب.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وكاد الزمالك أن يقتنص الفوز في اللحظات الأخيرة حين انفرد يوسف إبراهيم “أوباما” بالحارس ومرر الكرة إلى البديل إمام عاشور الذي سددها في العارضة في الوقت بدل الضائع من المباراة.

أرقام توضح سير المبارة

على مستوى الأرقام عزيزي القارئ كانت النتيجة متقاربة إلى حد ما متناقضة مع إمكانيات وحجم الفريق القاهري وصيف القارة، ففي نسبة الاستحواذ كان تونغيث السنغالي 53% أما الزمالك كانت نسبته 47%، التسديدات كانت لصالح فريق الزمالك، بعدما سدد 11 كرة كان منها 5 بين القائمين والعارضة، فيما كان تونغيث الأقل تسديدا بعدما سدد 8 كرات، ومنهم واحدة بين القائمين والعارضة.

الزمالك كان الأكثر إرسالا للعرضيات بـ 27  كرة عرضية، مقابل 15 لصالح فريق تونغيث، الذي سرح لاعبيه ووقعوا في التسلل 4 مرات.

منطقة الوسط كانت متكافئة والافتكاك بالكرة كان متعادلا، إذ نجح لاعبي الفريقين في الافتكاك بالكرة 16 مرة، والتمريرات السليمة كانت من نصيب فريق الزمالك بـ 336 من أصل 417، فيما نجح فريق تونغيث في تمرير 322 كرة صحيحة من أصل 385 تمرير.

في ليلة إفريقية، خسر فيها بطل القارة الأهلي أمام فريق سيمبا التنزاني، وتعادل فيها الزمالك أمام تونغيث، خارج الديار المصرية، وإلى عودة جديدة للدوري المصري الممتاز، قبل خوض غمار مباريات “الماما أفريكا” من جديد في المرحلة الثالثة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

العزف منفردا في الكامب نو

تحليل أسوان والزمالك

شيكابالا الذي لم تحبه الرأسمالية

محمد الجزار

ناقد رياضي

مقالات ذات صلة