مقالات

الرضا عن الحياة (مفتاح للسعادة الشخصية)

مقدمة

على مدى عقود طويلة تركز اهتمام علماء النفس على دراسة الاضطرابات أو اللا سواء في شخصية الإنسان والبحث عن علاجات لها، في حين قامت بإهمال الجوانب الإيجابية في شخصية الإنسان، وبداية من سنة 1998 بدأ الاهتمام يتجه نحو مواطن القِوى لا الضعف في الشخصية،

وقد ظهرت العديد من المفاهيم التي تحمل المعنى الإيجابي التفاؤلي في الحياة من بينها جودة الحياة، الأمل، السعادة، الرضا عن الحياة، حيث استخدم هذا المفهوم الأخير سنة 2006 كمصطلح مرادف للرفاهية، ويعرف بأنه إدراك شخصي لمدى إشباع حاجاته الأساسية بالامتداد مع إدراكه لنوعية الحياة طوال خبراته الحياتية، فماذا نقصد بالرضا عن الحياة؟

تعريف الرضا عن الحياة

– هي الدرجة التي يحكم فيها الشخص إيجابيا على نوعية حياته الحاضرة بوجه عام، كما تعني حب الشخص للحياة التي يحياها واستمتاعه بها وتقديره الذاتي لها ككل.

– تقبل الفرد لذاته نحو أسلوب الحياة التي يحياها في المجال الحيوي المحيط به، ويكون متوافقا مع نفسه ومع المحيطين به، ويشعر بقيمته، وقادرا على التكيف مع المشكلات التي تواجهه والتي تؤثر على سعادته وقانعا بحياته وما فيها.

–  الرضا عن الحياة يمثل أقصى هدف يطمح إليه الإنسان العاقل الراشد، وذلك من أجل تجنب الإحباطات والصراعات النفسية والقلق الذي ينتابه نتيجة انفعالاته المختلفة بناء على المواقف التي يمر بها الشخص، ومن مظاهر الرضا عن الحياة السعادة والعلاقات الاجتماعية والطمأنينة والاستقرار والتقدير الاجتماعي، لأن من يشعر بهذه الأشياء ويعمل على تحقيقها وإشباع رغبته منها يكون راضيا عن حياته بصورة إيجابية.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وهناك بعض المفاهيم المرتبطة بالرضا عن الحياة، منها

أ- السعادة: وهي كما يرى تتاركايويكس: إن السعادة تتطلب الرضا الشامل أي الرضا عن الحياة ككل. ويؤيده في ذلك مايكل أرجايل، حيث يرى أنه يمكن فهم السعادة بوصفها انعكاسا لدرجة الرضا عن الحياة أو بوصفها انعكاسا لمعدلات تكرار حدوث الانفعالات السارة، وشدة هذه الانفعالات.

ب- التدين: يعد من أهم الحاجات المشبعة لدى الإنسان التي تبعث على الشعور بالرضا عن الحياة والإحساس بالسعادة، حيث يعتبره ألبورت حاجة عقلية ونفسية إنسانية موروثة، فمعظم الناس عبر تاريخ البشرية يمارسون شكلا من التدين، ويمثل لهم محددا لهويتهم، وسببا من أجله يعيشون أو في سبيله يموتون.

ج- تقبل الحياة: هو مفهوم عام وشامل، ويشمل قدرة الفرد على التكيف والتوافق مع ذاته ومع الآخرين المحيطين به.

د- نوعية الحياة: تعرفها منظمة الصحة العالمية بأنها إدراك الفرد لوضعه في الحياة في السياق أو المحيط الثقافي والنظم القيمية التي يعيش فيها وبعلاقته مع أهدافه وتوقعاته ومعاييره وشؤونه. حيث يعتبر مفهوم نوعية الحياة مفهوما شاملا يضم كل جوانب الحياة كما يدركها الأفراد، وهو يتسع ليشمل الإشباع المادي للحاجات الأساسية، أو الإشباع المعنوي الذي يحقق التوافق للفرد.

العوامل التي تساعد على تحقيق الرضا عن الحياة

  • التقرب إلى الله تعالى والتدين والتسامح مع الآخرين.
  • الأوضاع المريحة مثل مسكن جيد، غذاء، دخل، مستقبل.
  • الصحة الجسدية وتشمل الخلو من التوتر والقلق والأمراض الأخرى.
  • العلاقات الاجتماعية والتواصل الجيد بين الأهل والأصدقاء.
  • الجو الأسري الملائم والسليم.
  • المشاركة في الأنشطة الترويحية.
  • السعادة الشخصية والظروف الحياتية الملائمة.
  • الاستقرار النفسي والشعور بالبهجة والتفاؤل تجاه المستقبل.
  • القناعة والرضا عن مستوى الحياة التي وصل إليها الفرد.
  • الطمأنينة وتعني استقرار الفرد الانفعالي والنوم الهادئ والرضا عن الظروف الحياتية.
  • الرضا عن الأحوال الاقتصادية ومستوى الدخل الذي يتقاضاه الفرد من العمل.

وفي الختام يظل كل هذا مرهونا بفهم حقيقي من الإنسان حول حقيقة هذا العالم الذي نحيا فيه، وبأي الأشياء يحيى الإنسان حياة سعيدة وراضية، والتي يجب ليحصل عليها أن يعرف نفسه حق المعرفة ولا ينخدع بما يروج عن أسباب السعادة والرضا دون التفكر والتدبر.

اقرأ أيضاً:

كده رضا .. البحث والتساؤل عن السعادة

ومين قال نعيشها ازاي؟!

هل سيأتي يوم ترى الحياة على حقيقتها؟

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ. اسماء الشاعر

معلم أول لغة عربية بالأزهر الشريف