كده رضا .. البحث والتساؤل عن السعادة
المشهد يجمع أصدقاءً… يكسر السكوت السائد صوت عامر يقول: ما هوالشيء الذي لو امتلكه الإنسان امتلك السعادة الحقيقية؟
نظر الأصدقاء لبعضهم وكل منهم يظن أن إجابته ستوصله فعلا إلى السعادة الحقيقية
يضحك عامر بصوت عالٍ ويقول وهل تعرفون معنى السعادة الحقيقية أولا؟
يعم السكوت مرة أخرى…
محمد: السعادة هي أن تشعر بالرضا فيما تفعله وتلبي حاجاتك لتشعر بالراحة.
عامر:وهل السارق يشعر بالرضا عن ما يسرقه؟!
محمد: في الأغلب نعم؛ فهو يكسب المال عن طريق السرقة ويستطيع السفر إلى أي مكان وشراء ما يحتاجويتمتع بماله كيفما يشاء… ولكن أحيانا يشعر بالخوف وعدم الراحة أثناء تفكيره فيما يفعله!
عامر: خوف وعدم راحة! إذا بالرغم من امتلاكه للأموال وقدرته على فعل الكثير فيما يعجز غيره عن فعله،ولكن في النهاية هو غير سعيد السعادة الكاملة!
محمد: إذا السعادة ليست في الأموال فقط!
معنى السعادة الحقيقي
عامر: نعم؛ فالسعادة هي تلبية الحاجات المادية والروحية أيضا، فلكي يكون الشخص سعيداً يجب أن يلبي حاجاته الروحية وهي التقرب من الله وممارسة الأخلاقيات الصحيحة،وهذه الأخلاقيات ستحدد ما تفعله في حياتك وتجعلك تشعر بالرضا عن ما تفعله.
لذا فالسارق عندما يسرق المال، يلبي حاجاته المادية فقط؛ لذا لا يصل للسعادة أبدا وتكون سعادته لحظية فقط.
ولكن لنرجع إلى سؤالنا الأول: كيف نصل للسعادة؟!
محمد: إذا فالحل في الأخلاقيات لنسعد روحيا ونصل للسعادة الحقيقية.
عامر:وفي رأيي “الرضا”؛ لو وصل الإنسان إلى رضا حقيقي بعد قياس ما يفعله على ميزان الأخلاقيات فسيشعر حينها بسعادة حقيقية
محمد: فقط الرضا؟؟
معنى الرضا
عامر:في رأيي الرضا هو أكبر سعادة من الممكن أن يصل لها إنسان؛ فلو كان الإنسان راضياً لكان صابرا دائما على كل ما يحدث له؛ففي الرضا ثقة في الله وثقة أن كل ما يحدث لك خير حتى لو كان الظاهر هو عكس ذلك.
فالرضا هو”باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا”
محمد:وكيف يكون الإنسان راضيا حقا؟
عامر: قل لي مرة أخرى ماهوتعريفك للسعادة؟
محمد:السعادة هي أن تشعر بالرضا فيما تفعله
عامر: تشعر بالرضا فيما تفعله! إذا يجب أولا أن تمارس أخلاقياتك الصحيحة لتشعر بالرضا عنها.
محمد: صحيح
عامر:إذا الرضا يُكتَسب، يأتي من ثقتك بأن ما تفعله صحيح وموزون بميزان الأخلاقيات الصحيحة
محمد: معنى ذلك أن الرضا نتيجة ما تفعله في حياتك.
عامر: نعم والرضا أيضا يجب أن يكون أقوى من ما يحدث لك في الحياة من أضرار وذلك لأنك ضعيف لا تعرف كل الأبعاد فيما يحدث لك؛ فمن الممكن أن يحدث لك شيء تظن في البداية أنه مصيبة ولكن هذا الأمر قد تكون نتائجه أفضل عليك.
فيجب أن تكون راضيا عن كل ما تفعله وكل ما يحدث لك، واثقا بخير قادم.
اقرأ ايضاً:
لم أجد السعادة إلا في عيون البسطاء .. ما علاقة البساطة بالسعادة؟ وكيف نسعد؟
كمال الحب في حب الكمال … عن المعشوق الحقيقي
المعاناة والألم … هل من سبيل للخلاص من المعاناة ؟ ولماذا نعاني من الأساس ؟
