الرضاعة الطبيعية

يعتبر حليب الأم الغذاء الأمثل والمتكامل للطفل الرضيع، حيث يمد الرضيع بكل الاحتياجات الأساسية في الشهور الأولى من العمر، ويتميز لبن الأم بمحتواه الغذائي الفريد، ويتكون من الآتي:-

الكولسترول:-

وهي مادة تساعد في تقوية جهاز المناعة وتقلل فرص الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والتهابات الأمعاء.

البروتينات:-

وخاصة البروتينات سهلة الهضم مثل اللاكتو ألبيومين والتورين، وهو حمض أميني يحتاجه الطفل لإفراز العصارة الصفراوية التي تساعد في هضم الدهون.

اللاكتوز:-

وهو يمثل النشويات ويمد الجسم بالطاقة والجلاكتوز.

الحديد:-

نسبته قليلة في لبن الأم يمتص نصفه بسهولة من قبل الرضيع، ولذا يجب إمداد الطفل بمصدر من مصادر الحديد عند بلوغ الشهر الرابع.

فيتامين د:-

ونسبته قليلة أيضا في لبن الأم، لذا ينصح بتغذية الطفل بالأرز المسلوق والحبوب عند بلوغه الشهر الرابع، وينصح بالتعرض لأشعة الشمس في الصباح الباكر وذلك للحصول على هذا الفيتامين الذي يساعد على عدم الإصابة بلين العظام.

من أهم فوائد لبن الأم بالنسبة للطفل الرضيع

إن لبن الأم محفوظ بطريقة طبيعية وبنفس درجة حرارة الجسم، وخالٍ من الجراثيم وجاهز للتغذية في أي وقت يحتاجه الرضيع، ويحتوي على كل المواد الغذائية الأساسية المطلوبة لنمو الطفل وبصورة متناسقة حسب سن ووزن الطفل ومقدرته على الهضم والامتصاص، وما يحتويه لبن الأم من بروتينات يتناسب عكسيا مع نمو الطفل،

أي كلما كان الطفل صغيرا كانت قيمة البروتين كبيرة، وتقل قيمة البروتين تدريجيا مع تقدم الطفل في النمو، وتتغير كمية لبن الأم من يوم لآخر ومن وقت لآخر تبعا لحاجة الرضيع، سبحان الله!

ومن فوائد لبن الأم أيضا أنه يحتوي على تركيزات من المواد الغذائية مقدرة تقديرا ربانيا حسب عمر الطفل أثناء الرضاعة (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، وهذا لا يعرض الطفل إلى بعض الأمراض نتيجة التركيزات المقدرة له أثناء فترة الرضاعة،

لأن في هذه الفترة يحتاج الطفل إلى بروتين مقدر ومعلوم لو زاد عن المقدر يؤدي إلى بعض الأمراض وعدم قدرة الإنزيمات الهاضمة على هضم هذه المواد.

ومن أهم فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم هي:-

توفر السعادة للأم حيث إن الرضاعة تشبع غريزة وعاطفة الأمومة، وتوفر الوقت والجهد للأم حيث إن عملية الرضاعة لا تحتاج إلى إعداد.

ومن فوائد الرضاعة أيضا أنها تعمل على عودة أجهزة الجسم إلى حالتها الطبيعية التي كانت عليها قبل الحمل، خاصة الرحم وملحقاته، وأيضا تقلل نسب الإصابة بحالات النزيف بعد الولادة مما يساعد على عدم التعرض لفقر الدم ومضاعفاته،

كما أن الرضاعة الطبيعية تعتبر كأحد موانع الحمل الطبيعية، وأيضا الرضاعة الطبيعية تقلل من نسب الإصابة ببعض الأمراض ومنها سرطان الثدى والمبيض، ولذا يجب الاهتمام بالرضاعة الطبيعية وتشجيع الأمهات عليها وتثقيف الأمهات بأهمية الرضاعة وما لها من فوائد بالنسبة للأم والطفل.

وأكدت الأبحاث أن الأطفال الذين أتموا الرضاعة أكثر ذكاء من الأطفال الذين يتغذون التغذية الصناعية، وهذا يشجع أيضا على الرضاعة الطبيعية.

وأكدت الأبحاث أن الأطفال الذين يتغذون على الرضاعة الصناعية أو بدائل الألبان كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، ومنها الالتهابات الجرثومية وأمراض أخرى عند الكبر. قال تعالى: “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ” البقرة 233.

ولذا يجب الاهتمام بالرضاعة وتشجيعها لما لها من فوائد بالنسبة للأم والطفل، ويجب على الأم أن تحصل على وجبات غذائية متوازنة أثناء الرضاعة مما يعود بالفائدة على نمو طفلها أثناء الرضاعة.

أهم العوامل التي تؤثر على الرضاعة الطبيعية

إعطاء الطفل السوائل أو الغذاء قبل البدء في الرضاعة الطبيعية يؤثر على نجاح الرضاعة واستمرارها، وإدخال الأغذية الصناعية تعمل على إعاقة الترابط العاطفي بين الأم والطفل.

وكذلك استخدام الألبان الصناعية والزجاجات (الرضاعات) تعرض الطفل إلى الحساسية وبعض الأمراض والتلوث.

ومن العوامل المؤثرة أيضا على الرضاعة الطبيعية هي وجود بعض العوامل الاجتماعية والنفسية السيئة، حيث إن العوامل الاجتماعية والاقتصادية تؤدي إلى عدم قدرة الأم الحصول على التغذية المتوازنة مما يؤثر على نمو الطفل.

ولذلك يجب الاهتمام بالرضاعة الطبيعية وتشجيعها لما لها من فوائد بالنسبة للطفل والأم.

أتمنى للأمهات والأطفال كل الصحة والعافية وفقكم الله.

اقرأ أيضاً:

عملية التربية بين الرب والإنسان وقداسة من يحملها

تنمية مهارات الطفل نهايتها حتما الإبداع

سكري الحمل

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*****************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا