إنه قريب
ربنا بيقولك “لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ”، سورة “طـه” الآية 46، الآية دي ربنا كان بيقول لسيدنا موسى وأخوه سيدنا هارون عليهما السلام ميخافوش وهما رايحين يُواجهوا فرعون في قصره لأول مرة.
ركز معايا ربنا سبحانه وتعالى هنا قال أسمع قبل أرى، طب ليه؟
على القياس الإنساني البسيط، أنتَ مُمكن تشوف أي حاجة من بعيد لكن مش هتسمعها إلا لما تقرب، دايمًا السمع صعب وإدراكه أصعب، يعني حتى بعد ما تسمع الشخص اللي قدامك مش سهل تُدرك معاني ومقاصد كلامه.
يعني مُمكن تشوف إنسان شكله سعيد جدًا ومبسوط من بعيد ولما تقرب وتسمعه ممكن تفهم إنه تعيس أو حزين، ومُمكن من كلامه تُدرك مدى مأساته، ومُمكن لما تشوف الإنسان ومهما اتكلم متحسّش بيه لأنك بالفعل خلاص حكمت عليه من رؤيتك ليه.
فالإحساس باللي قدامك مش هيكون صح إلا بالسمع مش النظر، وعشان كدا ربنا قال “أسمع” قبل “أرى”، عشان يورينا أنه قريب أوي من قبل ما يشوفنا على عكس الإنسان، اللي بيشوف وبعدين يسمع، ربنا بيقولك أنا سامعك وفاهم اللي بيحصل معاك من بعيد ومُدرك شعورك وإحساسك.
الحكمة من الابتلاء
ربك سامعك، وفاهمك أكتر من نفسك وحاسسّ بيك، فلو أنتَ في ابتلاء أو حاجة وحشة بتحصل لك ربك مش هيسيبك، اتكلم معاه وهو فاهمك أصلًا.
لو البلاء اللي أنتَ فيه آذيك جدًا، افهم منه إن ربنا بيُعدّك لشيء عظيم، عايزك تقوى وتبقى أحسن عشان تقوم على حيلك بعدها أقوى ومُستعد تشيل مسؤولية أو خير جايّ لك وأنت لازم تكون بقوة مُعينة.
زيّ إخواتنا اللي في التجنيد كدا، اللي بيمروا بصعوبات شديدة وفي الآخر لما السنة بتاعتهم تخلص يقولك أنا المُعاناة دي نشفتني أو خلتني راجل، الابتلاءات شبه كدا.
خلي عندك ثقة إن ربنا سامعك وفاهمك أكتر من أي حد ولو أنتَ في ابتلاء دلوقتي، افهم بس إنه مُعسكر إعداد عشان ربنا بيحبك وعايز يرتب لك الأمور لما ترضى.
سمع الله لمن حمده، فمتخافش زيّ ما ربنا قالك اطمئنوا ولا تضعفوا، فاصبروا واحتسبوا وكلموه.
مقالات ذات صلة:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
_________________________________
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا