لا تتخيل أنك التعيس الوحيد
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. يعني لو حضرتك ربنا خلقك وخلق نفسك وعقلك وروحك وجسدك تتحمل فتنة المال أو الشهرة، فسوف يختبرك بفتنة المال والشهرة، لكن لو ربنا خلقك لا تتحمل هذه الفتنة فلن تتعرض لها.
لو حضرتك ربنا خلقك وخلق عقلك وجسدك يتحمل الألم والمرض فسوف يبتليك به، ولو لا تحتمل فلن يبتليك به، لو حضرتك ربنا خلق روحك وعقلك يتحمل الفقر أو الجوع فسوف يبتليك به، ولو لا تتحمل فلن يبتليك به.
ربنا يعطي الابتلاء لكل نفس في حجم قدرة كل نفس، لكن المهم أن الجميع لا بد أن يمر في امتحانات كثيرة طوال حياته، امتحانات على قدر مقاسه ومستواه!
معنى هذا الكلام:
- أن الابتلاء الذي تتعرض له هو على مقاسك، مثل أي امتحان.. امتحانات سنة أولى ابتدائي تناسب طلاب وقدرات أولى ابتدائي، وامتحانات ثانية ثانوي تناسب طلاب وقدرات ثانية ثانوي.
- أن كل إنسان ياخذ ابتلاء على مقاسه.
- أن كل البشر يعانون ويمرون باختبارات من الألم والحزن والخوف والقلق، سواء عنده مال أو لا، سواء عنده صحة أو لا، سواء عنده أسرة أو لا، سواء عنده علم أو لا، سواء عنده دين أو لا. يعني ما تقولش ليه يا ربي وتتخيل أن ابتلاءك أكبر من الآخرين، كل واحد واخد امتحانه على مقاسه بالضبط، فلا تتخيل أو تتوهم أن امتحاناتك واختبارات الدنيا لك أصعب من الآخرين.
- الفارق أن الدين يجعلك ترى الأمور على حقيقتها، وتعرف حجم الابتلاء وحقيقته فلا تجزع ويطمئن قلبك.
- أن كل هذه الأشياء امتحانات ووهم مؤقت، يمر.. وتمر بعده أوهام أخرى، إلى أن تأتي ساعة الحقيقة.. الموت.
- أن الدنيا كلها ابتلاء ومشاكل.
فلا تتخيل أنك التعيس الوحيد، ولا تتخيل أن فلان محظوظ وأكثر سعادة منك، أو فلان سيئ الحظ وأكثر تعاسة منك، كل البشر يعانون نفس القدر من السعادة والتعاسة. الفقير يفرح بلقمة عيش نفس فرحة الغني بمكسبه مليار جنيه، الغلبان يخاف من أن يفقد وظيفته نفس خوف السلطان على كرسيه.
“لا يكلف الله نفسا إلا وسعها” صدق الله العظيم.
اقرأ أيضاً:
هل يمكن أن تكون للآلام والمعاناة فائدة؟
ألم يكن من الممكن العيش في عالم بلا شر؟
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
